
بدل ان يضع حلا جذريا لمشكلة يبدو انها لن تنتهي على الاقل خلال الخمس سنوات القادمة يستمر حلف الشر (الناتو) بالتصعيد وهذه المرة بطرق اكثر خباثة رغم ان الخُبث ليس بملبسٍ جديد له.
بعد ان كان الفنلنديين والسويدين بعيدين كل البعد عن سياسات هذا الحلف بل هم بعيدين اصلا عن الاتحاد الاوروبي سياسيا واقتصاديا رغم عضويتهم فيه حيث انها عضوية فخرية لا اكثر اي شكلا لا مضمونا فاعلا فهم ليسوا اعضاء في منطقة اليورو ولا في حلف الشر ولا حتى سياساتهم الخارجية تدعم الاتحاد الاوروبي وراينا هذا جليا في موضوع عقد الغواصات الفرنسية الذي طعنت فيه الولايات المتخبطة وبريطانيا فرنسا بالظهر وأُجبرت استراليا على الغاؤه حتى دون اشعار مسبق ولما عرضت فرنسا القضية على الاتحاد الاوروبي واسمتها طعنة في الظهر وقفت السويد ضد فرنسا وفنلندا والنرويج لم تحرك سكانتين والسكوت علامة الرضا.
يحاول لوبي يعمل داخل حلف الشر على ادخال هاتين الدولتين الى الحلف بواسطة خلق بعبع رعب عن طريق الإعلام وشيطنة روسيا (روسفوبيا) انها لن تقف في اوكرانيا وان لها اطماع في دول اوربية اخرى لا سيما القطبية منها مثل السويد وفنلندا ولا ادري ان سال الاوروبي نفسه " هل سبق تاريخيا او إعلاميا ان حاول الروس احتلال دولة في غرب اوروبا او حتى هاجمها!
التجييش الاعلامي لحلف الشر في هذه الدول بدأ منذ اليوم الاول للحرب في اوكرانيا حيث كان قبل ذلك في استطلاع للراي في هذه الدول (نشرت سابقا مقتطف من مقابلة لرئيسة وزراء فنلندا حول الانضمام للناتو ورفضه) رفض شعبي للانضمام لحلف الشر لكن الان يدعي استطلاع (لا ندري مادقته) ان رغبة الانضمام لحلف الشر بين المواطنين هناك فاقت الـ 50% من الذين شملهم الاستطلاع رغم ان البلدين اكدا ان الوقت قد لا يكون مناسبا لهذا لعدم تصعيد الموقف.
روسيا يبدو انها حصلت على معلومات استخبارية دقيقة لذا اطلقت امس تحذيرا رسميا شديد اللهجة لهاتين الدولتين بالذات بان انضمامهما للحلف سيكون له عواقب وخيمة.
في مقالة نشرتها على موقعي بعنوان " الى هذه الدولة سيذهب الروس بعد اوكرانيا" تكلمت عن التحركات الروسية التي كانت بمثابة استعراض تحذيري شديد الوثبة للسويدين بان لا يكونوا كبش فداء كالاوكرانيين.
الروس يربحون من خلال امر يحدث ويكبر كل يوم وهو الانقسام الحقيقي داخل الاتحاد الاوروبي وهذا الانقسام يكبر كل يوم وسيكون اضخم خلال شهرين باقصى حد وسيصل الى نقطة اللاعودة خلال الخريف القادم بعد ان ينهار المواطن الاوروبي من الفواتير الفلكية التي بدأت تنهال عليه (السويد قفزت فيها اسعار الطاقة اكثر من 3 اضعاف حاليا بالاضافة الى غلاء المعيشة الغير مسبوق) وبما ان الاعلام يركز على اسعار الطاقة وهي حيلة اخرى فان القنبلة الاكبر هي اسعار الخبز واقصد الطعام بشكل عام. (فرنسا ستبدأ بدعم اسعار المحروقات من 1 نيسان/ابريل وهذا مناقض لاتفاقيات منظمة التجارة الدولية والنظم الراسمالية).
اوكرانيا وروسيا يصّدرون غالبية استهلاك اوروبا من القمح وهنا نتكلم عن خبز الشعب فاذا جاع الشعب سيثور (الثورة الفرنسية 1789 كانت بسبب التضخم) وقضية تحسين الرواتب التي بدأت تتبعها دولتين او ثلاث في الاتحاد الاوروبي ستاتي بنتائج عكسية خلال اقل من سنة فهذا سيدفع باليورو ليكون في الحضيض بعد ان كان اقوى عملة في العالم.
لكن هناك خطوات مستغربة حدثت للتصعيد . .
الفاتيكان, وهي المرشد الاعلى للمسيح الكاثوليك دخلوا على الخط بموقف واضح ومعادي لروسيا والتي تلتزم المسيحية الارثوذكسية ومعروف ان الفاتيكان يملك او على الاقل له حصص كبيرة في مصانع للاسلحة في اوروبا ولم ينهى عن حرب يوما لا سيما الحروب التي طابعها ديني موجه ضد دين اخر.
اذن هناك ملفات بركانية تنتظر حلف الشر والاتحاد الاوروبي لا قبلة لهم عليها ولن تعوض اليخوت الفاخرة التي يدعون انهم استلوا عليها او تجميد ارصدة او غلق مطاعم سخيفة غير صحية لن تعوض خسائر اليورو اطلاقا ولا تحت اي مبدأ اقتصادي.
تحيتي