منذ 5 أشهر وبالضبط منذ بداية شهر حزيران / يونيو تغيرت سياسة العراق نحو دول الجوار خصوصا نحو إيران والسعودية تغيرا دراماتيكيا بدرجة 180 بالضبط. إيران أصبحت جارة تحت المجهر وغير مرغوب بتصرفاتها والسعودية أصبحت جارة مرحبا بها وطبعا دول الخليج معها. التغيير لم يكن وليد جهود ما يسمى الحكومة العراقية طبعا فهي حكومة ذات ولاء طائفي و تبعية لإيران بامتياز لم يشهده تاريخ العراق اطلاقا. فجاءت الأوامر الأمريكية بتغيير اتجاه البوصلة مكللة بتصريح تيلرسون قبل أيام مخاطبا العراقيين شعبا حيث قال " أنتم عربا ولستم فرس" هذا التصريح له دلالات كبيرة وخطيرة أي أن العراق لن يكون فارسيا من الان. وصلت التغييرات حد تقليل مظاهر المناسبات الشيعية في بغداد خصوصا حيث كانت لحد العام الماضي المكبرات الصوتية تصرخ والمواكب الدينية تزاحم المارة وبشكل لا يطاق لكن هذه السنة خلت معظم بغداد من هذه المظاهر إلا ما ندر وعلى مستوى ضيق جدا يكاد يثير الشفقة. انحسار المد الإيراني داخل العراق بات واضحا ولا ينكره إلا عديم البصيرة.
إيلاف
حذرت السلطات العراقية اليوم الايرانيين على أراضيه وخاصة المشاركين في اربعينية الامام الحسين الحالية في كربلاء من الاساءة الى السعودية .. فيما وقع العراق وايران اتفاقا لتصدير النفط من حقول نفط كركوك الشمالية الى البلد المجاور بمعدل يتراوح بين 30 و60 الف برميل يوميا.
وقالت وزارة الداخلية العراقية الجمعة ان على المقيمين على أراضيها والذي دخلوا من اجل احياء ذكرى مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء عدم الاساءة الى الدول الأخرى اثر كتابة عدد منهم شعارات في المدينة وبالقرب من ضريح الامام الحسين وباللغة الفارسية مسيئة للسعودية.
واضافت الداخلية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" انها "تحذر كل المقيمين على الاراضي العراقية من القيام بنشاطات سياسية تسيء الى علاقات العراق الخارجية". وحذرت بأن "الوزارة ستتخذ كل الاجراءات القانونية بحق المخالفين تصل الى حد الابعاد الى خارج العراق".
وحذر وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي جميع المقيمين على الاراضي العراقية من القيام بأي نشاطات سياسية تسيىء إلى علاقات العراق الخارجية. وقال "ان العراق حرص على امن واستقرار الوافدين اليه ومكنهم من ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وينتظر منهم الالتزام بالقوانين العراقية النافذة والتي تمنع اية اساءات لعلاقات البلد الخارجية.
وكان حوالي ثلاثة ملايين ايراني قد دخلوا الى الاراضي العراقية خلال الايام القليلة الماضية حيث شاركوا أمس الى جانب عشرة ملايين مسلم من العراق وخارجه في مراسيم زيارة أربعينية الامام الحسين بين علي بن ابي طالب في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد).
وبالتوازي مع ذلك فقد عبرت سفارة البحرين في بغداد عن استيائها لتنظيم مؤتمر ومعرض للصور في محافظة كربلاء قالت انه يسيء إلى المملكة ويضم مطلوبين لدى المنامة.
ودعت السفارة في بيان السلطات العراقية المختصة إجراء تحقيق يحدد المسؤولين عن انعقاد هذا المؤتمر لا سيما انه ينعقد سنويا بالرغم من الطلب المتكرر من سفير مملكة البحرين المعتمد لدى جمهورية العراق للمسؤولين في الحكومة العراقية بضرورة ايقافه لما له من اثر سلبي يضر على نماء وتطور العلاقات بين البحرين والعراق وتأكيد المسؤلين العراقيين على رفضهم لمثل هذه التصرفات المسيئة والتي تتكرر بكل أسف عاما بعد عام كما قالت السفارة.
واثنت السفارة على ما اسمتها "الجهود الحثيثة التي تقوم بها حكومة العراق الشقيق وتؤكد دعم حكومة مملكة البحرين لها في التصدي ومحاربة الإرهاب ومن يؤيده والجهود التي تبذل لتجفيف منابعه والقضاء على داعميه فإنها تأمل أن يتم وقف مثل هذه النشاطات العدائية العلنية التي تستغلها أطراف إرهابية لا يرجون الخير للبلدين الشقيقين وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي في مملكة البحرين والعمل على تسليم جميع المطلوبين الامنين في قضايا إرهابية والمعروفين لدى السلطات المختصة إلى مملكة البحرين ومنعهم من اتخاذ العراق ساحة لأي أنشطة عدائية تجاه الأشقاء واتخاذ الموقف الرسمي والحازم تجاه ذلك".
وكان قد نظم في مدينة كربلاء الاسبوع الحالي معرض تحت اسم "شهداء الثورة البحرينيّة "تضمن صورا تناولت احداث 14 فبراير شباط عام 2011 التي شهدت تظاهرات ضد السلطات البحرينة اصطدمت مع القوى الامنية البحرينية.
Comments