مايسمى التحالف الدولي لمحاربة (الارهاب) لمحاربة القاعدة وطالبان يتالف من 42 دولة (29 دولة في بدايته اي فقط اعضاء حلف الناتو) قوامها:
130 الف جندي من جميع اعضاء حلف الناتو تقودهم الولايات المتحدة. معززة بـ 700 قاعدة عسكرية في افغانستان 400 منها مخصصة للولايات المتحدة حصرا.
الدول العظمى شاركت جميعها في الحلف دون حتى تأني في بداية تشكيل التحالف بالاضافة الى دول اوروبية متقدمة وجميعها تمتلك اسلحة متطورة وفنون قتالية تدعي انها الافضل في العالم بل في التاريخ !
تشكل التحالف بقرار سريع (كأنه معد مسبقاً) من مجلس الامن الدولي في شهر ديسمبر كانون الاول عام 2001 بعد ان ادعت الولايات المتحدة ان القاعدة وطالبان الذين بالكاد يعرفون قيادة سياراتهم واستعمال الكلاشنكوف قد نفذا الهجوم الجوي بخطف ثم توجيه طائرات ركاب حديثة ضخمة نحو برجي التجارة الدولي في نيويورك ومبنى البنتاغون والتي عرفت بهجمات 11 سبتمبر 2001 (يقع مبنى البنتاغون ضمن منطقة حظر طيران صارمة معززة بطائرات اعتراض جوي متفوقة Interceptor aircraft وكذلك منطقة مانهاتن ويتم اسقاط اي جسم طائر يخترق هذه المنطقة خلال دقائق ان لم يمتثل للانذار الموجه له, لكن لم يثبت ان هناك اي انذار تم توجيهه للطائرات ولا حتى اعتراضها جوا) والتي لم تستطع الولايات المتحدة اثبات التهمة على المتهمين بشكل قاطع الى يومنا هذا بل كل الدلائل المادية الدامغة تشير على انه عمل داخلي Inside job (لوبي سري يعمل لمصالحه الغير رسمية في داخل الادارة الامريكية).
روسيا شاركت في التحالف هذا ثم انسحبت منه بعد ان كشفت اللعبة واصدرت بيان رسمي يعلن موقفها من تلك المسرحية الفاشلة بعد ذلك بان احداث الحادي عشر من سبتمبر هي عمل داخلي inside job مُعد مسبقا من قبل لوبي في داخل الادارة الامريكية ولم يكن لطالبان او القاعدة اي يد فيه سوى التهليل والفرح به نكاية بالولايات المتحدة ليس اكثر.
لو رجعنا الى اول تصريح متلفز علني لاسامة بن لادن (المتهم والمطلوب الاول حينها) يوم 17 تشرين الاول اكتوبر 2001 اي بعد وقوع الاحداث, فهو لم يعترف صراحة ولا نصا ولا حتى تلميحا بانه هو او اي فرد من القاعدة او طالبان قد قاموا بهذه الهجمات بل قال بالحرف الواحد " ان ما تتهم فيه امريكا هذه الفئة المهاجرة المجاهدة في سبيل الله (ويقصد المجاهدين في افغانستان) لايقوم عليه دليل وانما هو البغي والظلم والعدوان فتاريخ المجاهدين العرب بفضل الله سبحان وتعالى واضح بيّن ابيض ناصع, فقد خرج هؤلاء منذ 20 سنة عندما ظهر الارهاب المذوموم الحقيقي على ايدي الاتحاد السوفيتي ضد هؤلاء الاطفال وضد الابرياء في افغانستان فالذين خرجوا لنصرة المستضعفين لايُعقل اليوم ان يذهبوا لقتل الابرياء كما يزعم الزاعمون " انتهى حديث بن لادن.
وقد ادعت الولايات المتحدة بواسطة فبركة اعلامية مكثفة غير مسبوقة في تاريخ الاعلام الحربي وجعلت سكان كوكب الارض لا سيما الغربيين يصدقوا ان بن لادن قد اعترف بضلوعه بالهجمات تلك وهو الامر الذي لم يحدث اطلاقا بل لا يوجد دليل سواء رسالة صوتية لابن لادن او فديو يعترف فيه او مساعده ايمن الظاهري بضلوعهم وبوضوح لا يقبل التاويل باي شكل من اشكال التخطيط او الاشتراك في هذه الهجمات.
القاعدة وطالبان متمثلة بزعيميهما بن لادن والظواهري لايخشون من قول هذا فاسامة بن لادن قد اعترف بان القاعدة كانت وراء هجمات ضد المصالح الامريكية مثل تفجير سفارتين للولايات المتحدة في افريقيا الوسطى والهجوم على المدمرة الامريكية كول قبالة سواحل اليمن ولم يُنكرها ابدا بل يفتخر بها, والمضحك ان القاعدة كانت تعلن عن مسؤوليتها عن اي هجمات ضد المصالح الامريكية حتى قبل ان تعلن الادارة الامريكية ودوائر مخابراتها الرنانة عن جهة التنفيذ فتكتفي بتاييد الاعتراف.
اما طالبان فتمتلك :
لايعرف بالضبط عديد مقاتليهم لكن التقديرات تقول انهم قرابة 10 الاف مقاتل في احسن الاحوال في حين ان الاعلام الغربي يدعي ان حركة طالبان تمتلك 90 الف مقاتل (عادة التخمينات تقوم على اساس عسكرية كلاسيكية وليس واقعية تصب في مصالح اعلامية اكثر منها لنشر الحقائق), ولو افترضنا صحة هذا التقدير فهل هذه شهادة لهم من قبل عدوهم اللدود بان تعداد طالبان اقل من نصف عديد افراد الجيش الافغاني وكذلك افراد الحلف الدولي مجتمعين (يشكلون قرابة نصف مليون عسكري) بميزانية اضخم بل اضعاف ميزانيتي الحرب العالمية الاولى والثانية مجتمعتين (لايجب النظر الى قيمة الدولار ومقارنتها مع القرن الواحد والعشرين لان لكل زمن ظرفه ولايجوز خلط الظروف فهذا يعطي مقارنة وتصور مغلوط بتعمد) ومع ذلك انتصروا عليهم بسهولة !
التخبط اصبح سياسة الغرب منذ عقد مضى تقريبا وهذا جزء من التخبط الذي صار هو المدير التنفيذي سواء لحلف الناتو او القوى الغربية مجتمعة المشغولة بفرض اللقاحات والكمامات وتقييد حريات الدخول للمسارح والدسكوات والمطاعم بالاضافة الى مشاغله العلمية في شرح مباهج وفوائد فرض تعاليم وشروط الشذوذ الجنسي على الاطفال في المدارس وشوارع المدن بطرق سايكولوجية قذرة لم يشهد مثيلها التاريخ البشري في تاريخه.
مقاتلي طالبان لا يملكون غير اسلحة من جيل الحرب العالمية الثانية ولا يملكون اي طائرات ولا قطعات بحرية ولا مدرعات قتالية ولا دبابات ولا مدافع قصيرة او بعيدة المدى ولا اقمار صناعية ولا طائرات بدون طيار, انما فقط بعض ناقلات الاشخاص الامريكية حصلوا عليها بطريقة جدا غامضة من داخل باكستان وقسم حصلوا عليها كغنائم اثناء تقدمهم في افغانستان (ناقلات الاشخاص تعتبر مهمة جدا لدرجة انها تستطيع ان تقلب معركة في حرب تقليدية لانها تعتبر اداة لوجستية مهمة للتقدم ونقل المقاتلين بسرعة وهذا يوفر مناورة مهمة واستمرار زخم في الصولات ضد العدو) وبنادق كلاشنكوف من تقنيات الحرب العالمية الثانية وقاذفات ار بي جي التي لا يستخدمها اي جيش في العالم لقدمها ومحدوديتها و مسدسات شخصية وذخيرة لاتصلح الا لهذه الاسلحة, ومع ذلك سيطروا على افغانستان بسرعة وفي غضون ايام والتي كان يسيطر عليها التحالف الدولي, تتقدم طالبان في افغانستان بسرعة مذهلة دون حتى معركة ولو صغيرة مشرفة للتحالف او الجيش الافغاني الرمزي, انما فقط هروب بلا شروط دون النظر الى الخلف.
اما بالنسبة لاصحاب نظريات المؤامرة عن ترك هذا التحالف طالبان بالسيطرة على افغانستان اي بتعمد, فادعوهم لقراءة تاريخ الولايات المتحدة منذ تاسيسها قبل قرابة قرنين (واشك انهم يقرؤن اصلا) مع ترك العواطف والاملاءات والمواريث العشائرية والقبلية ليفهموا ويعوا ماذا تعني مُستنقعات فيتنام وامريكا اللاتينية والعراق والصومال وسوريا وكيف ان الولايات المتحدة دخلت هذه المستنقعات ثم نفذت بجلدها بعد تكبدها خسائر باهضة تفوق الاحصاء ولم تحصد اي شيء غير الهزيمة والعار.
استذكر مقولة لاحد اعظم القادة في التاريخ وهو الاسكندر المقدوني :
انا لا اخشى من قطيع اسود يقودهم خروف لكن, اخشى من قطيع خرفان يقودهم اسد.
تحيتي
Comments