العراقيون شعب ليس غريبا كما يُعتقد ابدا, فهو لا يفرق كثيرا عن باقي شعوب المنطقة.
مُتخلف إذا ما حللنا ثقافته حتى قياسا بقبائل وسط أفريقيا وجاهل إذا ما قسنا مستوى معرفته بأبسط مقومات المعرفة المتوفرة في عصرنا هذا والتي لا تكلف اكثر من دقائق لسبرها من على الإنترنت ومجانا.
لماذا يرفض التثقف!
احد اوجه قياس مدى تأخره عن مستويات التفكير الإبداعي البسيطة للغاية وتسمى الفطرية سأضرب مثال للقياس وليس للحصر, ان اي شخصية مشهورة تتوفى (دينية او فنية او أدبية الخ) فحسب اعتقاده هي بكل تأكيد قد تم اغتيالها من قبل مناوئ لاسيما إذا كانت الشخصية المتوفاة من ملته و يبجلها وكان المناوئ من غير ملته, فهو لا يؤمن بأن هذه الشخصيات يزورها الموت ابدا ولو وصل سنه فوق المئة فقد علمته التربية (اسميها التلقين) البيتية المتوارثة ان هؤلاء مُنزلين من السماء او مباركين من السماء ولا يموتون بل يُغيبون بفعل فاعل.
جهله هذا جعل عقله (ان كان له عقل اصلا) جعله يكون طريقة تفكير لا إراديا (هي ردة فعل اكثر من كونها تفكير) على كل شيء في موقفه تجاه اي حدث صغيرا كان او كبيرا مهم او غير مهم حتى انها تؤثر في طريقة اختياره للخضراوات من الأسواق او الملابس او اختيار قنوات الإعلام والأغاني بل والنكات حتى.
فحتى لو توفي جاره الذي يحبه وهو من ملته فسيظن انه قُتل في ظروف غامضة من قبل عائلته او ورثته ثم يسطر الأسباب كذلك ان توفيت شخصية فنية او دينية او اذا حدث طلاق لصديق او جار له فلن يؤمن بالأسباب المعلنة بل سنجده له أسبابه الخاصة والتي لا يحيد عنها ولو جيء بالطرفين يقسمان له بصدق قصتهما فالتلقين يغلب على اي شيء وان رآه بعينه وأشير هنا الى موضوع العقل الباطن The Sub-conscious mind وهو احد اهم مواضيع علم النفس ان لم يكن هو الأهم بالمطلق.
ابوه وامه وباقي أفراد عشيرته يمارسون الكذب منذ ولادته على مسامعه او أمام عينه وطبعا هو لا يعرف ان هذا كذب عندما كان دون سن الـ 12 او حتى لسن الـ 18 وهي مدة كافية لتربيته على نمط التفكير هذا بل اسميه تكفير فالتكفير ليس فقط في الدين انما كلمة كفر تعني رفض الإيمان بشيء معين يقوله او يؤمن به الأخرون وان كان أغنية او مطرب او اي معلومة ولو بسيطة.
فينشأ كاذبا ومُكّذبا لا يسلم من تفكيره القاتل المتعفن هذا اي احد بل يجره على نفسه عندما يصل سنا معينا ثم طبعا يبدأ بتنشئة ذريته على نفس الطريقة وهكذا دوا اليك فينشأ لدينا مجتمع خراف لا مجتمع طبيعي.
تحيتي