" كي تجعل بستانك مثمرا رائعا يجب ان تقتلع الحشائش الضارة و تمنع نموها مرة ثانية "
لم يكن موضوع "إجتماع قاعة الخلد عام 1979 " بالأمر المسموح مناقشته او النشر عنه في العلن في العراق (تم تعميم التسجيل على الكادر المتقدم من الحزب حصرا مع أوامر بالسرية وعدم التحدث به خارج الحزب والعامة) حتى جاء يوم غزو واحتلال العراق عام 2003 ونهب أرشيفه الأمني والحزبي بتسهيل من قبل الجيش الأمريكي وبعثرته على من هب ودب فتم تزويره.
لم تسمح القيادة البعثية في العراق من نشر ما حدث في قاعة الخلد للعلن رغم ان ما تم كشفه في ذلك الاجتماع القيادي من إدانات دامغة لدول عربية ومجاورة وصديقة تريد تدمير العراق بالإضافة للمدانين الرئيسيين كانت ستعزز وتقوي موقف القيادة في العراق حينها امام الشعب وتجاه الخصوم.
منذ ذلك الوقت وهذه الدول التي أشار لها في هذا المقطع من الجلسة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سواء بتسميتها مثل سوريا او بالإشارة الى أنها عربية فقط لم تتوانى عن استغلال اي فرصة للتدخل في شؤون العراق لا لمساعدته و الوقوف الى جانبه بل لتدميره من خلال شق صف القيادة وليس حبا بصدام حسين فهم ايقنوا ان قوة القيادة في تفانيها ولا سلاح انجع من التفرقة بين أعضاءها لا سيما القادة لتهديم هذه القوة ثم الانفراد بكل فريق على حدا مما يسهل عملية التهديم الكامل وحدث هذا في سوريا طيلة اكثر من عقدين منذ تأسيس حزب البعث عام 1947 الى انقلاب حافظ الأسد على أمين الحافظ عام 1970 وكان أمين الحافظ بعثيا فقد شهدت سوريا اكثر من 5 انقلابات كان قسم منها لا يفصله عن الانقلاب الاخر سوى أسابيع قليلة الامر الذي يدل على كمية التناحر التي كانت سائدة بين التيارات والاحزاب في سوريا سواء داخل صفوف حزب البعث او التيارات المفترض انها متعاونة مع البعث.
هذه الخيانة التاريخية التي لو قدر لها النجاح لكانت اكبر انقلاب في المنطقة بعد انقلاب الضباط المصريين على الملكية في مصر بقيادة محمد نجيب الذي اطاح به عبد الناصر فيما بعد بكل نذالة.
الخيانة هذه تم اجتثاثها نهائيا عام 1979 بعد سنين من المراقبة والمسايرة لاسقاط الشبكة كلها و رغم قِدم الأمر وانهيار نظام البعث في العراق وقلب نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 بواسطة الغزو الأمريكي ما زالت نفس الدول بعينها ليومنا هذا تحاول خلط الأوراق وتزوير التاريخ عن طريق طمس الحقيقة بطريقة خبيثة حديثة وهي الإتيان بمرتزقة ممن يوهمون الناس البسطاء سواء عن طريق مواقع التواصل او لقاءات متلفزة على اعتبار ان هؤلاء المشاركين فيها او المحللين على اطلاع بتفاصيل هذه المؤامرة وما جرى في قاعة الخلد وذلك لتغيير وتشويه الحقائق الدامغة والواضحة وضوح الشمس بقصد دنيء ذي أبعاد خسيسة بينت واثبتت العشرين عاما الماضية سوء نياتهم وما ذهبتُ إليه في تحليلي هذا.
لماذا يزورون الماضي رغم مرور السنين: تداعيات اجتماع قاعة الخلد
لان التاريخ لا يرحم وحتما وبلا ادنى شك ستدور الدوائر عليهم بل قسم منهم كجلاد دمشق وبقرة مصر الضاحكة حسني مبارك دارت الدوائر عليه فبشار الأسد وارث أبيه يترنح و للاسف اقولها تقسمت سوريا بسبب غبائه المطبق حيث تبين ان حافظ لم يتقن تربيته عقليا ولا كاريزماتيا و مصر أصبحت في مهب الريح ترزح تحت ديون لا يمكن الإيفاء بها إلى يوم يبعثون ان لم يكن حتى ما بعد ذلك وما ينتج عن هذا الدين من ذل ومهانة للشعب المصري المغلوب على أمره, اما قبائل غرب الخليج فبدأ حلف الناتو يصيرها الى قواعد عسكرية له شيئا فشيئا وصولا الى اليوم الموعود حين يُقلبْ عاليها سافلها بحرب قد تنتشر في المنطقة انتشار النار في الهشيم.
يحاولون تزوير التاريخ باختلاق تفسيرات لأمور لم تحدث في قاعة الخلد من ناحية ومن ناحية اخرى تعليل جزيئات من الحدث على مزاجهم العاطفي المتأثر بأمور لا تمت لحقيقة ما جرى في قاعة الخلد وارهاصاتها فماحدث في قاعة الخلد كان حصيلة اكثر من 5 سنوات من المراقبة والتحقيقات وليس وليد يوم وليلة او فترة اشهر قليلة, فكما قلت كي يخلطوا الأوراق وتتيه على الناس العاديين الحقيقة وقد يصدقون ما يذهب إليه الذين يدعون ويحللون وفق الأجندة الخبيثة مع كثير من الجهل.
لم يشأ صدام حسين ان ينشر او يعلن هذا التسجيل للشعب حفاظا على أمرين:
الأول: وحدة شعب العراق وعدم إرباك امنه الداخلي الأمر الذي يقوض ما بناه منذ 1968 إلى يوم اجتثاث الخونة عام 1979
الثاني: عدم تأزيم علاقات العراق مع الخونة من الدول المجاورة لاسيما قبائل غرب الخليج.
الظرف المصاحب يكشف السر
يجب ان نعي امر في غاية الأهمية عند تحليل ماجرى في قاعة الخلد
وهو الوضع الإقليمي لمحيط العراق في تلك الفترة الدقيقة حيث تم إسقاط الشاه في شباط فبراير 1979 بعد احتجاجات استمرت لشهور طويلة واعتلاء نظام شيعي متطرف يقوده مهووس من أصول هندية اسمه الخميني مقاليد السلطة وتحويل إيران إلى معبد هندوسي من القرون الوسطى بعد ان كانت إيران قبلة الشرق تطورا ورقياً وامتداد فاعل لحضارة عريقة وعظيمة فبدأ الخميني بإرسال رسائل إرهابية واضحة الى العراق منذ اليوم الأول لإستيلاء الخميني على السلطة بل لم يُخفي نواياه لمهاجمة العراق فتوجست القيادة في العراق الخوف من مجريات الأمور بينها وبين إيران الامر الذي اتضح فيما بعد ان حسابات القيادة في العراق كانت دقيقة لأبعد الحدود فكان لابد من الضرب بالسيف دون تردد واستعمال القبضة الحديدة في الداخل وإلا اندلعت جبهتان على العراق واحدة إيرانية والثانية داخلية ستكون حتما ضعيفة و خنوعة قد تسلم نفسها للقادمين من إيران تحت نصر لحافظ الأسد وزبانيته.
هكذا يتم تحليل وحساب الأحداث المفصلية وربط جميع الظروف والأحداث المحيطة به لا تجزئتها حسب المزاج والأجندات الدنيئة وتفسير كل جزء بطريقة لا تمت للأجزاء الباقية بأي صلة الأمر الذي يفقدها المصداقية عندها تصبح عملية التحليل مزورة بالكامل يقصد منها تشويه التاريخ وتحريف الحقيقة.
هذا غيض من فيض للدسائس وللمؤامرات التي لطالما حاكها عرب الجنسية (جنسهم الضابط البريطاني السير بيرسي كوكس عام 1917) ضد العراق وشعبه حتى تدميره عن طريق مساعدة الاحتلال الانگلو- امريكي عام 2003 وما زالوا حتى تغولت إيران عليهم جاعلة فرائصهم ترتعد من الخوف ومصيراً لا يفقهون كنهه.
ولاعزاء للجبناء
Comments