بعد سقوط احد منتجات اسطبل باكنغهام المدعو بوريس جونسون بالضربة القاضية وفضيحة سياسية مدوية بعد ان استقال اكثر اعضاء حكومته ليسقطوه بضربة واحدة حتى دون ترك مسافة له ليترنح.
الزلزال قد يُنتج تسونامي اوروبي لاول مرة منذ اكثر من قرن بل قد يكون الاول من نوعه منذ سقوط حكم الكنيسة قبل اكثر من 700 عام الذي اخرج اوروبا من العصر المُظلم لحكم الكنيسة الى عصر العلم والتقدم.
لقد ذكرت في عدة مناسبات في منشورات ومقالات بان انهيار الغرب مسالة وقت لا اكثر وقد بدأت فعلا منذ 10 سنوات (الامبراطوريات لا تسقط في يوم وليلة ولا في سنة واخرى بل تدريجيا) وستكون اوكرانيا هي القشة, فالشارع الاوروبي كان يغلي لاسيما بعد إجراءات وباء كورونا التخبطية, فجاءت العمليات العسكرية الروسية في اوكرانيا وردة فعل حلف الشر (الناتو) المضحكة حيالها قد عجلت بسقوط اول حجر من الدومينو الذي لن يتوقف حتى سقوط اخر حجر.
انتهى المدعو بوريس جونسون وقد يكون انتهى عصر المحافظين على الاقل لعقد قادم هذا ان ظل الحزب على هيئته ومعتقده الحالي ولم يتقمص جلد اخر ليخرج به فالمحافظين كالحرباء تغير جلدها حسب الظرف المكاني.
الثورة الان بدأت في هولندا التي هي ثاني اكبر مُصدر للغذاء في العالم والاضرابات ستسقط مارك روتي حتما فهو اصلا يمشي على جسر من جمر, كذلك الحال في المانيا, فشلة المراهقيين السياسيين الذي وصلوا للحكم بالصدفة, نعم بالصدفة بعد إقالة المستشارة المخضرمة انگيلا ميركل التي كانت تعتنق المذهب البسماركي الذي يوصي بالمحافظ على علاقة دافئة مع روسيا وإلا فان الحرب هي المآل تم اجبارها على التنحي كي تندلع الحرب ففرغت الساحة امام شلة مراهقيين خبرتهم في السياسة الخارجية والاستراتيجيات مادون الصفر وهذا ليس وصفا جزاف بل من واقع سيرهم الذاتية وتاريخهم الفارغ تماما كذلك تصرفاتهم منذ ان استولوا على المناصب وليومنا هذا والشارع الالماني بدأ بالثوران وعندما ستبدأ المصانع والشركات الالمانية بالاغلاق خلال ايام سيصل التسونامي الى برلين بلا ادنى شك.
فرنسا بدأت بالثوران فماكرون وحزبه خسروا الاغلبية في البرلمان وهذا له معنى واحد, وكي نفهمه يجب ان نعلم شيئا مهما وهو ان اكبر واقوى لجنة مالية مؤثرة في السياسة المالية لفرنسا تكون بيد المعارضة في البرلمان لا بيد الرئيس إلا اذا كان لحزبه الاغلبية, وبما انه خسر الاغلبية فان اي قرار يخص المالية يحاول اتخاذه لن يستطيع تمريره ابدا بل قد صرخ بوجهه المعارضون منذ اول يوم باننا لن نصافحك ابدا, واضعين بعين الاعتبار ان من يسيطر على المال في فرنسا يسيطر على الشعب.
رئيسة الوزراء الفرنسية بورن قالت بالحرف الواحد بعد ان خسرت الاغلبية في البرلمان " فرنسا في خطر" هل نعلم لماذا في خطر!
ستكون فرنسا خلال ايام اكبر دولة مديونة في العالم وهذه حقيقة وليس تنبوأ وسيتعين عليها اللجوء الى الاتحاد الاوروبي لطلب المساعدة وهي سابقة في التاريخ الفرنسي منذ اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789, لذا نرى ان محاولة ماكرون باعلان اقتصاد حرب قد بائت بالفشل فهي طريقة دستورية ملتوية للسيطرة على المالية.
فرنسا منقسمة بشكل تاريخي اليوم والشارع قد لفظ ماكرون فعلا وطُرِحَتْ تساؤلات عن كيفية فوزه بالانتخابات رغم انه فوز هش جدا مثل الذي نجح بقرار وزاري لا بامتحان عملي فحتما سيفشل في المرحلة التالية حيث انه غير مؤهل علميا لها.
فمَن سيكون ضحية بوتين التالية , ماكرون ام شولز ام مارك روتة الهولندي؟
واضعين في حساباتنا انهم جميعا واقصد كل رؤس الاتحاد الاوروبي سيسقطون بلا شك الواحد تلو الاخر, لكن وددت استطلاع رايكم عن اسم النعجة النافقة التالية.
تحيتي
تسونامي اوروبا
إيمانويل ماكرون
أولف شولز
مارك روتة