اعلنت رسميا الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الامريكي عن جولتها الأسيوية والتي تاتي بتوقيت ليس بالبريء حتما فاسيا ليست مكان التصييف المعتاد للكونغرس الامريكي ولا لمستشاري الاستخبارات الذين يرافقوها في الجولة وليس هناك اي داع لجولتها إلا الاتسفزاز الذي اعتاد عليه منذ عقود فشعار جولتها اقرب للنكتة منه للجدية وهو " تعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ".
بيلوسي أعلنت عن جولتها الأسيوية لكنها لم تعلن صراحة إذا ما كانت ستزور تايوان التي حذرتها الصين من زيارتها بل توعدتها بعواقب وخيمة.
اذن ما المشهد الأن !
بيلوسي فعلا اخذت التحذير الصيني على محمل جد ولم تعلن صراحة ولا رسميا ان جولتها ستشمل تايوان كعادة الجداول الرسمية المعدة مسبقا التي يعلن عنها السياسيون قبل زياراتهم كما فعل مثلا بايدن في جولته الاسيوية الاخيرة.
هنا يطرح سيناريوين انفسهم :
الاول : إذا ما زارت بالفعل تايوان فهل ستدخلها بطائرة محمية من قبل مقاتلات امريكية ! إذن سيجري اعتراض حقيقي من قبل الطائرات الصينية عليها والاعتراض يكون باطلاق تحذير بالاطلاق من قبل المعترضات ويكون لمدة ثوان فقط للاستجابة فان لم تتلق المعترضات اجابة سيتم اطلاق النار بالفعل على الخرق, نعم يتم اطلاق النار فهذا معمول به ومتفق عليه في كل العالم وقد فعلها الاتحاد السوفيتي من قبل وفعلتها الصين من قبل وفعلها العراق في ثمانينات القرن الماضي ضد طائرات تركية واسقطها, فالمجالات الجوية للدولة تمثل سيادة ولا يمكن الرهان عليها.
الثاني: انها بالفعل لن تزور تايوان وهنا سيكون انتصارا سياسيا للصين وفشل للعنجهية الامريكية وفي نفس الوقت رسالة صينية ملغومة لتايوان بان لن ينجدكم احد وان تايوان جزء من الصين وان الولايات المتحدة لن تقف معكم ولو دبلوماسيا.
فماذا ستفعل بيلوسي, هل ستشعل حربا وتفتح جبهة غبية على حلف الناتو حيث الصين لن تسكت إذا ما بالفعل زارت تايوان وردة الفعل لن تكون عن طريق دبلوماسية الرسائل فحسب فهذا يقوض هيبة ومصداقية الصين امام شعبها وامام العالم !
جولة بيلوسي الأسيوية هي محاولة ( هي بيدق كباقي البيادق) ان ترفع من اسهم الديمقراطيين في السوق الأمريكي والتي شهدت تراجع شعبيتهم الى مستويات غير مسبوقة منذرة بإسقاط ادارة بايدن برمتها في انتخابات النصف الثاني قريبا, فشعار جولتها الأسيوية غير مقنع لكن عندما نستعيد تصريح بل وعيد الرئيس الصيني لبايدن في مكالمة هاتفية استمرت اكثر من ساعتين قبل ايام حيث قال له " ان أولئك الذين يلعبون بالنار سيحترقون بها"
إذن لم يطلق الرئيس الصيني هذا التحذير فقط لانه قرأ في صحيفة امريكية عن نية بيلوسي زيارة تايوان بل قد يكون الامر ابعد من ذلك بكثير فقد تكون الزيارة هدفها إسقاط سياسي وهذا الأكثر احتمالا رغم ان الأمريكيين كالعادة لا يأخذون تحذيرات الصين على محمل الجد.
أضيف الى ذلك تحذير ثعلب السياسة كيسنجر لبايدن الذي يبدو فعلا انه يلعب بالنار فحذره لخطورة سياساته تجاه الصين بالقول " بانها ستكون مواجهة بلا نهاية" وهذا التحذير ليس من فراغ بل من معلومات استراتيجية وهو الذي هندس العلاقات الصينية الامريكية في سبعينيات القرن الماضي وانشأ سياسة " الصين الواحدة " التي تتبعها الولايات المتحدة يومها أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في تايوان بالفعل وليومنا هذا.
تحيتي