تطبيق ديب سيك يرعب الاسواق

عصف تطبيق Deep seek  الصيني بالأسواق الامريكية لاسيما اسهم ما يسمى شركات التكنولوجيا العظمى والتي انهارت أسهمها بعد دقائق فقط من اعلان ارقام تحميل التطبيق الصيني الى مستويات عالية فاقت الـ 17% لحد هذه اللحظة والنزيف مستمر.

تطبيق الذكاء الصناعي الفتي هذا لم يكن حتى على شاشات الرادار قبل أيام حتى اودى بتطبيقات مثل Chat gpt الى ان يسحب الكثير من المستثمرين اسهمهم منه كذلك خسرت أنفيديا قرابة 17% من قيمة اسمهما خلال اقل من 5 ساعات كذلك تطبيق جيمني الخاص بشركة الفا بيت المالكة لغوغل, أي نحن نتحدث عن تبخر مئات مليارات الدولارات ما بين افتتاح الأسواق وهذه اللحظة أي اقل من 6 ساعات. طبعا الأموال لا تتبخر لكنها تذهب الى جهة أخرى وكثير منها انتقل في هذه الحالة الى الصين.

هنا سؤال يطرح نفسه :

مَن الذي قيّم او المسؤول عن تقييم اسهم شركات التكنولوجيا الامريكية، هل منتجاتهم وقوتهم فعلية ام هي عمليات النفخ الإعلامية المعروف انها غير مجانية لكنها غير علنية لتضخيم ما تريد حسب الدفع؟

إذن هي عمليات نصب وليست تجارة على الاطلاق ولا حتى تسويق فهذا تزييف وخداع انكشف في اول فرصة امام تحدي صغير وليس كبير حتى.

تطبيق مغمور (لم يعد كذلك) بكلفة اقل بكثير من مثيلاته الامريكية وبسرعة أكبر قفز فجأة للمشهد ليشكل حالة رعب دائمة فالتطبيق لن يختفي بكل تأكيد، لكن قد يظهر مثيله في الصين أيضا ولنتخيل الامر عندها!

فقط الكشف عن ان تنزيل التطبيق فاق تنزيلات تطبيقات مثل chat gpt لأول مرة جعل أسواق الأسهم في العالم تهلع وتسقط أسهم الكبار رغم ان هؤلاء الكبار مازالوا في السوق وينتجون ولم يتغير شيء في منتجاتهم ان لم يكن للأفضل لكن ...!

إذن موضوع تقييم أسعار الأسهم ليس أكثر من لعبة قمار وقد أوضحتُ واثبتُ هذا في اكثر من مناسبة في مقالات سابقة منها ما قبل سنين حتى.

لقد عملت في البورصة يوما في منتصيف تسعينيات القرن الماضي ولم يتم قبولي إلا بعد ان اجتزت فترة تدريب عن أصول التداول وكيفية قراءة الأسواق, لكن فضلت ترك هذه المهنة بعد اشهر قليلة عندما علمت ان الأسهم وكل ما فيها ليس له أي قيمة انما هناك شركات تعمل بالخفاء (ليست سرية لكن لا يسلط الضوء عليها) هي من ترفع وتهبط بأسعار الأسهم حسب الدفع من قبل الشركات المالكة لتلك الأسهم ولا يوجد أي مبدأ تجاري او اقتصادي شريف خلف تقييمات الأسهم بل حتى يصل الخداع في بعض الأحيان للتلاعب بنتائج شركات عالمية لهذا السبب, والتاريخ أثبت يوميا دقة كلامي فلا يوجد سهم إن كان متيناً فعلا ان يتدحرج ككرة ثلج فقط لان منافس دخل السوق او لاخبار سلبية بسيطة, هذا ليس موجودة في عالم التجارة و الصناعة ولا أي عالم سوى عالم القمار حصرا لان البضاعة تم تسعيرها بشكل غامض من قبل صاحب صالة القمار لا من قبل المشاركين ابدا.

من جهة أخرى ينبئ ظهور تطبيق Deep Seek بولادة تطبيقات أخرى ان لم يكن اليوم فغدا وبنظرة سريعة على سوق فيه لنقل 5 تطبيقات او حتى 10 بتقنيات وامكانيات خارقة اكثر من الموجودة فما سيكون حال وقيمة التطبيقات موجودة الان ؟ الصورة مرعبة بقليل من الخيال لو استطعنا!

لا ننسى ان هناك جولات استثمارية حدثت وكذلك مخطط لها من قبل التطبيقات الحالية فما سيكون مصيرها وما سيقولون لمن استثمر بملايين او حتى مليارات الدولارات؟

هل سيهرول المستثمرون كالعادة ام سيفكرون ألف مرة قبل ان يضعوا دولارا في أي تطبيق لا سيما الامريكية منها بل حتى ان استثمروا فكم هي المبالغ فعلا بعد ما حدث اليوم؟

هل نحن على أبواب كارثة اقتصادية تضرب أسعار أسهم التكنولوجيا خلال 2025؟

قد تكون Deep Seek  هدية الصين لترمب الذي يراهن على هذه الأسهم, فهل لديهم هدية أخرى لكن كربتوي ة قريبا !

تحيتي