اينما يذهب ماكرون يتعرض لانتقادات يدوية مجسدة إما بالبيض او الطماطم والى هنا الامر يبدو طبيعا كحالة اعتراض ديمقراطية.
وهذا ما تفسره نتيجة الانتخابات التي بينت انه هناك اكثر من 40% غير راضين عنه تماما وهو امر يحدث لاول مرة في فرنسا ويعبر عن انقسام شديد في المجتمع الفرنسي الذي سيشهد انقسام اكبر مع تصاعد النقمة ضد سياسات خريجي البنوك والشركات المالية والمصرفية الذين اهدافهم خدمة هذه الشركات التي ربتهم فعلا وليس خدمة الشعب الذي يعاني اقتصاديا بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
في اوروبا ان جميع رؤساء الحكومات الاوروبية قطعا وبلا اي استثناء لايوجد بينهم واحد على الاقل قد جلس على (مسطبة ) في حديقة عامة, اي لم يخرج اي منهم من رحم الشعب بل جميعهم من رحم المؤسسات التعليمية الخاصة بذوات اصحاب البنوك والشركات الاحتكارية, اي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.
الرئيس إن لم يكن مناضل حقيقي فلن يفهم لغة الشعب فالشعب يتكلم لغة البساطة والفقر والكفاح للعيش ولا اقصد الفقر المدقع بل عدم الثراء او حتى دون الطبقة المتوسطة التي هي اكبر طبقة في اوروبا, الشعب ليس جله ثريا لا سيما في اوروبا واكرر مقصدي من كلمة فقير فهي على مقاييس اوروبا وليس مقاييس دول العالم التاسع والتسعين في الشرق الاوسط وافريقيا التي فيها نوعين إما فقير لايجد قوت يومه اوثري فاحش.
الاوروبيين صاروا يدخلوا في مستوى الفقر الاوروبي افواجا, ففي فرنسا لوحدها دخل هذا المستوى اكثر من 400 الف فرنسي خلال 5 سنوات فقط وهي دولة عظمى (حسب مصنفات مجلس الامن) وعضو من مجموعة السبع الصناعية الكبرى G7 فكيف يحدث هذا !
نعم يحدث عندما ياتي رئيس وحكومة من بالكونة قصر في الريفيرا الفرنسية حيث لا تطل على معاناة شعب ولا على الام الشعوب العالمية بشكل عام بل مطلعة على مصالح الشركات التي تسيطر على سوق العمل والانتاج ومعنية فقط بارباح البنوك, عندها يتم استعمال البيض والطماطم من قبل الشعب البسيط لارسال رسالة لم تستطع صناديق الانتخابات ارسالها مباشرة لهم.
تحيتي