عندما تُهدم الحضارة بمعول العنصرية
مرة اخرى يثبت الاوروبيين للتاريخ عنصريتهم وعدم اهتمامهم باي بشر اخر غير انفسهم ومصالحهم فقط.
رفع الحظر الذي فرض بسبب انتشار فايروس كورونا بافتعال اخبار لا اساس لها من الصحة عن انخفاض الاصابات والوفيات نتيجة فايروس كورونا لتحاشي الانهيار الاقتصادي القادم والذي بدأ فعليا منذ شهر شباط /فبراير من هذه السنة ولعل اكبر فضيحة هي التقارير الاسبانية والسويدية التي ظهرت فجأة بان اعداد الاصابات اليومية بالفايروس هو صفر هكذا دون مقدمات اختفى الفايروس.
يكشف لنا هذا الفعل ان من يقود العالم لا يكترث للاخرين وحياة الانسان حيث مصالحه التجارية فوق كل اعتبار رغم ان هذه الحرب نعم هي حرب لم يفتعلها الاناس العاديين بل لوبيات قذرة تتلاعب ببوصلة الاقتصاد العالمي ومصادر الضغط السياسي الدولية.
في بداية الوباء ارادوها كارثة وجعلوا العالم يدخل مرحلة رعب نفسي لم يسبق لها منذ الحرب العالمية الثانية مثيل بل لم تكن حتى في ايام الرعب النووي في الثمانينات ثم فجأة وبدون اي دليل علمي او طبي تخرج التقارير عن تحسن الوضع وانخفاض الاصابات بل ان السويد واسبانيا صفرت الاصابات بالرغم من ان نفس التقارير تؤكد ان الاصابات ارتفعت بشكل غير مسبوق بل بمعدلات لم تشهدها اوروبا نفسها في دول نامية وفقيرة مثل البرازيل ومصر والعراق ودول افريقية ومن ناحية اخرى بدأ ينتشر بسرعة وقوة في الهند وروسيا وهي دول متقدمة في كل شيء وتحتل المراكز الخمسة الاولى في الاقتصاد العالمي.
كان يوم الخميس الماضي يوما غير اعتيادي فقد تم تسجيل اكثر من 150 الف اصابة في 24 ساعة حسب اعلان منظمة الصحة العالمية وكانت هذه الاحصائية هي اعلى نسبة اصابات تسجل منذ بداية الوباء ولم يمر سوى 72 ساعة حتى عادت واعلنت منظمة الصحة العالمية بان الاحد كان داميا حيث تم تسجيل 183 الف اصابة في يوم واحد.
من جانب اخر ذي صلة بات عدد الاصابات في العالم يقفز مليون اصابة كل 10 ايام تقريبا والوفيات تزداد تباعا والشعوب لاسيما الشعوب المتخلفة والنائمة او النامية كمى تسمى فهي في وضع لا حول ولا قوة تنتظر موعد قتلها.
ماذا يخبرنا هذا والامر واضح وضوح الشمس!
الاوروبيين لا يكترثون ابدا لبشر غير انفسهم بل ان حقيقة الامر هم يعتبرون انفسهم فوق البشر وان الجميع ماهم الا دونهم.
قوافل اللاجئين التي يستقبلونها لم تكن لاجل الانسانية ابدا بل لامر اهم واكبر من هذا حسب مفاهيمهم ومقاييسهم الخاصة في ادارة الدولة والدلائل تغطي عين الشمس في قولي هذا.
قوافل اللاجئين الذين فتحت انكيلا ميركل الابواب لهم وايضا بعض دول الاتحاد الاوروبي (عدا بريطانيا التي تحاول بشتى الطرق غلق حدودها امام اللاجئين) لم يكن استقبال اللاجئين بهذه الضخامة سوى لسد نقص الايدي العاملة الرخيصة الذي يواجهه الاتحاد الاوروبي وبالذات الدول الصناعية الكبرى في الاتحاد بل وصل نقص الايدي العالمة الرخيصة مستويات باتت تهدد الانتاج في الدول الصناعية المتقدمة وايضا في اوروبا بشكل عام ويكاد يقضي على حضارتهم, نعم فالارقام تثبت ذلك فالاوروبي لا يريد ان يعمل سائق باص باجر عادي قد لا يكفيه شرب الكحول او بيرته المفضلة يوميا كما يريد واصبح ذا طموح عالٍ جدا بسبب جودة التعليم وسهولته بالاضافة الى نمو طريقة ودرجة التفكير في هذه الشعوب ولا يريد ان يعمل منظفا في حمامات عموية ولا يريد ان يعمل منظفا في مستشفى ولا عاملا عاديا في معمل ينتج بضخامة وهذه الاعمال كلها بدأت كلفها تضغط على كلفة الانتاج وبالتالي سعر المنتجات والخدمات ايضا والضغط وصل الى مستويات خطيرة مهددة الاقتصاد من ناحية المنافسة مع الصين فكان يجب من حل سحري لخفض الكلف ولم يكن هناك حل سوى ايد عاملة رخيصة تقبل باقسى الشروط اي بمعنى عبودية بثوب ومظهر جديد ( شروط قبول اللاجئين تشتد باضطراد كل 5 سنوات منذ 2010).
نضع في الحسبان ان التضخم الذي يصل مستويات غير مسبوقة له حلين لا ثالث لهما:
اولا : الدخول في حرب لزيادة الانفاق وسحب الفائض من الاموال في السوق ومن جيب الشعب.
ثانيا : زيادة الانفاق, فالدول هذه تعتبر راسمالية بشكل كبير (الولايات المتحدة راسمالية 100%) فهي لاتستطيع ان تدعم شركات وسوق بطريقة مباشرة وان كانت تفعل فيجب ان يكون محدود جدا وعلى شكن ديون وهذا ما اوقعها في فخ قوانين المنافسة فكيف السبيل لدعم الشركات بطريقة اوسع ومستمرة فكان عن طريق دعم اللاجئين بشكل جيد وان كان لا يعمل في بداية الامر ( يستغرق تاهيل اللاجئي اكثر من 18 شهر باحسن الاحوال كي يدخل سوق العمل) فيتم صرف اموال ضخمة سينفقها اللاجئي حتما بل كلها لغرض الاستمرار في العيش (دفع ايجارات وماكل وتامين صحي وتسوق يومي).
هكذا التفت على سبيل المثال انكيلا ميركل على التضخم والتباطوء الذي بدأ يصيب اكبر اقتصاد في اوروبا وهي المانيا عندما استقبلت عام 2014 قرابة المليون لاجيء فضخت في اول سنة 10 مليارت يورو مساعدات لهم وطبعا كان مصير هذه المليارات هو السوق بل ان المتابع لاحداث 2014-2015 في اوروبا سيلاحظ وبسهولة ان هناك مايقارب الترليون يورو تم ضخها للسوق عن طريق اللاجئين.
الان ترفع اوروبا حظر التجوال والسفر وفتح الاسواق والمتاحف ودور السينما الخ وبدأت فجأة التقارير المشجعة ضد الوباء تظهر اعلاميا وليس من دوائر اوجهات صحية متخصصة او من منظمة الصحة العالمية التي اكدت ان الفايروس مازال ينتشر وبقسوة كما ذكرت انفا بل ويزداد خطورة جراء فتح الاسواق ورفع الحظر لكن . . هنا دخلت الدول التفكير العسكري فكما ذكرت في مقالات سابقة انها حرب وليست وباء فايروسي طبيعي فصار مقياس الامر الواقع يعتمد على ايهما اقل خسارة وتكلفة وهذا هو مبدأ الحرب الاساسي بل لا تقوم الحرب الا على هذا المبدأ.
هذا مالدى الاتحاد الانساني الحر الديمقراطي الاشتراكي العاطفي الاوروبي للبشرية وشعوب العالم!
حرب خلقتها لوبياتهم القذرة ثم هو اول من يتنصل منها بل ويعمل جاهدا لابعادها الى حيث يتباكون على حريتهم وديمقراطيتهم وانسانيتهم في الاعلام لكن على ارض الواقع فالامر يختلف.
سيكتب التاريخ ان بشر عاشوا في فترة ما و وصلت حضارتهم الى اقصاها وارسلوها الى كواكب بعيدة والى خارج المنظومة الشمسية ثم هدموها بمعول الجهل ارضاءا لعنصريتهم ومصالح لوبياتهم العنصرية, العنصرية التي لم تستطع الحضارة محوها من نفوسهم.
تحيتي
Comments