🔺 مَن الذي سيموتُ جوعاً غدا ؟
______________________
غابت أسعار النفط عن حديث الإعلام والشارع العربي رغم اختراق سعر برميل النفط لحاجز الـ 60 دولار للبرميل الذي لم يخترقه منذ شهور, لماذا ؟
بنظرة سريعة دون الدخول الى التفاصيل سنرى الاتي:
الدولار يفقد قيمته عالميا وفقدان القيمة يضر بشكل كارثي باقتصاد الولايات المتحدة (التي ليس لديها عملة اخرى وسر بقائها مع بقاء الدولار قويا عالميا), وايضا الدول التي ربطت عملتها بالدولار واقصد هنا الدول الخليجية حصرا.
النفط كقوة اقتصادية وكعامل دخل رئيسي في ميزانية الدولة اصبح بما لا يقبل الشك عامل قلق (بكسر اللام), واقصد بالقلِق اي انه غير آمن ولا يعتمد عليه بعد الآن في النظرات المستقبلية طويلة الامد.
ظهرت في السنوات الاخيرة سلع اهم من النفط واكثر مردودا بل فاقت بارباحها الصافية مدخولات دول نفطية باكملها وعلى سبيل المثال لا الحصر عملة البتكوين وصل سعرها مستويات غير مسبوقة بل لم تصل اليه سلعة من قبل لا ذهب ولا الماس ولا اي شيء ثاني على وجه الارض (العامل المشترك بين هذه السلع انها كلها بالاضافة لجميع مصادرها ليست بيد العرب ولا اي دولة عربية).
هذه العملة الرقمية السوداء حفنة منها تعادل قيمة قنبلة نووية حديثة, بل ان بتكوين واحد اصبح يعادل اكثر من 800 برميل نفط حسب متوسط اسعار الاسبوع الاخير وهي 40 الف دولار للبتكوين ( اخذين بعين الاعتبار ان اسعار النفط وفق البلات Plat اعلى من أسعار العقود الحقيقية وفق مبدأ المنطقة والزبون)
ناهيك عن سلع اخرى قديمة تستهلكها الدول المتخلفة بشكل ضخم حيث ليس لديها القدرة على إنتاجها وهي أساسية مثل القمح والرز والسكر الخ فهذه كلها ليست بيدهم واسعارها ترتفع باضطراد ولا تتراجع ابدا واذكر مرة اخرى هنا ان قيمة الدولار في هبوط اي ان عملات الدول المرتبطة بها تفقد قيمتها ايضا فصار استيراد فقط الطعام يشكل عبء جبارا إضافي على الميزانية التي ليس فيها اي تصدير سوى النفط والذي يصدر بطرق واسعار لاتسمن ولا تغني من جوع الان فكيف بالمستقبل القريب وقبيلة الكويت خير دليل فهي بدأت بإشهار إفلاسها ودخلت مرحلة الديون.
لذا نرى ان الحديث والتهليل والتطبيل لارتفاع أسعار النفط لم يعد يبرز ولا يلقى له بال في الإعلام ولا في الشارع لانه اصبح نكتة الموسم بل نكتة التاريخ.
هل علمنا مَن سيموت جوعا غدا ؟