بعد فضيحة تفجير أنبوب غاز نورد ستريم 1 والتي بأعجوبة لم يصل مرتكبيها رغم وضوحهم الى المهزلة الدولية لجرائم الحرب ولم يتم التنبيش عن هذه الجريمة الواضحة في ابواق الناتو لانها فضحت وعن طريق محققيهم ودول عضوة في الناتو ان من قام بهذا الفعل هي الولايات المتحدة وبعلم ودعم بريطاني علني.
فتم اثارة مشاكل اخرى لتحويل الانظار مثل بالونات الصين (التجسسية) حسب الرواية الامريكية التي ترى بالعين المجردة, القصة التي لم تصدقها دول الاتحاد الاوروبي بل لم تهتم بالامر فهي تعلم انه مفبرك من الالف الى الياء.
ثم موضوع اصدار مذكرات اعتقال اقرب للنكتة منها للواقع ضد رئيس اكبر واقوى دولة عظمى عضوة في مجلس الامن الدولي الذي لا يسمح بهذه الامور, ثم موضوع الرئيس الامريكي المخلوع ترمب ثم انهيار بنوك الصفوة في امريكا وسويسرا.
لكن بقي وبقدرة قادر موضوع تفجير نورد ستريم الذي بكل تاكيد لم ينفجر من تلقاء نفسه ولم يتم توجيه تهمة رسمية لروسيا بتفجيره لان هذا يشبه نكتة انتحار عالم الأسلحة البريطاني ديفد كيلي الذي كان يستعد لاصدار رأيه التحقيقي في اسلحة الدمار الشامل العراقية فانتحر فجأة قبل تصريحه بـ 24 ساعة, طبعا كما تعلمون ان الصدف دائما ومنذ اكثر من قرن تحدث في دول حلف الناتو حصرا وتحدث لخدمتهم ولصالحهم حصرا, فيجب ان ننتبه الى ان نواميس الكون تخدمهم هم حصرا وتعمل ضد اعدائهم دائما.
الان موضوع الثورة الشعبية في فرنسا والتي لا تريد ابواق الناتو وكلابها المسعورة في منطقة الخليج الحديث عن حقيقتها, وبما اني اعيش على ارض الواقع في فرنسا وقد أشرت لهذا عدة مرات وسأكرر هنا حقيقة التظاهرات.
التظاهرات ليست بسبب تعديل قانون التقاعد ابدا, قانون التقاعد تم تعديله بتعمد مريب لتنفيس الشارع المحتقن منذ حرب كورونا, فحدث ان الشارع انفجر وانطبقت عليه مقولة " القشة التي قصمت ظهر البعير" فهل فعلا ان هناك قشة او تستطيع قشة من قسم ظهر بعير !
لقد ادخل لوبي الشاذين جنسيا وهذه حقيقة ( ماكرون وبوريس وجونسون وترودو وبايدن والقرقوز زيلينسكي بالإضافة الى على الاقل 5 رؤساء أوروبيين يجهرون بمثليتهم رسميا) شعوبهم في حرب خاسرة لأسباب عديدة ذكرتها في مقالات عدة احدها قبل اندلاع الحرب بايام فقط وقد تحقق التحليل الذي ذهبت اليه بكل تفاصيله.
الثورة في فرنسا لا تتكلم عنها ابواق الناتو بانها اكبر من ثورة فرنسا ضد الحكم الملكي عام 1789 التي استمرت لعشر سنوات متتالية صنعت فرنسا جديدة بالكامل والتي هي بحق عروس الثورات في العالم فقد كانت تلك الثورة ليس ضد استبداد ابدا ففرنسا كان فيها نوع من النظام الدستوري والعدالة القانونية, لكن كانت ضد الفقر نتيجة زيادة الضرائب من قبل الملك فجاع الشعب وهاج ضده, فهل ما يحدث الان في فرنسا مختلف عما حدث قبل وأثناء ثورة 14 تموز/يوليو 1789 ؟ بالطبع لا بل لو قسنا الأمور لوجدنا ان الثورة الان اقوى واشمل بكثير.
لقد خسرت فرنسا خلال الأسابيع القليلة الماضية عشرات المليارات من اليوروات لغاية الان جراء الإضرابات والاحتجاجات وهو ما لم تخسره في ثورتها ضد الملكية قبل اكثر من 200 سنة.
لقد اجلت قوة الثورة القائمة الان زيارة ملك بريطانيا تشارلز لفرنسا وهي الاولى منذ توليه عرش قصر باكنغهام وهذا امر لم يحدث منذ اكثر من 200 سنة لو كنا نعي عمق تداعيات هذا الامر, فباريس أصبحت خطرة على اي مسؤول لا سيما من قادة دول حلف الناتو.
الفديو واضح لا لبس فيه ان الثوار ليسوا عاجزين عن العمل لسنتين إضافيتين بل الحقيقة انهم جزعوا من سياسات إدارة ماكرون الطفولية وانبطاحه الكامل لحلف الناتو وإشعال حرب داخل أوروبا.
هل تعلمون ان الشارع الفرنسي كاد ان يقلب نظام الحكم ويسقط الإليزيه قبل اشهر قليلة فتم الإطاحة بالثوار واعتقالهم! اين الديمقراطية اذن !
صناديق الانتخاب مُسيطر عليها بشكل دكتاتوري خبيث (طرق السيكولوجية السوداء عن طريق الإعلام) ومَن لا يفقه هذا ولا يعيش في اوروبا خصوصا في فرنسا فلا يجب ان يخوض في تحليلات فارغة وينعق بما لا يفقه.
نعم هناك ثورة حقيقة يتم التعامل معها بدكتاتورية تامة, لقد تم مداهمة رؤوس الثورة في بيوتهم وفرض الإقامة الجبرية عليهم ومنع الصحافة من لقاءهم او التحدث معهم وهم الان تحت المراقبة المشددة فحتى هواتفهم مراقبة وبيوتهم ويعدون انفاسهم عليهم.
الحقيقة هذه لا تنقلها ابواق الناتو ولا ابواقهم المستعربة التي لاحول لها ولا قوة فهي تنشر ما يُسمح لها من قبل حلف الناتو وإلا لن يبات شيخ او رئيس عربي في فراشه تلك الليلة.
تحيتي