"دُون كِيشوت"
رواية عالمية للكاتب ميغيل دي ثيربانتس تتحدثُ عن رجل أحمقٌ ظن أنهُ خرجَ في مهمة مقدسةٌ ، لكنّهُ كان يحارب طواحينَ الهواءُ التي ظنّها أعداؤهُ.!
فدارت في ذهني من يقود معركة تخريب ابراج الطاقة الكهربائية في العراق ، او حرب اللادولة على الدولة ، والكاظمي شبيه صاحبنا بطل القصة واليكم الملخص :-
الانحرافُ يُعيدُ إنتاجَ نفسِهِ ؛ الاستعمارُ يُعيدُ إنتاجَ نفسِهِ ؛الاستغلالُ يُعيدُ إنتاجَ نفسِهِ ، حتى الميكروباتُ تُعيدُ إنتاجَ نفسِهَا !!
كلُّ هؤلاءِ يُعيدونَ إنتاجَ أنفسِهِم بأشكالٍ مُتجدِّدةٍ ! وأنتَ مُتَمَترِسٌ في خَندقِكَ ، تُصوِّبُ سلاحَكَ ونظرَكَ في انتظارِ : هُــبَــل ، وأبي جهل ،ونابليون ، وابنِ الراوندي المُلْحد ، وفاسكو ديجاما ، وتشرشل ..
كلُّ هؤلاءِ يَرونَكَ مِنْ حيثُ لا تحتسِبْ ؛ داخلَ بيتِكَ يَروْنَكَ ، هَمَسَاتِكَ يَسمعونَ ، حركاتِك يرقُبونَ ، أفكارَكَ يقرؤونَ ، خطواتِكَ القادمةَ يتوقعونَ ، تاريخَكَ يَعرِفونَ ، توقعاتِك يَصنعُونَ ، آمالَكَ يقتُلونَ! وأنتَ.. أنتَ ثابتٌ بانتظارِ : العاديات ضَبْحَاً ! المُورِياتِ قَدْحَاً ! المُغِيرَاتِ صُبْحَاً ! المُثيرَاتِ نَقْعَاً !
كلُّ هؤلاءِ يُعيدونَ إنتاج أنفسِهم في الصراعِ معك ؛ في قتلكَ والإبقاءِ عليكَ تَـتَـنَـفس ! وأنتَ .. أنتَ تُصِـرُّ على أنْ تقولَ : أنا أتنفسُ فأنا حيٌّ !!
كلُّ هؤلاءِ يُغيِّرونَ أشكالَهم ، وفي كلِّ يومٍ يَتلوَّنُونَ ! ويقولونَ ما لا يَقصِدونَ ، ويفعلونَ غيرَ ما يقولونَ ! وأنتَ .. أنتَ تظنُّ أنكَ تتعاملُ مع صدقِ أبي جهلٍ ، وأخلاقِ الفُروسيةِ المُنْدَثِرةِ !
يا " دُونْ كِيشُوت " أنتَ في الجبهةِ الخطأ ، وفي الجهة الخطأ ، وفي الموقف الساذَج !
أنتَ تُقاتِلُ نفسَكَ ، وتقتلُ ذاتَكَ !! على الوهمِ تعيشُ ، والهواءَ تأكلُ ، وبالهُراءِ تتحدثُ !
أنتَ تُهزَمُ في اليوم ماْئةَ مرةٍ ، وتصرُخُ آخرَ النهارِ : أنا المُنتصرُ الأوحدُ !
لا تعرفُ ربَّكَ ، وتظنُّ أنكَ مُتوكِّلٌ عليهِ ، وتجهلُ قوانينَهُ وتظنُّ أنكَ تتقدَّمُ ، يستدرِجُكَ وتظنُّ أنكَ مُلْهَمٌ !