
صفحة الصدمة والرعب (حملة عسكرية مستمرة شرسة جدا تعتمد مبدأ الأرض المحروقة) قد بدأها بوتين منذ اكثر من اسبوعين (ابواق الناتو تحاول التعتيم على الامر لكن افتضح بعد ذلك) فها هو يمطر حلف الشر (الناتو) بحزام ناري, فاوكرانيا أصبحت خلال ساعات في ظلام دامس والماء اصبح سلعة مفقودة وغالية والغاز والنفط في اوروبا اصبحا سلع رفاهية بل لا اشك ان اطلقت دار ازياء لوي فيتون تشكيلة حقائب مصنوعة من النفط الخام وقلادات تحتوي على غاز روسي معبئ يدويا Hand crafted او اسورة من دار Boss مصنوعة من بقايا مصفى نفط مهجور في المانيا, ثم اكمل الطوق بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الذي بدأ يشعل اسعار القمح والذرة وباقي الحبوب على المستهلك الاوروبي حصرا.
يبقى ان نفهم ماقاله قبل يومين وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف بعبارة اختصر فيها صورة العالم القادم التي جعلت البيت الابيض امس يشرب اكثر من نصف مليون لتر من القهوة يفكر كيف يرد او يحتوي الامر, حيث قال لافروف " نعمل مع الصين على خلق عالم متعدد الأقطاب"
ماذا يعني " عالم متعدد الأقطاب " ولما الغرب لا يريده !
عالم متعدد الأقطاب يعني ان هناك عدة قوى وليس اثنين فقط, اي الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة فهذا ليست تعدد انما هذه مناصفة وعودة للحرب الباردة وهذا ما رفضته روسيا والصين قطعيا وبتصريحات رسمية وبخطة عمل تسير بدقة متناهية ومرعبة للغرب وقد فهمها الغرب جيدا لذا نراه في حالة هستيرية غير مسبوقة فهذا يعني نهايتهم.
التعددية موضوع يرعب الغرب, فعالم متعدد الأقطاب اي ان هناك اكثر من طرفين سيشاركون في إدارة العالم, ولم ينتهي الامر لهنا فحسب.
فالغرب لم يعد قويا بعد ان سقطت الاقنعة وانكشفت حقيقة (قوته) الهلامية, وهي انه عالم او حلف كان يعتاش على نهب مقدرات الشعوب الاخرى بطرق قذرة (منظمات حقوق انسان ومنظمات اجتماعية وحتى فنية ورياضية للتدخل والسيطرة على الاخرين الاضعف) والان يُصارع من اجل توفير ولو 10% من استهلاك الغاز سنويا لتدفئة مواطنيه الغاضبين جدا, وبحساب بسيط للعقد القادم سنرى الغرب عبارة عن دول منغلقة داخلياً ومشتتة سياسيا ضعيفة بلا حول ولا قوة اي انها خارج نطاق القوة بالكامل فستبصح اذن مصنفة في عالم طبيعي متعدد الأقطاب لكن لن تكون طرفا قوياً يفرض سياساته على الجميع (بل اشك ان كانوا سيستطيعون المشاركة اصلا في اي قرار دولي) كما كان الحال عليه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 والى 2022.
إذن هذا ما يؤرق ويقلق ويرعب حلف الشر (الناتو) انه اصبح حلفا تكلفة وجوده اعلى من فعله ثم المرحلة التالية ستكون " مالداعي لوجوده اصلا" ! ولا يجب ان ننسى ان قوة وبقاء الغرب بقوة وبقاء حلفه العسكري (الناتو) والعكس صحيح.
وهذا سؤال ملح وناري اصبح مرفوعا على شعارات المتظاهرين الأوروبيين انفسهم وليس الروس او شعوب الشرق الاوسط, فهنا بدأنا نرى ان الصدع والنخر قد بدأ من الداخل ويا ويل من بدأ الصدأ ينخر بطانته.
تحيتي