المتابع للقرارات العقابية الغربية لا سيما الاخيرة ضد روسيا منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في اوكرانيا لتدمير معاقل النازيون الجدد وقواعد حلف الشر (الناتو) التي نُصبت في اوكرانيا لتطويق روسيا والصين, فلن نرى في هذه العقوبات سوى عمليات قرصنة لاموال اثرياء هم اصلا ليسوا معاونين ولا حتى مؤيدين لبوتين بل لطالما انتقدهم بوتين وطارد قسم منهم لفسادهم واودعهم السجن بدليل انهم جميعا يعيشون خارج روسيا مع اموالهم التي رحب بها الغرب وانحنى لها (بريطانيا اكبر معقل في العالم لاموال الاثرياء الروس وبغطاء قانوني صرف) والاستيلاء على اموال تابعة للحكومة الروسية في بنوك خارجية المفترض انها محمية بقانون دولي ،لكن عندما عَلِم الغرب مسبقا وقبل بدء العمليات العسكرية الروسية بايام ان اسلحته ضد بوتين شبه معدومة الا من اسلحة ساذجة قد يصدقها الجهلة والسذج, فاختلق الغرب تمثيليات منها الاوليغارشية ليقنعوا شعوبهم انهم يفعلون شيئا لبوتين شخصيا معتقدين (وفق خطط علم النفس الاسود الذي يستهدف الجموع وكان الغرب بارع فيها سابقا) ان الحرب الشخصية ستجذب تاييد وتعاطف شعوبهم وتؤلب الراي الدولي ضد روسيا, لكنها انقلبت بالضد.
ادعى الغرب ان فرض عقوبات اقتصادية (بلغت اكثر من 7 الاف عقوبة لحد الان خلال شهرين وبفشل ساحق) ستجعل روسيا تركع فاذا بالاقتصادات الغربية باكملها تنهار بتضخم تاريخي غير مسبوق وكأن مدافعهم تضرب للخلف واصبحت البحبوحة والرفاهية الاوروبية التي امتدت منذ سبعينيات القرن الماضي ذات نهاية اكيدة بل وباعتراف قادة الغرب انفسهم حيث لم يتركوا فرصة وبالضبط مع اعلان وجبة جديدة من العقوبات ضد روسيا إلا وبرروا لشعوبهم ان الامر لن يكون سهلا عليهم ولم يقولوا علينا اي يعترفون بانهم هم الاوليغارش وليس الاثرياء الروس ولم يستطيعوا تقديم اي حل او حتى تصور ايجابي لما ستكون عليه الحالة المعيشية لشعوبهم المرفهة, فلما العقوبات اذن إذا كانت تضر بشعوبكم قبل ان تضر بروسيا وبوتين! (ويكادُ ان يقول المُريبُ خذوني)
اليوم تدحرجت اسواق البورصة الامريكية كالعادة التي تعودت عليها منذ اكثر من شهرين بل اصبحت اسهم شركات تعتبر ركائز اساسية في الاقتصاد الامريكي اصبحت ذات مستقبل غامض وفي احسن الاحوال مستقبل سلبي، فبيانات الانتاجية للموظف في الولايات المتخبطة الامريكية تخبرنا بانها انخفضت لمستويات لم تشهدها منذ عقود خلت، حيث انخفضت الانتاجية الفردية 7.5% في الربع الاول من هذه السنة وهي الاقل منذ 1947 مقارنة مع زيادة كلفة الموظف لنفس الفترة باكثر من 11% الامر الذي يقول لنا ان كلفة الموظف مقارنة مع الانتاجية في السنة الاخيرة فقط بلغت 7.2% وهي اعلى زيادة في كلفة الموظف منذ 40 عاما.
الاقتصاد الامريكي والاوروبي سيعانيان اكثر فاكثر لسبب بسيط لانه يتجه الى الانغلاق على نفسه اي ضد العولمة التي كان المخططين الامريكين احد دعاتها بل واضعي خططها لكن يبدو ان السحر انقلب على الساحر بعد ان تسلقت الصين بواسطة العولمة في جانب لم يكن في حسابات خريجي الكليات الاقتصادية الباهظة الثمن وحملة جوائز عالمية في الاقتصاد، فخريجي الشوكات والسكاكين لم ولن يكونوا افضل من الاكلين باليد والاصابع والتاريخ يشهد.
يقول اينشتاين، إذا خالفت الحقائق النظرية فعلينا تغيير النظرية.
تحيتي