قبل صدور البيان الختامي لقمة العشرين زمجرت وأرعدت أبواق حلف الناتو حوله ونشرت فبركات إعلامية مفادها انه سيصدر بإدانة جماعية لروسيا.
العناوين كانت تشمل كلمات قد لا يلقي لها بال المتلقي فورا وهي طرق سيكولوجية يستخدمها الإعلام للإيهام مثل " مسودة " كذلك " حصلت عليه " والاهم " إدانة ".
اولا وقبل كل شيء لا يوجد على وجه سطح الأرض منظمة او كيان اقتصادي معترف به من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يستطيع إدانة عضو فيه بالإجماع فهذا مُحال المُحال, لكن طبعا طرق الإيهام التي تتبعها وتنشرها ابواق الناتو لا تنطلي على متبصر.
فصدر البيان الختامي ولم تصدر إدانة بالإجماع والبيان الختامي لم توافق عليه الدول المهمة الكبرى وهي الصين وروسيا والهند حصراً فباقي دول الغرب (امريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا) دول مُفلسة تصارع من اجل البقاء ومشاركتها في قمة العشرين شكلية وبروتوكولية لا اكثر فإندونيسيا الدولة المستضيفة اقتصادها ينمو بشكل افضل واشد قوة من اقتصادات الاتحاد الأوروبي مجتمعة وهذه حقيقة يغطي عليها الإعلام بأرقام حجم الاقتصاد وهذا مقياس مغلوط بل لا يجدي ولا يجب الأخذ به مع تبدل طرق حساب القوة الاقتصادية وسعة وقوة السوق, بدليل ما نشاهده من اضطرابات في شوارع الاتحاد الأوروبي وكلها لأسباب اقتصادية وليس لأسباب فكاهية او رفاهية ولن تتوقف حتى تسقط حكوماتها كما حدث في اكثر من بلد أوروبي.
ثم جاء افتضاح فديو انتقاد الرئيس الصيني صاحب اكبر اقتصاد في العالم وقائد مصنع العالم بانتقاده الشديد بل كان استهزاء بهذا المراهق السياسي المدعو ترودو الذي سيختفي من على شاشات الرادار قريبا لانتفاء الحاجة اليه, جاء هذا الفديو ليثبت ان هذه القمة لم تجمع على شيء وان اكبر اطرافها لم يوافقوا على البيان الختامي بل لم يوافقوا اصلا لا على مسودة ولا على بيان فصار ما تسميه وتتناقله ابواق الناتو من انه "بيان ختامي" هو عبارة عن خبر مطبوخ بنكهة سيئة في مطبخ رويترز وفرانس برس ذات مصدر التمويل المريب ومعلومة الأجندة (التاريخ اثبت ان قرابة 70% من الاخبار الرئيسية التي تنقلها هاتين الوكالتين هي إما مفبركة بالكامل او معدلة سيكولوجيا للتأثير السلبي على المستمع".
فشلت القمة بكل معنى الكلمة كما فشلت قمة المناخ التي دبت فيها الخلافات بل وصلت حد الانسحابات ولم يتم التوصل لاي اتفاق سوى حشو القمتين بخطابات بروتوكولية لن تغير حتى سعر البصل في دكانة صغيرة في أصغر قرية إندونيسية ولن تخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون من دراجة نارية او طباخ غاز في قرية نائية.
الاستهزاء الذي بصقه الرئيس الصيني بوجه المدعو ترودو مراهق كندا التائه كان رسالة واضحة لا لبس فيها الى ما يسمى مجموعة السبعة المفلسة والتي سبقها الرئيس الصيني بكلمة رنانة وموزونة في هذه القمة اوضح فيها ان سياسات الغرب مرفوضة بالتمام وسيتم قبرها حتما الامر الذي اثر بشكل واضح على الطبقة الصوتية للرئيس الأمريكي جو زهايمر الذي القى كلمة وجدت حتى الميكروفونات صعوبة في التقاطها ونقلها بعد ان اكد الرئيس الصيني استرجاع تايوان قريبا ولن يوقف الصين احد الامر الذي سيجعل بل جعل حلف الناتو بانه سيكون امام جبهتين ناريتين تشكل رصاصة الرحمة له.
تحيتي