في عام 1990 قادت مارغريت تاتشر التي لقبها الاتحاد السوفيتي بالمرأة الحديدة تشكيل حلف دولي ضد العراق بعد غزو الاخير للكويت.
كانت تاتشر قد قضت حينها 15 عاما كرئيسة وزراء لانگلترا وهي اطول مدة لرئيس وزراء في المنصب في تاريخ انگلترا لغاية اليوم.
ورغم ان العالم وقف ضد العراق ولم يستطيع العراق حينها تبرير الغزو ولا الدفاع عن فعله لكن تاتشر سقطت بالضربة القاضية جراء تحشيدها لحرب لا لحل سياسي.
دفنت تاتشر ماضيها السياسي الناجح فعلا ومستقبلها في حفرة واحدة ولم يشفع لها اي شيء فسقطت سقطة مازال التاريخ يذكرها باحرف سوداء.
اليوم بدأ فصل جديد في تهديم قلعة بوريس جونسون بعد ان نجح في تضليل القانون بفعلته في كسر القوانين في اول تجاوز لرئيس وزراء في تاريخ انگلترا للقوانين عندما اقام حفلة ماجنة اثناء سريان حظر التجوال في عتمة انتشار وباء كورونا الذي كان يفتك بالبشر كذلك في انگلترا فكان هو وعصابته يرفعون كؤس الطلا احتفالا بانتصاراتهم على شعبهم واكتفت المحكمة بتغريمه فقط وكأنه قام بصف سيارته في مكان خاطئ لا اكثر.
ثم نجا من استفتاء سحب الثقة قبل اسبوعين فاصابته الخيلاء لدرجة انه صرح مؤخرا بانه يريد ان يكسر رقم تاتشر القياسي في بقائه في المنصب حتى عام 2030 لكن ...!
لم يكن يدري ان هناك صفعة مؤلمة في انتظاره بل هي بمثابة سحب البساط من تحته.
قدم 27 وزير ومسؤول رفيع المستوى في حكومته استقالاتهم اليوم الواحد تلو الاخر باقل من 8 ساعات شكلت زلزال جعله يترنح بل ترنحت اوروبا والبيت الابيض ايضا, فهو فعلا لم يتوقعه وجعل مسالة استمراره في الحكم مسالة شبه مستحيلة فحكومته قد سقطت بالفعل, لكن لا احد يدري كيف نجا من تصويت سحب الثقة, فهل نتكلم عن اتفاقات في الظلام بعيدة عن الديمقراطية والحس الوطني!
نعم يبدو الامر كانه كذلك وهذا الامر سيكون له تداعيات فورية على حكومته التي اصبحت مستقيلة حاليا رغم عدم الاعلان الرسمي لذلك, وهذا له وقع القنبلة الذرية على ابشع حزب يحكم في انگلترا منذ تاسيسها ولغاية اليوم ويسمى في الشارع هناك بحزب الاغنياء حيث ان تاريخه في محاباة وسن قوانين تراعي الاثرياء على حساب الشعب طويل وبشع.
بالاضافة الى سياسة التخبط في إدارة الحرب في اوروبا لا سيما عندما انقلب سُم العقوبات الاقتصادية على صانعيه فتجرعوه برحابة صدر في خسائر فاقت الترليون دولار في اقل من 60 يوما في حين ان الاقتصاد الروسي اضاف اكثر من ربع ترليون دولار في اقل من 3 اشهر واضعين في الحسبان ان قيمة ربع ترليون دولار في روسيا اكثر باضعاف من قيمتها في الاتحاد الاوروبي اي ان الخسائر مضاعفة في الغرب.
فهل ستعلن الساعات القادمة عن اول نعجة نافقة من مجموعة B7 اي المفلسين السبعة ومن حلف الشر ايضا! التي يخبرنا التاريخ ان مامن سياسي غربي اقحم نفسه في ادامة واشعال حرب إلا وكان هو اول ضحية لها واذكر منهم, مارغريت تاتشر سقطت عام 1990 و جورج بوش الاب فشل في اعادة انتخابه بعد حرب 1991 رغم (انتصاره) فيها وتوني بلير سقط بعد احتلال العراق 2003 بل حتى ونستون تشرشل الذي ربح الحرب العالمية الثانية لكنه خسر السلام في بلده فاسقطه البريطانيين بلا رحمة عام 1955.
تحيتي