top of page
صورة الكاتبرياض بـدر

زعماء دول أم زعماء مافيات!



لعبة القط والفأر مستمرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي خصوصا في مسالة المهاجرين عبر الحدود التركية إلى اليونان البوابة الوحيدة لأوروبا. لكن عندما نضع أيدينا على خفايا الأمور سنعرف لما الطرفين يفضلان الاستمرار بهذه اللعبة القذرة ومنذ سنين بل زادت حدتها منذ عام 2015 ويدفع ثمنها المهاجرين فقط لا سيما الأطفال منهم!

تصريحات الاتحاد الأوروبي الرسمية عادة تخالف الصورة النمطية التي يحاول الظهور بها الاتحاد أمام العالم وهي مراعاة والدفاع عن حقوق الإنسان لدرجة فرضها بقوة السلاح (المضحك المبكي) في أجزاء متعددة من العالم مستخدمين كل الطرق الشريفة والغير شريفة للإيقاع بخصومهم سواء عن طريق تقارير ما يسمى المنظمات الإنسانية ذات المواقف والتقارير المريبة عادة او عن طريق الضغط الدولي.

ففي نفس الوقت يحارب الاتحاد الأوروبي وصول اللاجئين اليه بشتى الطرق بالإضافة للتضيق عليهم في داخل الاتحاد الأوروبي ووصلت الأمور الأن مع الأزمة الجديدة في اليونان إلى إطلاق الرصاص والغازات المسيلة للدموع على جموع المهاجرين العابرين من تركيا مما أدى إلى مصرع مهاجر واحد على الأقل وجرح العديدين (الغازات المستخدمة قد تسبب الموت) رغم إن قوانين اللجوء في الاتحاد الأوروبي تنص وبشكل واضح على ان طلبات اللجوء لا ينظر فيها ولا تقبل مالم يكون طالب اللجوء موجود بشكل فعلي على أراضي الاتحاد الأوروبي وهذا تناقض فاضح.

ثم يأتي دور التصريحات الأخيرة من مسؤولين في الاتحاد الأوروبي بان أوروبا لن تخضع لابتزاز تركيا بعد ان هددت تركيا بفتح باب العبور للمهاجرين على مصراعيه إذا لم تدفع لها أوروبا كما دفعت المليارات من اليوروات قبل تقريبا 3 سنوات (اتفاقية عام 2016) وبالفعل فتحت تركيا الباب وعبر لحد الأن قرابة 150 ألف مهاجر إلى الجزر اليونانية وما زال الأمر مستمرا بوتيرة عالية مريبة وكأنها منظمة ومعدة بشكل جيد وليس عمل مهربين عاديين يخشون الوقوع بيد دوريات الحدود والمجهزين بأحدث الأجهزة التي تستطيع كشف القوارب التي تخترق المياه الإقليمية وهذا أيضا مدعاة تساؤل من جانب أخر.


المهاجرين الذي عبروا لليونان على الأقل في الأيام الأخيرة عبروا بشكل مجاني تام وهذا ما دلته التحقيقات بعد وصولهم للجزر اليونانية والقوارب التي عبروا بها لم تكن تحت قيادة مهرب أبدا وقبل ان اسرد الطريقة لنلقي نظرة على لعبة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي ولما تارة يستقبل أعداد ضخمة وتارة يرفض!

يصل المهاجرين إلى الجزر اليونانية مجانا دون ان يدفع أي مبلغ وبتفكير بسيط، المُهرب ليس جمعية خيرية كي ينفق ويعمل مجانا للمهاجرين فمن المستفيد إذن!

كلما عبر مهاجرين اكثر ازداد الضغط على الاتحاد الأوروبي الذي تؤثر فيه أعداد المهاجرين لكن, المهاجرين من ناحية اقتصادية تعتبر صفقة مربحة للاتحاد الأوروبي الذي يعاني من نقص الأيدي العاملة الغير ماهرة وأيضا التضخم ودخول مهاجرين سيساهم في ضخ أموال طائلة إلى السوق عن طريق توطين هؤلاء المهاجرين حيث كنظام رأسمالي ووفقا لأنظمة منظمة التجارية الدولية فانه لا يجوز للدول دعم الشركات والسوق بالأموال بطريقة مباشرة فتم ابتكار هذه الطريقة في أوروبا فعلى سبيل المثال ضخت المانيا 15 مليار يورو لتأهيل اللاجئين في عام 2015 وفي عام 2018 ضخت 23 مليار يورو لتأهيل اللاجئين في داخل المانيا وكان هذا اكبر انفاق من دولة على اللاجئين وتتبعها باقي دول الاتحاد بالإضافة الى المنح التي تعطيها الأمم المتحدة للدول لدعم برامج استقبال وتأهيل اللاجئين وهي بالمليارات أيضا وهذه المليارات تنفق جميعها في داخل الدول ولا يذهب شيئا منها إلى خارج الاتحاد الأوروبي. الضرر الوحيد الذي يفعله اللاجئ في المجتمع الأوروبي هو انه يبدأ بالعمل المبدع لأنه سيزاحم الوظائف التي بمجملها مقتصرة على الأوروبيين فيزيد من البطالة بين الأوروبيين وهذه نسبتها قليلة وضررها في الاقتصاد يكاد يكون معدوما.


برغم تصريح الاتحاد الأوروبي بانه لن يخضع لابتزاز تركيا بفتح باب العبور ان لم يتم الدفع لتركيا لتنتفع بنفس الطريقة أعلاه، نلاحظ ان الاتحاد الأوروبي يتراجع عن موقفه بعد ساعات ويعلن عن اجتماع لدعم تركيا ماديا لتأهيل اللاجئين!

لماذا يغير الاتحاد الأوروبي موقفه ويرضخ للابتزاز كما يسميه إن لم يكن مستفيدا بطرق عديدة من الابتزاز هذا واضعين في الاعتبار ان الاتحاد الأوروبي ينخر فيه الفساد في السلطة السياسية بمعدلات غير مسبوقة في تاريخه فالأموال تبدد بطرق ذكية وتذهب أموال طائلة إلى غير محلها فلو أخذنا مثالا السويد فحجم الفساد يبلغ فيها تقريبا 10 مليار يورو سنويا أي بما يعادل 3% من مجموع الناتج المحلي حيث تتبخر الأموال بطرق مختلفة ومنها أموال التقاعد والإنفاق على الرعاية الصحية.

اما في بلجيكا ذاك البلد الصغير في قلب أوروبا فيبلغ حجم الفساد فيه قرابة 20 مليار دولار سنويا أي 6% من الناتج المحلي لبلجيكا.


يبلغ حجم الفساد في الاتحاد الأوروبي سنويا قرابة الترليون يورو يدفعنا هذا الرقم لنعرف ان الذين يقفون على عتبة القرارات الاستراتيجية والمهمة والتحكم في الأموال في الاتحاد الأوروبي ليسوا كما يصرحون ويحاولون ان يبينوا للعالم بان أوروبا ناصعة البياض.

نرجع لقضيتنا وهي لعبة الاتحاد الأوروبي واردوغان حيث ان أوجه الاستفادة لا تقف عن هذا الحد أي موضوع الاستفادة من العمالة الرخيصة والغير ماهرة فالسيد اردوغان يفعل الاتي أيضا بالمهاجرين والفارين من سوريا جراء دعمه الجماعات المسلحة الإرهابية لتمزيق سوريا وليبيا والتي أيضا متورط في تمويلها وعلنا دولا أوروبية عديدة، فالمهاجرين عند هروبهم من جحيم القتال في سوريا الى المنفذ الوحيد وهي تركيا بغية الوصول لأوروبا يقوم الجندرمة الأتراك على الحدود السورية التركية بالآتي:


اما ان يدفع المهاجر رشوة للجندرمة ويتركه يعبر الحدود وإما ان يتم إرجاعه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد بدأت تركيا بابتزاز الذين تمسك بهم على الحدود حيث يتم مساومة من يتم القاء القبض عليهم من المهاجرين العوائل إما الإرجاع عنوة او يوافق رجل العائلة بالعمل كمرتزق للقوات التركية في سوريا وليبيا لمدة 6 اشهر فقط ويدفع له راتب ومقداره 1600 دولار شهريا ثم بعد انقضاء الستة اشهر يسمح له ولعائلته بالعبور من تركيا في قوارب الموت إلى الجزر اليونانية دون حساب كما بدأ يحدث منذ أيام قليلة حيث دلت التحقيقات ان جميع من وصلوا إلى الجزر اليونانية قد عبروا مجانا دون دفع ثمن الرحلة او أي تكلفة أخرى.

هذا ما يفسر الكثير مما يحدث في ليبيا بخصوص المقاتلين السوريين الذين أرسلهم أروغان إلى هناك رغم انه وقع رسميا على هدنات وعدم تدخل في ليبيا في مؤتمر برلين المنعقد في كانون الثاني يناير 2019 لكنه نقض كل هذه المواثيق بلحظة بل انه دخل قاعة المؤتمر وهو يعتزم خرق مقرراته وعدم الالتزام بقرارات المؤتمر هذا بالإضافة إلى معاهدة عام 2016 الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول موضوع المهاجرين والتي تم خرقها أيضا من قبل تركيا.


أسلوب الابتزاز هذا وعدم معاقبة اردوغان يدل بلا أدنى شك ان الاتحاد الأوروبي متواطئ مع تركيا والمهاجرين وحدهم يدفعون الثمن الا مَن يعتبر نفسه ذو حظ جيد وحصل على إقامة لجوء والظفر بوظيفة زبال او منظف او عامل فني بأحسن الأحوال في احدى دول الاتحاد الأوروبي كي يدفع نصف راتبه الشهري كضرائب.

٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comentários

Avaliado com 0 de 5 estrelas.
Ainda sem avaliações

Adicione uma avaliação
bottom of page