
مازالت بلغراد وموسكو من ضمن اكثر من 100 دولة لا تعترف باستقلال اقليم كوسوفو المقتطع غصبا من قبل حلف الناتو في حرب البلقان في تسعينيات القرن الماضي حينما اشعل الناتو الحرب العرقية في يوغسلافيا السابقة مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانشغال روسيا انذاك بمشاكلها الداخلية, ولم تستطع كوسوفو ان تحوز على اعتراف الامم المتحدة بها كدولة لاعتراض روسيا والصين ودول اخرى.
اثبت التاريخ ان المعاهدات والهدن الحربية لا تغير العرق ولا الاصل وان طالت الهدن والاتفاقيات, وها هو بركان البلقان يفور مرة اخرى بل حتما سيثور قريبا وقريبا جدا.
قبل اسابيع وفجأة دون سابق انذار قامت السلطات المحلية في كوسوفو باصدار قرار بمنع دخول اي مركبات تحمل لوحات صربية الى داخل كوسوفو يملكها الصرب المقيمين في كوسوفو وتعدادهم تقريبا 50 الف نسمة مالم تحمل لوحات واوراق ثبوت (هوية) صادرة من السلطات في كوسوفو الامر الذي رفضه الصرب فقامت السلطات الكوسوفوية بغلق الطريق واشعال فتنة كادت ان تشعل حرب لولا تدارك حلف الناتو للامر والتدخل لحمل السلطات في كوسوفو لرفع الحواجز وفتح الطريق.
هل انتهت المشكلة !
القرار الاول كان قد صدر قبل شهر واعطيت مهلة لغاية الاول من اب / اغسطس لتطبيقه والان تم فقط تاجيله لشهر اخر اي ان السلطات في كوسوفو عازمة على تطبيقه اي ان النار مازالت تحت الرماد.
التصريحات بل اسميها الاتهامات والوعيد المتبادل من قبل الطرفين يعطينا دليل لا لبس فيه ان البركان سيثور قريبا فصربيا المدعومة من قبل روسيا لن تقبل ولن تعشق الكوسوفويون بل حتى الصين لا تودهم اطلاقا بالاضافة الى دول عديدة لا سيما في اوروبا الشرقية خاصة بعد خطوة كوسوفو بطلب الانضمام لحلف الناتو الذي لم يرى النور بعد ولا اعتقد انه سيرى النور اصلا هذا ان بقيت كوسوفو على ما هي عليه الان ولم يتم استرجاعها بالكامل واخضاعها من قبل صربيا.
قد يساعد التشنج هذا روسيا من خلال امكانية فتح جبهة حربية اخرى داخل اوروبا وهذا الامر ان حدث فسيعني الكثير, فاوروبا الان ليست بحاجة لمعركة في ملهى ليل حتى فكيف بحرب اخرى بين دولتين داخل اوروبا !
صربيا توعدت وبشكل علني كوسوفو ولا استبعد قيام صربيا باذكاء عمليات تصفية داخلية لاشعال فتيل حرب ما زالت عالقة في مخيلة الكوسوفوين عندها سيهرب الجميع حتما خوفا من تكرار المآساة واضعين في عين الاعتبار ان الاشتباكات المحدودة وقعت فعلا قبل ايام ولا يستبعد المراقبون ان تستمر في الحدوث لاسيما بين جماعات المهاجرين الذين يتم معاملتهم معاملة سيئة جدا على الحدود.
لقد ذكرت في منشور قبل ايام, ان روسيا لها قدرة لا يمتلكها احد في العالم وهي فتح جبهات متعددة وادامة الزخم فيها وادارتها بشكل دقيق الامر الذي لا يتقنه لا حلف الناتو ولا اي جيش في العالم.
تحيتي