ذكرت في عدة مناسبات منذ اندلاع الحرب في اوروبا وبالتحديد في الأسابيع الأولى للحرب بان حلف الناتو خلق هذه الحرب لتصريف أسلحة منتهية الصلاحية ومن جيل قديم رغم انه ليس السبب الوحيد بطبيعة الحال.
يجب ان نعلم ان حروب كثيرة وقعت في العالم وفي التاريخ المعاصر تم خلقها لتصريف أسلحة قديمة وتجريب جديدة والحرب في أوروبا ليست بريئة من هذا الامر على الإطلاق وطبعا الإنسان هو الثمن بكل بساطة وبشاعة.
مراسل قناة ريا نوفوستي الروسية في مدينة دونيتسك قام بتصوير هذه القطعة وهي محرك لصاروخ امريكي وعليه معلومات الصاروخ والمحرك والاهم صلاحية الضمان.
الضمان هنا مكتوب بصيغة Warranty و هي ليست مثل Guarantee (في العربية لا ترجمة دقيقة مختلفة للكلمتين لكن سأشرح بإيجاز الفرق بين الكلمتين.
الأولى هي تستخدم لضمان السلع فقط والثانية ممكن ان تشمل الخدمات
الأولى هي تاتي ضمن ضمان البيع الثانية ليس بالضرورة إعطاؤها كضمان للبيع
الأولى يجب ان يدفع المستخدم او المشتري ثمنا لها لكن الثانية مجانية.
الضمان المكتوب على محرك الصاروخ ينتهي في 31 ايار/مايو 1995 اي قبل 28 سنة بالضبط (تاريخ الصنع المدون هو شهر كانون الثاني/ يناير 1990 ويرمز له بـ DOM اي date of manufacturing .
طبعا نهاية الضمان ليس بالضرورة ان المحرك سوف لن يعمل كلا, لكن الشركة المصنعة ليست مسؤولة عن جودة المنتج بعد هذه المدة والشركات لاتضع هذه التواريخ عبثا بل هي وفق مواصفات فنية دقيقة جدا وتدرك جيدا ان المنتج بعد مدة الضمان ستكون المواد والتكنولوجية المستخدمة فيه عرضة للتغير الى الأسوء مما يؤثر حتما على جودتها.
هنا يطرح السؤال نفسه, هل ستكون الصواريخ والأسلحة المقدمة للنازيين الجدد دقيقة بالفعل وستصيب الهدف بدقة وهي بأكملها أسلحة منتهية الصلاحية دون استثناء ؟
بكل تاكيد لا, وإن لم تصب الهدف بدقة فهي ستصيب شيئا ما بكل تاكيد فهي ستسقط حتما وان لم تنفجر ستنفجر بعد ذلك عندما تتوفر ظروف بديلة كان يدوس عليها شخص او أثناء الحفر الخ.
في ام المعارك (حرب الخليج الثانية) عام 1991 وجدنا في ساحة المعركة وحتى بعدها في مناطق شاسعة من العراق تعرضت لقصف عشوائي من قبل قوات التحالف وبالتحديد الطائرات الأمريكية, وجدنا بقايا قنابل مصنوعة منذ فترة الحرب العالمية الثانية كذلك في الخمسينيات من القرن الماضي, قسم منها لم يكن منفلقا وغاص قسم أخر تحت الأرض ينتظر قدم طفل او بريء يلهو في البرية لتنهي حياته.
تحيتي