
عندما نطالع ابواق الاعلام الغربي بالاخص الامريكي منها فهي ممتلئة بالتهديدات لكل رؤساء العالم ودولهم وكأن العالم عبارة عن اسطبلات يملكونها ضاربين ابسط قواعد احترام الاخر عرض الحائط بطريقة مفتضحة تنم عن حقيقة نظرتهم للاخرين فيما هم يدعون انهم رعاة المساواة وحقوق الانسان والراي الاخر والتي جميعها شعارات انكشف زيفها خلال اول 72 ساعة من بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة للاطاحة بالنازيين الجدد في اوكرانيا.
كشروا عن الوانهم الحقيقية معتقدين ان مسرحية استقبال اللاجئين الاوكران ستنطلي على العالم وهم يرون ان اغلب اللاجئين بدأوا بالرجوع بعد عبورهم الحدود فقط عندما كشفوا الخديعة وانهم طعم لا اكثر.
يخبرنا التاريخ ان العنجهية والتكبر والتضخم في الاقتصاد هي اكبر علامات نهايات الامبراطوريات وهذا تاريخ وليس راي شخصي او تكهن بالاضافة الى الكذب المُبين على الشعب الذي يصاحب السياسة العامة.
الاعلام الامريكي ينشر تحذيرات لم تحدث إلا في مخيلته وكيف ان بايدن "شخط" بالرئيس الصيني وحذره وتوعده ان هو لم يدين روسيا ولم يبقى إلا ان يقول لقد صفعه لا سيقيا من خلال ما تسميه الابواق هذه الاجتماعات الافتراضية ولا ادري ما الافتراض فيها !
لم يبقى لدى الغرب اي سلاح لاقناع شعوبهم ان الامور مازالت بيدهم والسيطرة مستمرة وانهم اقوياء وانهم زعماء وانهم سيسقطون اي رئيس او دولة ويجوعون شعبها إذا ما ارادوا ذلك, في نفس الوقت ليس لديهم اي حل للكارثة التي بدأت تحدث فعليا في الغرب لا سيما في الاتحاد الاوروبي وبريطانيا حيث التضخم وصل لاعلى مستوى في تاريخ هذه الدول والكارثة انه مستمر بالقفز وهذه الاقتصادات لم تتعافى بعد من حرب كورونا التي اكلت الاخضر واليابس في اوروبا والولايات المتخبطة (اكثر من 2 مليون قتيل و10 ترليون دولار في امريكا وتقريبا 5 ترليون يورو في اوروبا).
لاحلول سوى اشارة سطحية خفيفة لاحتمالية صعوبات اقتصادية قادمة وكان اوروبا اصيبت بحادث سيارة وليس حرب مع ضماد او اسميه مخدر بان الحكومة جاهزة للتصدي وستعمل على ايجاد بدائل, بدائل لمَن !
بدائل للغاز مثلا ! اي انكم ستذهبون من "دكتاتور" الى دكتاتور كما وصفت نيويورك تايمز زيارة ابو كفشة جونسون الى السعودية للتباحث في "القضايا الراهنة" واستجداء الطاقة وكأن السعودية حبست الطاقة عن اوروبا ولاتريد تصدير او بيع النفط, اي تهريج هذا!
ام بدائل للقمح (الحنطة) التي اصبح 30% من انتاجها بيد روسيا!
لمن سيذهبون ليوفروا القمح اي خبز الشعب اليومي؟
ام بدائل للبلاديوم ام للحديد ام للذهب ؟
ام بديل للاسواق التي بدأتم تخسرونها وهي اكبر سوق فوق سطح الارض وهي اسيا فالبيانات توضح بشكل لا لبس فيه ان الاسواق الاسيوية ستخلوا تماما من المنتج الاوروبي (عدا الكماليات الغير ضرورية وغالية) في غضون العشر سنوات القادمة باقصى تقدير لانها حاليا ضعيفة جدا فميزان التجارة بين الصين والاتحاد الاوروبي (27 دولة) كارثي ويصب لمصلحة الصين بفارق مرعب.
كلمة "البديل" التي تكررها الابواق الغربية منذ شهر بشكل يومي بل كل ساعة تقريبا هي موجهة لغسل دماغ الاوروبي خاصة بانهم يعملون لخدمته وان الحل هو مجرد قرار يُتخذ لا اكثر.
تعتقد الحكومات الغربية ان الايهام بالحل مخدر مُجرب وجيد لكن التجارب والتاريخ تقول انه قنبلة مؤقتة, وتوقيتها ليس ابعد من النظر الى كف اليد.
تحيتي