
في تصريح اخر لاحد اعضاء حلف الناتو جاء بعد يومين من اعتراف امين عام الناتو عن وضع الناتو الحرج كذلك الجيش الاوكراني في الحرب ضد روسيا, الامر الذي يعكس التخبط والتيه الذي يشكل وضع حلف الناتو امام حالة لم يتصورها بل لم يكن مستعداً لها وهي ان تكون الحرب هذه المرة في عقر داره اي في اوروبا وهو امر لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية (حرب البقان لم تكن حرب بمعنى الكلمة بقدر انها غزوة صغيرة لدولة ضعيفة من قبل حلف الناتو لتقسيمها نكاية بروسيا وحدثت قبل اكثر 25 سنة).
تصريح المسكين الألماني عفوا, المستشار الألماني شولز بانهم يريدون خلق توازن, هو بالفعل ما يريده بوتين, لكن ليس توازنا كما يظنون.
بوتين يريدها حرب استنزاف وقد قالها لماكرون في اخر اجتماع لهما عشية اندلاع الحرب حيث رجع ماكرون الى فرنسا ليصرح علنا " هذه حرب ستطول " إذن هي ليست من افكار المسكين الألماني شولز او اي عضو اخر في حلف الناتو.
لقهر حلف الناتو لا يحتاج الشرق (روسيا والصين والهند ) لشن حرب عالمية تدمر العالم, أنما فقط حرب في أوروبا تستنزف حلف الناتو وخزائنه لأقصى درجة لتجعله عاجز عن الدخول في حرب اخرى او حتى التفكير باي تدخل عسكري او ألاعيب الانقلابات في الدول الفقيرة كما كان يفعل منذ اكثر من 75 سنة خلت, ولتحقيق ذلك هو إطالة أمد الحرب هذه وليس إنهاؤها بسرعة كما يعتقد كثير من محللي ابواق الناتو عديمي الخبرة والقيمة والفطنة.
فكرة ان روسيا تريد احتلال اوكرانيا توضح سخفها اكثر الان بعد مرور سنة على اندلاع هذه الحرب وبانها فكرة طبل لها وعول عليها حلف الناتو ظنا منه انه سيكسب العالم والامم المتحدة ومجلس الامن وليست فكرة ولا حتى هدف روسي اطلاقا وقد اعلن هذا بوتين بنفسه منذ الدقائق الاولى لبدأ العمليات العسكرية الروسية الخاصة في اوكرانيا, واضعين بعين العقل اساليب حرب الخدع والتضليل وهي امر مهم بالضبط كالقنابل النووية وليس اقل من ذلك وهي طريقة ابدع فيها لحد الان الروس.
ستستمر هذه الحرب التي حشد حلف الناتو اقصى ما يستطيع لكسبها في حين ان روسيا لم تستخدم ليوما هذا وبعد مرور سنة كاملة على الحرب سوى بقايا اسلحة من الجيل الثاني شارفت على الصدأ في مخازن روسيا هذا بالنسبة للجهد العسكرية, اما فيما يخص الاقتصاد فقد تطلب الامر روسيا فقط ان تبدأ بعروض وخصومات مستمرة على اسعار الطاقة جلبت لها الكثير بل المليارات الاضافية بعد ان وقع حلف الناتو بشر أعماله الغبية (العقوبات الاقتصادية) جعلت من أسعار الطاقة ترتفع الى مستويات لم تكن روسيا لتحلم بها وقت السلم حتى وفي المقابل كبدت دول الحلف خسائر لا يمكن تعويضها برفع معدلات فائدة كما يفعلون بتخبط تاريخي الان.
هل علمنا مَن الذي بيده لعبة التوازن يا ... مسكين ألمانيا !
تحيتي