
اليوم بدأ النصف الثاني من عام 2022 ماذا يعني هذا !
لمن يدقق في طريقة ونوعية الاخبار التي بدأت ابواق حلف الناتو نشرها بالضبط قبل ساعات هي على نوعية اخبار عام 2002 والتي عبارة عن تلفيقات يدعون انها مشفوعة بتقارير مؤكدة وبلا شك, ثم ياتون بكل رخيص ونطيحة يدعون انه محلل 5 نجوم عادة غربيين وبعض الدولاريين العرب ليؤكدوا هذه التقارير التي لم يقرأها هو نفسه انما فقط تم اخطاره بالخطوط الغليظة التي يجب التحدث والالتزام بها.
تقارير اقتصادية واستخباراتية كاذبة بدأت تنتشر اليوم منذ ساعات الفجر الاولى حيث يحاول حلف الناتو انهاء الحرب باقل الخسائر مع نهاية السنة رغم انها امنية هو اول من يعلم بانها مستحيلة, على سبيل المثال لا الحصر:
" الولايات المتحدة تصدر غاز لاوروبا اكثر من روسيا " وطبعا لا تقنيا ولا عمليا ان يكون هذا الخبر حقيقي ولو سالت عامل بسيط في مجال صناعة الغاز الطبيعي لضحك منك حد التقيوء, حيث يجب ان يوضحوا فعلا ما السعر الذي تم به استيراد الغاز المنقول بحرا وليس بانبوب قصير! كذلك ان الولايات المتحدة ليس لديها فائض يسد عجز اوروبا (نشرت مقالة بهذا الصدد مستندة على تقارير اقتصادية من وكالة الطاقة الذرية تبين ان الاتحاد الاوروبي لا يمكن له ان يجد بديل كامل عن الغاز الروسي)
خبرٌ عظيم جليل اخر هو :
" الاستخبارات الامريكية تؤكد في تقرير لها ان بوتين لا يزال يريد الاستيلاء على اوكرانيا" وطبعا هي نفس وكالة الاستخبارات التي اكدت وحلفت يمين وشمال عام 2002 بان العراق يملك اسلحة دمار شامل بل ونشرت صور مفبركة على انها صور اقمار صناعية لمنشاءات ومختبرات تصنيع اسلحة الدمار الشامل وكانت عبارة عن كرفان عسكري لا يسع لاكثر من 4 اشخاص وادعت انه معمل ينتج اسلحة ستدمر العالم خلال ايام.
بالاضافة الى التظاهرات الملفقة ضد القذافي والتي كانت هي عبارة عن خلاف قبلي بين قبيلتين في ليبيا والكثير من التقارير التي اكدت الاستخبارات هذه انها دقيقة ثم افتضح امرها بعد حين ولم يعرق لهم جبين من الخجل فالغيرة والاخلاق والعفة هي مسالة ثانوية بل غير مرغوب بها في عمل أجهزة الاستخبارات والادارات الامريكية بلا استثناء.
خبر ايضا يقول :
" التضخم في منطقة اليورو يصل الى 8.6 % وهو مستوى قياسي " وطبعا ايضا خبر غير دقيق فمعدلات التضخم في الاتحاد الاوروبي بالاضافة الى بريطانيا وليس فقط في منطقة اليورو فحسب (بريطانيا والسويد والنرويج والدنمارك وهنغاريا وبولند والتشيك وسويسرا ورومانيا عملتها محلية وليست اليورو) وصلت معدلات التضخم الى اكثر من 30% مقارنة فقط مع سنة 2020.
سؤال يطرح نفسه, لما يكذبون ولما يرمون بهذه المشاكل على شماعة الحرب الدائرة والمستمرة والمتزايدة في اوروبا؟
دون تعقيدات ودخول في تفاصيل اقتصادية قد ترهق البعض.
الغرب باكمله دخل في معضلة بل كارثة عام 2010 وهي موضوع تجاوز قوانين اقتصادية بل ودستورية من خلال امرين :
1. طبع نقود بكميات ضخمة بل تاريخية دون غطاء ودون خطط لسحبها لا سيما الاتحاد الاوروبي الذي لم يرفع سعر الفائدة منذ 11 سنة ونلاحظ التزامن وهذه لعبة لعبها كبار البنوك والصناعيين بحجة تدارك الازمة العالمية التي سببتها نفس البنوك والشركات ولم يتم زج اي منهم الى السجن بل اغلب مدراء البنوك حظوا برواتب وبونصات تاريخية حينها.
2.افشال خطط تنموية اصحابها من خارج لوبيات الحكم او ضرب نمو اقتصادي لدول اسيوية وذلك لمارب لوبيات عتيقة تتحكم في السوق سواء في اوروبا او الولايات المتخبطة الامريكية واللجوء الى حلول ترقيعية لما سببته الازمة المالية العالمية عام 2008 فعلى سبيل المثال تم مساعدة وتسمى خطة الانقاذ Bailout شركات صناعية كبيرة بل ضخمة جدا كذلك بنوك رصينة ادعت انها تترنح بدل ان يتم مساعدة الاكبر والاكثر عددا ويشكلون قوة اجتماعية وجماعية وهي الشركات الصغيرة و المتوسطة الذين يساهمون في غالبية سوق العمل فتركزت الاموال مرة اخرى (وهي مطبوعة دون غطاء تسمى Cheap money) بيد شركات لا تحتاجها اصلا وماتقاريرها المالية السلبية انذاك الا مفبركة بشكل فاضح او على الاقل مبالغ بها, فهذه الشركات في ربحية عالية بسبب الاحتكار منذ اكثر من قرن وقسم كبير منها عمره اكثر من 50 سنة نجاح وتوسع, فكيف تفلس او حتى تواجه شبح الافلاس في اقل من سنة وفي اول ازمة, هذا تهريج.
ادعت الحكومات الغربية (زعمائها ومدراءها هم موظفين تابعين إما لبنوك او لشركات احتكارية) ان حزم المساعدات التاريخية الضخمة تلك هي قروض سيتم استردادها حال تعافي السوق, هذا بالطبع لم يحدث إلا على مستوى بسيط جدا بل مضحك فكل قرض تم استرداده من قبل البنوك المركزية قامت الشركات هذه بسحب اضعافه مباشرة بعدها مستغلة انخفاض سعر الفائدة الذي بقي متدني بشكل غريب, هل عرفنا اين اللعبة!
الان, بحساب بسيط يتقنه خريج ابتدائية وان كان راسبا في الرياضيات:
اكثر من 20 ترليون دولار طبعت في الاتحاد الاوروبي والولايات المتخبطة الامريكية خلال تقريبا 10 سنوات بلا غطاء وبلا مسوغ قانوني حتى والطبع مستمر لحد هذه اللحظة, ماذا فعلت هذه النقود بالاقتصاد المحلي والعالمي على حد سواء؟
الجواب: انخفاض حاد في قيمة العملة وهذا يعني ارتفاع التكلفة ثم ارتفاع الاسعار حتما.
الحل:
خلق حرب لاقناع السذج بان العدو هو السبب في التضخم وليس تصرفات وقرارات الحكومة الفاسدة المكونة من موظفين تابعين لبنوك ومؤسسات مالية وصناعية ضخمة.
تحيتي