الرأي الاخر

يونيبر عملاق تجهيز الطاقة في المانيا طلبت قبل أسابيع حمايتها من الإفلاس والان تصرح بما هو أسوء.

ففي مقابلة لقناة CNBC الاقتصادية مع المدير التنفيذي لمجموعة يونيبر Uniper كلاس ديتر موباخ قال بالحرف الواحد " لقد قلتها عدة مرات بانه خلال هذه السنة وقد أعلمت صناع السياسة بهذا الأمر, انظروا, ان الأسوء قادم"

يونيبر هي اكبر مستورد للغاز الروسي في المانيا وقد قطع بوتين الغاز عنها وعن الاتحاد الأوروبي كله بشكل لم يتوقعوه بغباء مدقع فقد ظنوا ان بوتين لا يستطيع الاستمرار بلا تصدير الغاز لأوروبا فاذا بأوروبا تنهار.

الاحتياطي الأوروبي من الطاقة لا يكفي لبضعة ايام وما يصدروه من تصريحات مضحكة في أبواقهم لا يعدوا سوى تهدئة للكارثة التي ستحل في محاولة لكبح جماح ثورة ستطيح برؤوسهم قريبا جدا.

وأضاف " ان أسعار الخام الأن اعلى بـ 20 ضعفا عما كان قبل سنتين, 20 مرة "

بمقارنة كلامه وهو دقيق جدا فهو مسؤول عن هذا الكلام والإحصائيات مع النكات التي يطلقها الساسة الغربيين ومؤسساتهم الاقتصادية بان التضخم والأسعار ارتفعت فقط اقل من 10% بشكل عام يعطينا صورة واضحة عن كمية الكذب التي يسوقونها لشعوبهم لتخديرهم بالإضافة الى خطة دنيئة لإلقاء اللوم بعيدا عن سياساتهم الكارثية وجعل المتسبب بكل هذا روسيا في يوم وليلة.

لقد دفعت الحكومة الألمانية قرابة 15 مليار دولار ليونيبر لحمايتها من الانهيار فهل هذا إجراء اقتصادي سليم !

هل إعطاء تاجر خسران كسرة خبز ستحميه من الخسارة ويعاود الربحية بعد ان توقفت تجارته تماما !

لقد قال بوتين يوما قبل الحرب لهم " يجب ان تقبلوا يد شرويدر لانه وفر الكثير من المال في محفظة كل الماني " ويقصد أسعار الغاز المنافسة جدا بل الخاصة جدا التي كانت شركات المانيا تشتري بها من غاز بروم ثم تبيعها باسعار مرتفعة جدا للألمان واليوم سقط السقف على كل من تحته.

في بداية الحرب خرج علينا الف مهيار من قادة حكومات ورئيسة الاتحاد الأوروبي في يوم واحد واصفين كيف سينتصرون على روسيا بلمح البصر وبسهولة متناهية والان كل هؤلاء يصرحون بان أوروبا ستدخل شتاءاً صعبا بل غير مسبوق حتى خلال الحرب العالمية الثانية بالإضافة الى مصاعب اقتصادية لا قبلة لهم عليها, فلا ادري اين ذهبت تصريحاتهم وشعاراتهم وهتافاتهم وعنترياتهم !

غباء سياسي مبني على قلة خبرة معجونة بمخدر تاريخي يسمى العنجهية جعلت كل ساسة بل وفلاسفة أوروبا ايضا يظنون ان التاريخ قد توقف عندهم وان عجلة الزمن تدور بأمرهم.

تحيتي