top of page



"التفكير صعب, لذلك الناس تحكم" كارل يونغ عالم نفس


ذهب كثيرون بل اكاد اجزم ان الجميع بلا استثناء ظنوا واعتقدوا واكدوا بان العمليات العسكرية الروسية ستكون خاطفة لاحتلال اوكرانيا باكملها واسقاط حكومة كييف خلال ايام فقط اقصاها شهر.


لا ادري من اين استمدوا هذا التاكيد الجازم وعلى اي أساس علمي عسكري استراتيجي تم بناء هذا الاعتقاد الجازم!

لكن بتحليل نفسي ومجتمعي مبني على بحث في حقائق ومعطيات ملموسة وليست تكهنات لمخيلة كل مَن ذهب هذا المذهب نجد الاتي:


لم يصدر لا منذ اليوم الاول لبدء العمليات العسكرية الروسية في اوكرانيا ولا الان اي تصريح رسمي او اشارة ضمنية او حتى تلميح من قبل الجيش الروسي او الرئيس الروسي او اي قائد عسكري روسي بان الحرب ستكون خاطفة ويتم احتلال اوكرانيا بالكامل وبالرغم من التفوق المطلق للجيش الروسي وتاكيدات حلف الناتو بانه لن يدخل في حرب مباشرة مع روسيا, عدا تصريحات وتحليلات رخيصة تطلق بطريقة نفسية مريبة من خلال ابواق حلف الشر(الناتو) كي يصلوا بالقطيع الى هذه القناعة فيقوم العقل بالمقارنة بين المعتقد الجديد وما يشهده فيؤمن بالمطلق ان "العملية الخاطفة " قد فشلت رغم انها عملية او تسمية لا وجود لها إلا في مخيلة من وقع ضحية الابواق الإعلامية ويا مكثرهم.


التكهنات لا سيما العربية وبصراحة مطلقة دون محاباة, هي دائما وابدا مبنية على امر واحد لا غير وهو امر مبني للماضي البائس الذي اصاب المخيلة العربية في مقتل جراء طرق التربية المجتمعية بالإضافة الى كارثة العصر وهي مواقع التفاصخ التي تدعمها بشكل فاضح قنوات تسمي نفسها إعلامية والاعلام لا فرق كبير بينه وبين الدعارة فالقنوات الإعلامية بمختلف اشكالها هي مواخير لتنفيذ اجندات قذرة ضد الانسان.


العرب حروبهم الخاسرة حصرا كانت سريعة جدا على سبيل المثال لا الحصر, هزيمة الايام الستة في حزيران 1967.


ثم جاء احتلال العراق الذي تم خلال 19 يوم تقريبا فشكلت الصدمات المتتالية قناعة لدى العامة والخاصة على حد سواء بكيفية سير اي عمليات عسكرية من قبل دولة عظمى, عزز هذا المعتقد الحملات الاعلامية للغرب بان حروبهم خاطفة حتى ضد غير العرب مثل حرب الفوكلاند وغزو افغانستان فاصبح لا اراديا يفترض العقل الباطن للمتلقي الضحية ( العقل الباطن مسؤول عن 95% من تصرفاتنا واعتقاداتنا) بان العمليات العسكرية الروسية هي ايضا ستكون حتما خاطفة وان لم يعلن ذلك الروس بل لم يتصرفوا على هذا الاساس اطلاقاً.


تربى العقل العربي في بيئة قسرية قهرية فهو لا يسمع الا الراي الاوحد وان ابيه دائما على حق وله الصوت المطلق في البيت وطلباته اوامر يجب ان تنفذ بسرعة خاطفة واذا طلب الابن شيئا فعلى الارجح لا يُلبى طلبه او يشبع تاجيلات خاطفة حتى الياس, فتربت لدى الجمتعمات العربية عقلية الياس واطلاق الاحكام جزافا, دليل هذا حالنا بين الامم سواء شعوب او رؤساء لا يدرون ما يُفعل بهم ولا يدرون ماذا سيحدث لهم غدا فالغد عندهم عدم ورجس بالتفكير.


لقد صرح بوتين وكررها مرارا بان العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق الاهداف ولم يقل حتى احتلال اوكرانيا او اسقاط قرقوزات الناتو في كييف بل ظل يفاوضهم حتى تم ايقاف المفاوضات من قبل حلف الناتو باوامر لقرقوزهم, وبوتين لا يخشى اي قوة او جهة على سطح كوكب الارض بل حَجّمهم في الساعة الاولى لبدأ العمليات العسكرية وكان تحذيرا واضحا وناجعا اتى اُكلهُ فوراً.


بعيدا عن نظرية المؤامرة المثبتة طبيا انها مرض نفسي، سنرى ان من يجزم بظنونه حول فشل الحرب الروسية الخاطفة لو رجع لقرارة نفسه سيجد ان ظنه مبني على عاطفة اي تخندق لجانب معين لاسباب عاطفية كان يكون معجب بالناتو (لا سيما ثوار الناتو في سوريا وليبيا والسودان والاخوان المسلمين) او لديه ردة فعل من مأسي عربية كما ذكرت, وليس عن بحث ونظرة استراتيجية مبنية على حقائق ملموسة وحسابات عسكرية واقتصادية وسياسية بحتة، فقط تخندق اعمى بكل ما اوتيت الكلمة من معنى.


فرق كبير بين التخندق العاطفي والموقف المهني.


فمسالة او معتقد الحرب الخاطفة وكل مابني عليها من جزم هو فشل وليس من الدقة ولا الواقع في شيء لكنه نجاح إعلامي باهر, فعندما نعلم بان الاهداف العسكرية الروسية تتحقق فعلا باعتراف قادة حلف الناتو, اذن ستصمت ابواق وتلجم افواه.


الم يقاتل العراق لـ 8 سنوات نظام الخميني حتى جرعه السم فمات فعلا ولم يحتل الجيش العراقي ايران رغم انه حقق اهداف في العمق الايراني في اول اول شهور الحرب ثم انسحب منها بعد قرابة 18 شهرا !


فلا يجب الخوض في تحليلات واعتقادات عسكرية دون خبرة ميدانية طويلة لا بل الادهى والامر, ان هؤلاء الغالبية لم يجرح لهم اصبع في معركة ولا حتى قضوا يوم واحد في تدريب عسكري في جيش له تصنيف دولي مرموق بل لم يطلعوا على استراتيجيات العمل العسكري لاي جيش او حرب كبرى ولا حتى صغرى!


تحيتي


من نحن

هنا مكانكم للالتقاء بالاخرين والتعارف المثمر وامُل ان نكون ع...
bottom of page