روسيا قالت بانها ستبدأ بالرد على الغرب، وكي نفهم كيف ترد دولة عظمى بحق يجب ان نفهم ما تملكه من ادوات للرد.
قبل كل شيء يجب ان نعلم ان الاتحاد الاوروبي لم يتعافى بعد من حرب كورونا واذا به يدخل حرب اشرس فرضت عليه من قبل لوبي قذر يعمل لصالح الولايات المتخبطة كي يجعل اوروبا بحاجة لها وهذا يحدث فقط في حالة حرب، فالاتحاد الاوروبي صرح سرا وعلنا بانه قرر الاستقلال عسكريا وامنيا وهي رسالة موجهة لامريكا بالذات فهو ليس لديه شراكات خارجية مع غيرها.
يحاول الاعلام الغربي خصوصا الامريكي خداع العالم الساذج بان لديه بديل للمنتجات الروسية وهذه مهزلة بحد ذاتها حيث ان البدائل غير متوفرة ابدا ( قمح، بطاطا، ذرة،غاز، بلاديوم، بلاتين الخ) وبعض البدائل يستغرق استحداثها سنين طويلة مع كلفة عالية ستلقي بضلالها على التنافسية.
ايقاف شراء النفط الروسي مثل القاءك قنبلة على بعد متر منك وتظن بان كسر زجاج شبابيك جارك سيجعله يهرب من بيته، ياللغباء المدقع.
روسيا اكبر مُصدر للنفط للصين والهند ودول اسيا وهم اكبر المشترين بل ان للصين عقود استراتيجية مع روسيا ولمن لا يعلم ما معنى وفحوى العقود الاستراتيجية عليه البحث فيها كي يعلم ماذا تتضمن ولما هي اقوى من اسلحة نووية فعلا.
لقد وقعت روسيا عقود استراتيجية مع الصين ومع ايران وايران سيوقع الغرب معها اتفاق نووي خلال ايام في محاولة غبية لضمانها الى جانبهم وهذا لن يكون وستكون ايران سكين الخاصرة في اهم بقعة للغرب وهي منطقة الخليج، اي مفتاح السيطرة على العالم وهي دولة تدور في فلك روسيا والصين حصرا.
ثقل الاقتصاد العالمي اتجه الى الشرق مغادرا الغرب الذي بدأت تأفل شمسه منذ بداية الالفية اي ان من سيقطع علاقته بالشرق سيكون الخاسر وليس العكس. (الميزان التجاري الاوروبي والامريكي اصبح لصالح الصين ودول اسيوية حصرا).
ايقاف شركات استهلاكية غير اساسية لنشاطاتها في روسيا سيعود بالنفع على المنتج الروسي المنافس وبالخسارة على الشركة.
(ماكدونالدز خسرت 50 مليون دولار يوميا في روسيا)
الروسي لن يموت جوعا اذا لم ياكل في اسخف واردء مطعم في العالم وهو ماكدونالدز ولن يموت عطشا ان لم يشرب السم الذي يسمى كوكا كولا والتي بدات تخسر سوقها في عقر دارها الولايات المتحدة حيث بدأت منذ 5 سنوات موجة التثقيف الغذائي والذي معه بدات شركات الطعام السريع والجاهز بخسارة شريحة كبيرة من زبائنها الى غير عودة والابتعاد عنها في تزايد مستمر.
اذن عندما ننظر الى اسواق المنتجات الروسية الرئيسية سنراها اسيوية اكثر بكثير من باقي انحاء العالم بالاضافة الى ان سوق اوروبا يشتري قرابة 50% من حاجته للغاز من روسيا وليس لديهم اي بديل على الاقل لعشر سنين قادمة (بعض دول الاتحاد لاتستطيع الاستغناء اطلاقا عنه).
الان روسيا ستبدأ بتاميم اصول الشركات الغربية التي شاركت في العقوبات وستصادر موجوداتها سواء المنقولة او الغير منقولة.
تاميم الاصول سيجعل براءات اختراع كانت روسيا ملتزمة بها في مهب الريح ولا استبعد ان تخرج روسيا من منظمة الملكية الفكرية التي لا يتحدث عنها الاعلام الغربي ولا تستطيع طرد روسيا لانها تعلم العواقب لكن روسيا هي من ستوقف اعترافها او مشاركتها فيها وستصبح كل المنتجات العالمية المحمية ببراءة اختراع صيد سهل للاستنساخ ثم بيع المنتج داخليا وخارجيا حتى وهذا سيكلف اصحاب هذه البراءات مبالغ فلكية بالاضافة الى خسارة اسواق شاسعة هم في غنى عن هذه الخسارات في هذا الوقت الذي يضرب التضخم الاعلى في التاريخ الاسواق الغربية قبل غيرها.
قاعدة قوية قديمة في السوق تقول
"البضاعة الرخيصة لها مشترين اكثر"
فالسعر يعتبر عامل اساس في تقييم المنتجات والتنافسية.
وهي قاعدة نهضت الصين عليها وسيطرت على العالم.
تحيتي