نقرأ ونسمع بين الفينة والأخرى خبر تنشره وتتناقله وتكرره أبواق حلف الناتو بالأخص المستعربة ترديده كذلك ان تحقيقا بما يسموه جرائم حرب سيتم فتحه او رفع قضية لمحكمة دولية الخ من اخبار من نفس السياق.
ما حقيقة ما يسموه ويدعوه "جرائم حرب" وهل هناك فعلا جريمة اسمها جريمة حرب تقع أثناء معارك بين جيشين !
قبل كل شيء يجب ان نعلم حقيقة مهمة جدا وهي ان الولايات المتحدة لا تعترف بما يسمى المحكمة الجنائية الدولية ( اسمها الأصلي ميثاق روما) ولا تمتثل لاي طلب منها بل ممنوع على هذه المحكمة فتح اي تحقيق او توجيه تهمة لها, كذلك الصين وروسيا بل وحتى أوكرانيا ايضا فهم لا يعترفون بهذه المحكمة وليسوا أعضاء فيها حتى ( الدول العربية بأجمعها لا تعترف بها ولا الكيان الصهيوني ايضا واغلب قارة أفريقيا وأمريكا الجنوبية).
وفي المقابل المحكمة لا تأخذ ولا تنظر باي طلب للتحقيق او المحاكمة صادر من الولايات المتحدة على الإطلاق او صادر من دول لا تعترف بالمحكمة أصلا.
المحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولي ليست مطعم مع خدمة توصيل، اي بمعنى هما لا يستجيبان لاي طرف يطلب تحقيق او اصدار قرار حسب الطلب والرغبة.
الدول العظمى وتسمى دائمة العضوية في مجلس الامن لها حصانة ضد اي قرار بل لا يتم إصدار اي قرار جنائي ضدها ولا يمكن معاقبتها دوليا ولم ولن يحدث هذا ابدا.
نعود لمهزلة ما يسمى جرائم حرب.
لا يمكن قانونا اطلاق وصف جريمة حرب على معركة حدثت بين طرفين مسلحين بل حتى لا يتم فتح تحقيق بها لانها معركة وليست جريمة, اي يجب ان يكون احد الطرفين مدنيين عُزل غير مُشتركين في المعركة بأي طريقة, كذلك لا يمكن توجيه اتهام بوصف جريمة حرب على حادث لم يتم التحقيق فيه بشكل دقيق او اكتمل التحقيق فيه من قبل جهات محايدة غير مناوأة لطرف في الجريمة.
فتح اي تحقيق في جرائم حرب لا تحبذه بل تمنعه الدول العظمى لا سيما الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وذلك لتورطهم بجرائم حرب فعلية ومثبتة بالأدلة والقرائن على سبيل المثال لا الحصر جرائم الجيش الامريكي ومرتزقته في العراق وأفغانستان ضد مدنيين عزل وليس أثناء معركة بل حتى تم قتلهم بدم بارد وهم لم يقوموا باي فعل مقاوم للاحتلال رغم ان هذا حق مكفول لاي شعب ضد مُحتل.
والحديث يطول جدا عن هذا الموضوع لكن اختصرته بنقاط تفنيدية كي نفهم حقيقة هذه الاخبار ولما تنشرها ابواق حلف الناتو وهي فقط وحصرا لرفع معنوياتها المنهارة بعد سلسلة هزائم مريرة تكبدتها في اوكرانيا منذ عام ولليوم مكملة سلسلة هزائم في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا والصومال وحتى في مالي و ساحل العاج.
هذه الاخبار جزء من سكرات الموت التي يصدرها حلف الناتو ليس لبث الرعب في روسيا فهي اكبر من ذلك لكن لرفع معنويات مرتزقتها الذين بات لم شملهم ضربا من المستحيل ودب اليأس في فرائص الجيش الاوكراني الذي يستخدم الجيش الروسي معهم حرباً نفسية ذكية جدا غير مسبوقة ورخيصة في نفس الوقت ومؤثرة وهي اسلوب الحرب البطيئة الذي يجعل الجندي فعليا يتمنى الموت على انتظار الموت.
هذه الابواق والعاملين عليها لا تفقه ولا تعطي اي وزن ولا قيمة لمعنى الغيرة والوطن والشرف، فكل هذه الأمور براء منها وليست ذي قيمة في عملها ومقاصدها.
هي تبتز شعوب ودول، فلطالما قبحت الجميل وجملت القبيح، مثال بسيط طالبان التي جرموها وغولوها وحاربوها ثم جلسوا معها يتفاوضون ويطمطمون كل ماضٍ, كذلك كيف صوروا بطش نظام الملالي في طهران ثم منعوا كل عقاب ضده في ثورة عام 2009 وثورة ميهسا ليست ببعيدة.
هي نفس الابواق التي شيطنت الحكومة السورية وبشار الاسد واليوم تدعم كل تفاوض معه.
الم تكن هذه الأبواق ضد الصهاينة والان تجمل اتفاق ابراهام مع نفس الصهاينة !
هذا هو الإعلام الذي يتكلم عن جرائم حرب، هو اول من يغطي عليها ولا يتوب.
المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة صورية ودعائية اكثر منها جهة لتحقيق العدالة فكل القضايا التي دخلت اليها ونظرت فيها هي قضايا غير مكتملة الجوانب وذات طابع عاطفي سياسي موجه ضد دولة معينة وليس لغرض إحقاق حق او إرجاع حق لضحايا كما حدث في مجزرة سابرينيتشا في البوسنة حيث قضت المحكمة بعد سنين طويلة من التحقيق والجلسات رغم انها كانت جريمة واضحة ولا غموض فيها قضت بتقصير القوات الهولندية بل وجهت التهمة المباشرة لها بالتسبب في وقوع المذبحة ومع ذلك لم يتم اخذ اي اجراء ضد هولندا.
تحيتي