في كل 20 سنة تقريبا يجب على الولايات المتخبطة بواسطة حلف الشر (الناتو) خلق عدو دولي لادامة اثبات (العظمة).
ان وصف دولة بانها عظمى لن يكون حقيقيا ولا يخيف باقي الدول الغير عظماء وهم الاكثرية في العالم (200 دولة) هم مصادر مواد وثروات طبيعية لادامة الصناعة والتفوق الغربي ماديا ونفسيا لما يفرضه داء العظمة من ثمن.
لن تكون تسمية (عظمى) دون وجود عدو كبير يستحق القتال او المعاداة ويتوفر في كل مكان كي تجري محاربته على الاقل إعلاميا مع بعض الاشتباكات بالاسلحة هنا وهناك لاظفاء الواقعية والحقيقة والتهم ضد ذلك العدو.
لم يشهد العالم بل حتى ابان الحرب الباردة ان يتم استبعاد رياضيين وفنانين وعازفين وافراد عاديين فقط لانهم روس ولم يتم قطع او حجب قنوات اعلامية روسية كالذي حدث خلال اقل من شهر وهذا لم يحدث فجأة بل في خطة مدروسة ومعدة مسبقا, فالهجمة الحالية ضد روسيا والتي نفذت خلال اقل من 10 ايام غير مسبوقة ضد بلد ولا حتى ضد الاتحاد السوفيتي حينها.
في تقرير للبنك الدولي قبل عدة ايام وهو عبارة عن ورقة بحثية دقيقة جدا بعنوان "التآكل الخفي لهيمنة الدولار" اوضح فيه الباحثون المشاركون كيف ان الدولار في انهيار مستديم منذ 20 عاما مقابل عملات اخرى مثل الرومنبيني الصيني والدولار السنغافوري بل حتى ان عملات محلية مثل الكورونا السويدية اصبحت افضل مستقبلا من الدولار بل ان الدولار لا مستقبل له في الافق القريب جدا.
يصحب هذا الانهيار والتاكل كارثة اخرى وهي العملات المرتبطة بالدولار التي ستنهار حتما بانهيار الدولار الحتمي, فعن اي عظمة سيتحدثون او يستطيعون فرض اراداتهم وعنجهيتهم!
قبل حوالي سنتين نشرت على موقعي الخاص مقالة بعنوان "هكذا سينهار الدولار" اوضحت فيه الاسباب وماهو واقع الدولار مشفوعة بتحليل اقتصادي بحت كذلك استشهدت براي احد اكبر مدراء البنوك الامريكيين والذي يراس احدى الصناديق الاستثمارية في اسيا الان الذي تكلم بالتفصيل عن مصير الدولار الحتمي دون ادنى شك.
لذا فرضت واشنطن على حلفائها في اوروبا وبالاخص حلف الشر ان يفتعلوا حربا مستخدمين مسرحية قديمة ينطبق عليها المثل المعروف " ضربني وبكى وسبقني واشتكى" التي لاتنطلي إلا على السطحيين وعديمي المعرفة ولم ينقصهم المذنب وهي روسيا وطبعا طرق شيطنة الزعماء ايضا طريقة تعفنت لكن يبدو ان التعفن اصاب العقلية الغربية فهذه الطرق كانت ناجحة في عصر يصعب فيه البحث وليس في عصر المعلومة المتوفرة لذا نرى انهم في سابقة تاريخية قرروا حجب اي قناة تكشف الخطة وهم انفسهم يدعون بحرية الراي والراي الاخر وما الى ذلك من شعارات باتت حتى شعوبهم لا تصدقها فالشارع الغربي بدأ يغلي بل بدأت انفجارات فعلية تحدث مثل في اسبانيا منذ يومس امس وستليها حتما فرنسا ثم يشتعل باقي القش.
(التقارير) التي تتحدث عنها وتتناقلها ابواق حلف الشر (الناتو) هي نفس الاسطوانة المشروخة ضد اي رئيس لا سجد لهم او يدور في فلكهم, فمنذ زمن عند الناصر فقد وصفوه بهتلر ثم صدام حسين وصولا الى الرئيس الروسي بوتين, بينما افعالهم الواضحة تماما دون اي ليس هي نازية, فالنازية روحها وقلبها التوسع وفرض سلطتها ورايها على الاخرين ولو بالقوة مستعينة بالكنيسة لتبرير افعالها.
(التقارير) المزعومة هذه ليس لها وجود اطلاقا فلا ادلة ولا شهود حقيقيين ولا اي دليل مادي عليها سوى نعيق في مستنقع آسن اسمه ابواق اعلام حلف الشر وهم كلهم كنتونات تابعة فقط لاثنين او ثلاث وكالات اخبارية حصرا وهذه الوكالات تمول من قبل حلف الشر فقط.
بدأ الغرب بالاعتراف بان الحرب ستضرهم اكثر مما تضر روسيا فروسيا ليس لديها عملة عالمية تخشى عليها من الانهيار او عدم التعامل مثل الدولار واليورو العملتين التي هي العمود الاساس والوحيد لقوة الغرب فإذا ما انهاروا انهار الغرب تماما.
الحرب صفحات, وما نشهده الان ماهو الا الصفحة الاولى التي هي كل مايملك الغرب لروسيا وقد نَفذت ولم تسقط روسيا, لكن روسيا لم تُكمل حتى صفحتها الاولى (السيطرة على كامل اوكرانيا) والصين لم تبدأ أي صفحة بعد وهي تملك صفحات كثيرة اولهما ضم تايوان.
تحيتي
تايوان جزيرة صغيرة جدا قياسا لحجم الصين. الابتزاز للضعفاء ليس لدول صنعت مجدا عظيما. العقيدة الصينية تختلف عن عقلية حلف الشر، تختلف 180 درجة بلا وجه للتشابه ابدا.