top of page
صورة الكاتبرياض بـدر

أي ماء وجه بقي لحلف الناتو !




تركت كالعادة الولايات المتحدة عملائها يلاقون مصيرهم المحتوم بل المشؤوم !

فسياسة تسليم عملائها لاعدائها واعدائهم هي سياسة قديمة وحتمية لاحفاد تاجر العبيد جورج واشنطن منذ اكثر من قرنين والتاريخ يشهد عليهم لا لهم في مناسبات كثيرة.


طالبان احكمت قبضتها على افغانستان امام انظار العالم وبالاخص حلف الناتو وزعيمته العجوز الولايات المتحدة لم يحركوا ساكنين إلا من تصريحات امريكية (ليست اوروبية) مضحكة عن دعم مستمر للحكومة الافغانية المتهاوية والفاسدة اصلا ولم يبقى على إنهيارها النهائي والرسمي إلا القليل الذي اصبح مسالة وقت, فقد اعلنت طالبان بان حكومة الرئيس الافغاني المعين من قبل الولايات المتحدة اشرف غني قد اصبحت مُنتهية وفاقدة الصلاحية.


فحركة طالبان تسيطر وبقوة غير مسبوقة, تسيطر حاليا على 6 منافذ حدودية (موانيء برية) بالكامل هي عصب الاقتصاد والتجارة الوحيد لافغانستان الامر الذي ادخل الحكومة الافغانية الان مرحلة اقتصادية وصلت حد ايقاف كل المشاريع التنموية التي هي اصلا مشاريع ينخرها الفساد وعدم الفعالية كالتي خلقتها الولايات المتحدة في العراق وذلك بحجة عدم كفاية التمويل بعد سيطرة طالبان على مصادر التمويل الذاتي لافغانستان.


الدور الصيني


وزير خارجية الصين التقى رسميا بممثلين عن طالبان يرئسهم الملا عبد الغني برادار احد مؤسسي الحركة في باكستان في بداية ثمانينيات القرن الماضي وناقشوا العلاقات المستقبلية حيث ان مبادرة الطريق والحزام الصينية تمر عبر اهم جزء وهو افغانستان ولا بديل للصين عنه.


كذلك تم مناقشة موضوع حركة تركستان الاسلامية الارهابية التي تحاول شق صف مسلمي الايغور التي صنفتها الامم المتحدة والولايات المتحدة وكذلك اوروبا حركة ارهابية (مازالت تقاتل في ادلب في سوريا الى جانب الفصائل الارهابية الاخرى) عام 2001 بعد احداث 11 سبتمبر الامر الذي جعل الصين تقف الى جانب الحلف في غزوه لافغانستان حينها, ثم عادت الولايات المتحدة منفردة لترفعها من قائمة الارهاب في اكتوبر 2020 بدعوى ان لا يوجد لهذه الحركة اي اثر الان.


موضوع حركة تركستان الارهابية لها تواجد في افغانستان وتعاون ليس بالكبير انما تعاون موسمي مع طالبان الامر الذي اثاره وزير الخارجية الصيني مع الملا عبد الغني برادار وعن ضرورة مكافحة هذه الحركة او اي حركات من شأنها نزع السلام والسلطة من يد طالبان وعدم ترك افغانستان ملعبا او مركز تدريب لهذه الحركة وباقي الفصائل التي من الممكن انها مدعومة من الولايات المتحدة بقصد التخريب ونشر الارهاب ليس إلا.



الصين باتت فعليا تتعامل مع حركة طالبان كحكومة رسمية لافغانستان بعد انتصارها التاريخي هذا وستحكم طالبان لمدة طويلة هذه المرة فلا احد في العالم يريد مقاتلة طالبان اطلاقا ان استنجدت الحكومة الحالية بالعالم بل حتى الجيش الافغاني المضحك المدرب من قبل الولايات المتحدة هرب الى باكستان والى الدول الاوروبية طالبا للجوء امام تقدم مقاتلي طالبان حتى دون قتال مشرف (اعضاء الحكومة الحالية فر غالبيتهم الى الخارج ويتكتم الاعلام الغربي عن هذا لتاجيل الانهيار الرسمي ولو لاسابيع)


الصين لها تاريخ طويل وقوي في دعم حركة طالبان منذ زمن غزو الاتحاد السوفيتي لافغانستان فقد وقفت الصين لجانب طالبان حينها ودعمتها بشكل كبير ضد الاتحاد السوفيتي الذي كان حينها على علاقة غير ودية مع الصين, واليوم استمالت الصين حركة طالبان التي بحاجة الى داعم دولي كبير فقد اصبح حلف الناتو في خندق معزول لا يضم لا الصين ولا روسيا الد اعداء حركة طالبان وكذلك اعداء لروسيا والصين فاصبح التقاء المصالح اخر مسمار في نعش حلف الناتو الذي يصارع من اجل البقاء.


اليوم طالبان تعلن للعالم وفي رسالة واضحة لا ريب فيها بانها لاتنسى هذا الدور للصين ومَن وقف معها وها هي تعقد العزم على اتخاذ الصين شريكا وداعما لها كدولة عظمى بعد انتهاء الدور الامريكي في العالم وتقهقره الى داخل الولايات المتحدة الامريكية التي تصارع من اجل البقاء ولو لعقدين قادمين كاتحاد ومشغولة جدا بمكافحة فايروس لا يرى بالعين المجردة ولا علاج له كباقي دول الحلف المشغولة باغلاق المطاعم والسينمات وطبع النقود لشراء اللقاحات من شركات الادوية المريبة التي ترفع الاسعار بدون مناسبة كل 6 اشهر حتى بلغت ارباح هذه الشركات ارقاما فلكية غير مسبوقة منذ تاسيسها.


طالبان واعداء الامس


قبائل غرب الخليج في حيرة تسمى حيرة اليأس فهي لها تاريخ غير مشرف في علاقتها مع طالبان فهي وقفت الى صف الولايات المتحدة في قتالها ضد طالبان وكذلك غدا (ان بقيت هذه القبائل على قيد الوجود) سيكون وضعها خطر جدا كذلك عندما سينقلب الوضع في العراق والمنطقة تماما عما هو عليه الان بعد ان تترك الولايات المتحدة عملائها لقمة لاعدائهم واعدائها بعد ان تهرب تماما من المشهد في الشرق الاوسط, عندها سيكون الحساب مُرّ بل مرٌ جدا.


يبقى ان نعلم ان احدى هذه القبائل المؤقتة دعمت نوعا ما (من خلال مفاوضات فاشلة بين طالبان والولايات المتحدة لم يثمر عن اي شيء اطلاقا) وهي قبائل شبه جزيرة قطر التي احتظنت مكتباً (إجبارا لا خيارا) ميتاً لطالبان, لكن هذه القبيلة مرشحة ان تكون قاعدة عسكرية اكثر من ان تكون دولة وهذا ما هو عليه الحال الان فما بالك بالمستقبل!


فطالبان ستكون دولة خلال اسابيع او ايام فقط وقد بدأت دول عظمى التعامل معها كحكومة رسمية تحكم افغانستان لا سيما الصين كما ذكرت والتي تقود العالم الان وستقوده بالمطلق في المستقبل القريب بالاضافة الى روسيا التي تتطلع الى اتفاقات مع طالبان رغم انها ستكون شائكة بسبب ملفات ومواقف الماضي (طالبان ستكون بحاجة لروسيا فعدو عدوي صديقي كذلك سيكون لكلمة الصين وقع مؤثر) وكذلك بسبب تركيا التي تبحث عن موطئ قدم لها في افغانستان كراعية لحركة الاخوان المسلمين الارهابية.


20 عاما من الكذب


فضح الرئيس الافغاني المنتهية صلاحيته اشرف غني الوضع في افغانستان حيث قال بالحرف الواحد امس " ان حركة طالبان اصبحت اكثر عنفا وقسوة في اخر عقدين".


يبين لنا هذا التصريح بالمقارنة مع الاخبار والمعلومات التي كانت الاعلام الغربي الذي يتبحح بالمصداقية والمهنية طيلة السنين الطويلة الماضية جيث كان ينقل اخبار الامن والاستقرار والسبات والنبات في افغانستان وان التحالف لمحاربة الارهاب يسيطر تماما على افغانستان وان العملية السياسية تسير على مايرام يقود هذا الكذب العميل الامريكي - افغاني زلماي خليل زاده الذي لم ينطق بكلمة صادقة منذ ولدته امه.


اذن المشهد هو كالتالي :


فشل تاريخي قاصم لحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة (لم تعد قائدة للحلف منذ فترة وان لم يُعلن ذلك رسميا) في كل حروبه سواء في افغانستان او العراق او ليبيا او سوريا او مالي وغيرها منذ الحرب العالمية الثانية.


يصاحب هذا الفشل شلل تام في قدرة الحلف الان ومستقبلا في القيام باي حملة عسكرية خارج اراضيه بل حتى للدفاع عن اراضيه وذلك يفسر انكفاء الحلف بجميع اعضائه دون استثناء لتقوية خطوط دفاعه الداخلية فقط لعلمهم وتيقنهم بعد فوات الاوان, انهم بنوا دفاعات باسلحة قوية لكنهم زرعوا في نفس الوقت على مدى 50 عاماً حقداً ولّدَ اعداءا اقوى حولهم.



تحيتي



٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page