top of page
صورة الكاتبرياض بدر

فضيحة قطر - غيت





في شهر كانون الأول/ديسمبر 2022 بالتزامن مع أنطلاق فعاليات كأس العالم في قطر, طفحت للعلن فضيحة من العيار الثقيل قد تكون هي ألأعفن في تاريخ الاتحاد الأوروبي منذ أنشاؤه وليوما هذا.

تم ضبط شحنة أموال (نقد) في بيت احد أعضاء البرلمان الأوروبي بعد مداهمته اثر تلقي اليوروبول (الشرطة الأوروبية) بلاغ بها من جهات أمنية عليا, هذه الأموال كانت عبارة عن رشى مرسلة لتُقسم على أعضاء معينين (مشرعين ومؤثرين) من البرلمان الأوروبي كذلك رؤساء في ما يسمى منظمات مجتمع مدني ومنظمات إنسانية حيث تبين بعد تحقيق مبدئي مع الذين تم اعتقالهم ضلوعهم في مخطط إجرامي فتم توجيه تهمة تشكيل وتمويل منظمة إجرامية وتبييض أموال لهم والمفاجأة كانت, أن الأموال مصدرها حكومة قطر والمغرب.



ايفا كايلي مع صديقها وعضو البرلمان الاوروبي سابقا فرانسيسكو جورجي

مَن هُم المتهمين !


قائمة المتهمين شملت أسماء مهمة تشغل أو شغلت مناصب في الاتحاد الأوروبي واتحادات تجارية دولية, منهم :


1. إيفا كايلي نائبة رئيس البرلمان الأوروبي وهي عضو في البرلمان الأوروبي منذ 2014 عن اليونان (تم اعتقالها يوم 9 كانون الاول/ديسمبر 2022).

2. فرانسيسكو جورجي صديق إيفا كايلي ولهما طفل/ طفلة مشتركة (خارج الزواج) كذلك هو عضو برلمان كذلك مستشار البرلمان لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا مؤسس منظمة محاربة الإفلات من العقاب Fight Impunity (رهن الاعتقال).

3. بيير انتونيو بانزيري رئيس مجلس إدارة منظمة محاربة الإفلات من العقاب وهو عضو البرلمان الأوروبي سابقا وتم مداهمة منزله والتحقيق مع زوجته وابنته وإصدار مذكرة قبض ضدهما (بانزيري معتقل الآن) وقد تضمنت مذكرة الاعتقال تهمة التدخل سياسياً بالاشتراك مع نواب برلمان أوربيين لصالح قطر والمغرب.

4. نيكولو فيغا تلامانكا وهو مدير منظمة إنسانية غير حكومية تدعى لا سلام دون عدالة No Peace without justice (لاحظوا الأسماء الرنانة التي خلقوها للاختباء خلفها) كذلك تدعي هذه المنظمة دعم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركز هذه المنظمة ولديها مقرين في روما وبروكسل على مقاضاة الجرائم الدولية وجرائم حقوق الإنسان لتحقيق العدالة الدولية ... ياسلام جدا كثيرا.

نيكولو فيغا تلامانكا رئيس منظمة لا سلام دون عدالة

5. إيما بونينو عضوة البرلمان الأوروبي سابقا ايطالية الجنسية وشغلت منصب وزيرة خارجية ايطاليا كذلك من مؤسسي منظمة لا سلام دون عدالة وعضو شرف في منظمة محاربة الإفلات من العدالة (رهن الاعتقال حاليا).


كذلك شمل التحقيق والمداهمات إغلاق مكتب ماري إيرينا وهي مساعدة برلمانية تعمل لدى ما يسمى S&D اي الديمقراطيين والاشتراكيين في بلجيكا وهي جماعة تعمل (حسب شعاراتهم الرسمية) لدعم العدالة الاجتماعية والحرية في الاتحاد الأوروبي ولهذه الجماعة حظوة ونفوذ لدى البرلمان الأوروبي.


إيما بونينو وزيرة خارجية ايطاليا سابقا ومؤسس لمنظمة لا سلام دون عدالة

لم يتم التحقيق مع إيرينا لكن تم إغلاق مكتب منظمة محاربة الإفلات من العقاب حيث هي عضوة فيها بالشمع الأحمر حسب بيان رسمي أدلت هي به.



بيير انتونيو عضو البرلمان الاوروبي سابقا

منظمات ام واجهات !


الجدير بل المضحك للذكر ان هذه المنظمة المشبوهة (محاربة الإفلات من العدالة) التي ضُبطت بالجرم المشهود مُدرج في لائحة أعضاؤها أسماء شخصيات سياسة مهمة رغم عدم التحقيق معهم فلم يرد اسمهم في الفضيحة او الاشتباه مثل :


1. رئيس وزراء فرنسا السابق برنارد كازينوف

2. رئيس المفوضية الأوروبية للهجرة السابق ديمتري افرامو بولص

3. رئيس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي السابق فريدرك موغريني

4. عضوة البرلمان الأوروبي السابقة سيسيليا ويكستورم

(جميعاً استقالوا رسمياً من المنظمة فور اندلاع الفضيحة ولم يتم التحقيق معهم و لا توجيه تُهم لهم حيث تبين انهم مجرد غطاء).


مكتب المنظمات في بروكسل

نلاحظ كيف يتم دمج شخصيات كبيرة ليس لهم علاقة بالمنظمة الإحرامية لكن لذر الغبار في الأعين وإبعاد الشكوك عن حقيقة عمل هذه المنظمات, اي ان القضية كان مُعد لها إعداد دولي دقيق وخطير وهذا لا يكون دون تمويل وإشراف دولي من قبل دول وشخصيات سياسية نافذة.



هل لائحة المشتبه بهم والمعتقلين توقفت إلى هنا ؟


تم اعتقال المدعو لوكا فسينيتي الذي تقلد منصب سكرتير عام اتحاد التجارة الدولي ITUC في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 والذي كان لفترة طويلة يشغل منصب رئيس اتحاد التجارة الأوروبي (المؤسستين لها نفس المكان والعنوان في بروكسل حيث ان نشاط الاثنين متشابه عدا الحدود الجغرافية)


ما هدف قطر والمغرب !


الغرض من الرشوة الضخمة هذه (مصادرة اكثر من مليون يورو نقدا لحد الآن) التأثير على قرارات وتقارير أوروبية التي عادة تصاغ وتتخذ في بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي كذلك مقر حلف الناتو بل ان الأمر يمتد إلى تجسس بطريقة معقدة وهي سبر غور سياسات او توجهات للاتحاد الأوروبي قبل إعلانها اي خلال مرحلة التحضير لغرض التأثير عليها قبل إقرارها.

لم ينكر اي مرتشي الامر حيث اقر لحد الان خمسة أعضاء بتلقيهم رشى من قطر والمغرب فتم اتخاذ إجراء مبدئي بحقهم بفصلهم من عضوية الاتحاد الأوروبي كذلك من اي منصب او نشاط سياسي او اي نشاط مهني وإحالتهم الى القضاء الامر الذي اطلق حملة مراقبة شديدة لم يعهدها الاتحاد الأوروبي في تاريخه لمراقبة اتصالات حكومة قطر المشبوهة كذلك المغرب حيث تواترت معلومات بان الامر ليس بالجديد و ان التحقيقات لم تكتمل وقد تكشف المزيد حيث بلغ عدد المداهمات اكثر من 16 مداهمة قامت بها السلطات الأمنية في بلجيكا سواء لمكاتب أعضاء برلمان او بيوت او شركات ومؤسسات ومقار ما يسمى منظمات إنسانية غير حكومية, لذا قرر الاتحاد الأوروبي إرسال لجنة تحقيقية للتحقيق مع مسؤولين في قطر والمغرب في عقر دارهم قريبا.



قطر غيت الان أصبحت على العناوين الرئيسية لصحف المعارضة الأوروبية كذلك الصحافة الحرة وطبعا لم ولن تجد لها طريق نشر في أبواق حلف الناتو سواء الغربية او ذات اللباس عربي ( قناة الجزيرة و سكاي نيوز عربية والحرة والشرق وبي بي سي الخ) فمعروف ان أبواق حلف الناتو لها مآرب وأهداف قذرة أهمها الفبركة وتبرير أفعال لوبيات السلاح وتبييض الأموال حول العالم, بالإطافة إلى أمر مهم جدا هو إن هذه الأبواق لم تعد موضع ثقة لدى الشعوب الأوروبية ولا حتى في الولايات المتحدة وأصبحت تغرد وحيدة لا يصدقها ويتبعها إلا ساذج وسطحي فقط وتقنع بطريقة الترهيب قبائل في غرب الخليج وبعض الدول بان تدفع لها مقابل تبييض صفحتها في حين انها أبواق لا شعبية لها إطلاقاً في الغرب وانتهى مفعلوها منذ سنين.



لقد تأنيت في النشر عن هذه القضية رغم مرور اكثر من شهرين على اندلاعها, فانتظرت كي يتم إثبات الجرم واعتراف المدانين وهذا ما حدث مؤخرا رغم ان التحقيقات جارية لا لإثبات الجريمة لكن لمعرفة كل تفاصيلها وجوانبها والمتورطين, فهي فضيحة دولية ضخمة جدا متورط فيها اكثر من دولة وجهة إجرامية فهي عملية تشكيل منظمة إجرامية هدفها التلاعب بقرارات الاتحاد الأوروبي وهنا مكمن الخطر وفي نفس الوقت مكمن غباء الممولين.


يتم الآن مناقشة وضع قوانين وشروط مشددة على تصاريح الدخول (الفيزة) للأشخاص القادمين من قطر والمغرب إلى الاتحاد الأوروبي سواء دبلوماسيين او أشخاص عاديين بل ان الأمر بدأ يمتد إلى باقي الجنسيات من قبائل غرب الخليج كما صرح بهذا اكثر من مسؤول أوروبي رفيع المستوى.



دور المغرب قد يكون عبارة عن وسيط (مغرر به) لتمرير الرشاوي او لتوريطه في الإدانة دون غيره (طريقة يستخدمها المجرمين لتتويه اي تحقيق قد ينكشف وإبعاد الأنظار عن المجرم الحقيقي يسمى كبش فداء) فقد يكون هناك عدة قبائل من غرب الخليج متورطة في الامر وسيجري كشف كل ملف الجريمة حال اكتماله كما صرح الاتحاد الأوروبي رسمياً وبأنه لن يتسامح مع هذه القضية التي جاءت في وقت تترنح فيه أوروبا تحت ضربات الحرب في أوكرانيا.


إيفا كيلي المدانة الرئيسة في الجريمة زارت قطر بلا اي داعي رغم الادعاء بانها زيارة رسمية والتقت مسؤولين في قطر وصرحت ذات مرة " قطر هي الأفضل في حقوق العمال" الأمر الذي اضحك كل أوروبا وحتى الولايات المتحدة بل جعلهم فعلا يراقبوها دون ان تدري (فضحت نفسها الغبية) وهؤلاء المسؤولين القطريين وردت أسماؤهم في التحقيق ويبدو أنها اعترفت عليهم جميعا رغم أنها طلبت من المحكمة إطلاق سراح موقت وان القضية هي من فعل شريكها انتونيو جورجي. طلبها هذا ينتظر قرار المحكمة يوم 19 من الشهر الجاري.


إشارة البرلمان الأوروبي لتوقيت الفضيحة باعتقادي سيعتبرها الأوروبيين طعنة في الظهر وهو منشغل في حرب ضد روسيا وهذا الامر قد لن يمر بعقوبة للمرتشين فحسب أبدا بل للراشي كذلك, فقوانين الاتحاد الأوروبي بمجملها تضع اشد العقوبات ضد المُغوي اكثر من المتورط (حتى في قضايا الدعارة والزنا يتم توجيه اغلظ العقوبة للرجل وليس للمرأة حيث يُعتبر انه المُغوي وليس الضحية في الدول الأوروبية التي تجرم الدعارة والزنا).

الاتحاد الأوروبي بدأ فعليا باتخاذ اجراءات ضد قبيلة قطر والمغرب بل ان العقوبات ستكون كبيرة دون أدنى شك حال اكتمال التحقيق وصدور الأحكام.

كذلك أوقف بل الغي ما يسمى " جماعات الصداقة" التي كان يعقدها الاتحاد الأوروبي مع دول خارج الاتحاد في تحرك واضح ينم عن سياسته المستقبلية الصارمة تجاه علاقاته مع حكومات فاسدة لا جدوى من صداقتها.


لماذا ورطت قطر نفسها في مثل هذه الفضيحة ؟


قطر دفعت رشى ضخمة لإستضافة بطولة كأس العالم وقد انكشفت أوراق وأدلة كثيرة حول تلك الرشوة والامر تم تغطيته بفعل رشى إضافية اي بفضيحة اخرى ولم تخمد تلك التحقيقات بعد فبلاتيني و جوزيف بلاتر تم إدانتهم للعلم ولم تنتهي القضية كما يظن الكثيرين ومنهم المسؤولين القطرين فالنار التي تحت الرماد لا بد وان تستعر ثانية.


فشابت عمليات البناء لملاعبها والمنشآت التي قامت ببنائها قطر هدر وخرق لحقوق العمال لدرجة مقتل العديد من العمال تحت ظروف عمل سيئة للغاية بل ليست لبشر, الامر الذي كاد ان يطيح بالاستضافة فعلا وسحبها, فدخلت قطر معترك اخر لحجب الفضيحة ظنا غبيا منها بان خلق منظمات إنسانية تستطيع إصدار تقارير تلميع وتبيض لسمعتها ويؤثر في قرارات الاتحاد الأوروبي وانه سينجيها للابد واضعين بعين الاعتبار تورطها المستمر ليومنا بدعم جماعات إرهابية ومنظمة الاخوان المسلمين بالإضافة الى ميليشيات إيرانية في العراق وسوريا الضالعة في أعمال صنفت إرهابية كذلك.



القضية دخلت الآن منحنى خطير بلا عودة وهو كشف كل مستور وسيودي بقطر إلى عواقب وخيمة وهذا حتمي, فالفضيحة ضربت سمعة الاتحاد الأوروبي في مقتل ولن يتم السكوت عليها حتى يتم الاقتصاص وإلا فان الناخبين الأوروبيين والكثير من المعارضة الأوروبية لن يدعوا الأمر يمر بسلام ناهيك عن ان من يريد الوصول إلى كرسي البرلمان الأوروبي سيجد في ملف هذه القضية لقمة دسمة للإطاحة بمنافسيه إن حاول التملص او تغطية الفضيحة فالهدف الان هو تنظيف البرلمان وتنقية سمعته من خلال القصاص من كل الضالعين في القضية هذه.


تم أيقاف مقترح الدخول بلا فيزا للاتحاد الأوروبي للقطريين الأمر الذي بدأ يثير قضية وليست تساؤل هي : هل سيراجع الاتحاد الأوروبي مسألة منح دخول حر لجنسيات تلك الدول التي أثبتت أنها لم تخرج من عقلية القبيلة وليست بالصديقة !


تحيتي




٥ مشاهدات٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page