رأي الكاتب
المتتبع للإجراءات الإسرائيلية عادة عند نشوب أي تظاهرة ضد إسرائيل من قبل الفلسطينيين فهي تحرص على ان لا تتسع إعلاميا بطريقة هي لا تريدها. تظاهرات القدس الأخيرة بعد اعلان ترامب المشؤوم عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم ان القنصلية الامريكية موجودة هناك منذ عقود كشفت أمور كثيرة وكان إسرائيل قد اعدت لها اعدادا جيدا. 23 جنديا إسرائيليا مدججا بأحدث الأسلحة ضد مراهق فلسطيني ثم عدة جنود ومحكمة واعلام ضخم ضد مراهقة فلسطينية أيضا اسمها عهد التميمي فهل يتم الاعداد لجيل " انتفاضة " مؤدلج حسب الطبخة الإسرائيلية! الاعلام واخص هنا كبار الاعلام العالمي وتسمى عوائل الاعلام حيث تسيطر فقط 6 عائلات على أكبر منصات الاعلام على سطح كوكب الأرض لو شاء لما جعل صورة فوزي الجنيدي وعهد التميمي تأخذ هذا الحيز او حتى تُنشر أصلا بل لم يكن هناك أي محاولات لكبح انتشارها بل صار الامر وكأنهم يفضلون انتشارها هذا إن لم يكن نشرها أصلا مخطط له. لا أؤمن بنظرية مؤامرة ولا احترمها لكن اتحدث عن حقائق وصورة وإجراءات لم نعهدها من قبل من جانب إسرائيل والاعلام الدولي الذي يملك اكبرها مليارديرات يهود مثل روبرت مردوخ.
فوزي الجندي عامل بسيط في محل خضراوات باجر يومي كي يعيل عائلته فهو اكبرهم والمكونة من امه و4 اخوة. لكنه خرج بكفالة بعد اعتقاله من قبل الـ 23 جندي إسرائيلي بعد مرور 20 يوم وبلغت قيمة الكفالة 10 الاف شيكل أي ما يعادل 2860 دولار من اين حصل عليها ومَنْ دفع هذه الكفالة!
فوزي الجنيدي تم اعتقاله وهو يهرب من الغاز المسيل للدموع وفي شارع فرعي ولم يتم اعتقاله وهو يهاجم او يشارك في تظاهرات ضد إسرائيل فهل الـ 23 جندي لم يجدوا أي متظاهر او ناشط فلسطيني ضد إسرائيل يتظاهر إلا المراهق فوزي الجنيدي! حدث العاقل بما لا يُعقل فان صدق فلا عقل له.
عهد التميمي هي الأخرى تم اعتقالها بعد ان هاجمت جنود إسرائيليين بيدها فهي كانت غير مسلحة لكن لم يطلق سراحها ابدا ولا حتى بكفالة بل تم تمديد اعتقالها ومحاكمتها رغم صغر سنها. عهد التميمي لها سابقة أيضا في مهاجمة الجنود الإسرائيليين فتم استقبالها من قبل الرئيس التركي اردوغان عام 2012 وسلط الاعلام الضوء عليها بصورة كبيرة بل غير مسبوقة. اردوغان الذي يحارب الإسرائيليين إعلاميا لكنه يبقي على علاقات طبيعية مع إسرائيل ويعترف بها اعتراف كامل بل هناك تعاون عسكري واستخباراتي واقتصادي بينهما ولم يهدد اردوغان إسرائيل ابدا بقطع أي من تلك الروابط او حتى تخفيفها.
الرابط بين كل الانتفاضات التي حدثت ضد إسرائيل هو الوطن لكن الأخيرة كان الرابط فيها التركيز على المراهقين وتضخيم مشاركتهم ودورهم بشكل ملحوظ فهل هذا من محض صدفة!
6 عوائل ثرية يهودية تملك أكثر من 90% من شبكات الاعلام العالمية وتملك كل شبكات الاعلام الكبيرة دون استثناء فحتى تيد تيرنر الغير يهودي لكن مدراءه التنفيذيين لمجموعته الإعلامية اغلبهم يهود امريكان لكن لم يمنعوا أي نشر لا لفوزي الجنيدي ولا لـ عهد التميمي الفلسطينية الشقراء رغم انها فعلت ما فعلت بحضور والدتها واختها لكن لم يتم التركيز عليهما اطلاقا فهل سال أحد نفسه من صور لها فيديوهاتها المشهورة!
ولا عزاء للأغبياء
Comments