top of page
  • Telegram
  • Pinterest
  • قناة واتساب - الكاتب رياض بدر
  • Facebook
  • Instagram
  • حسابي على منصة اكس

لماذا يتم منح تنظيم كأس العالم لدول عربية !

صورة الكاتب: رياض بـدررياض بـدر

منذ أن بدأت الفيفا ببيع حقوق نقل مباريات كأس العالم لأول مرة في تاريخها في بطولة عام 2002 في كوريا واليابان التي وصفها رئيس الفيفا حينها بأنها أسوأ تجربة على الإطلاق حيث لم يتم بيع بطاقات المباراة النهائية بالكامل بالإضافة إلى جميع المباريات الأخرى، منذ تلك البداية وليومنا هذا لم ترتفع عائدات حقوق كاس العالم كثيرا بل إن الأرقام و واقع الحال يكشف أمرا مروعا، فما هو؟

قبل أن أدخل في التفاصيل فقط أكمل ما حدث في كاس العالم كوريا واليابان عام 2002 حيث كانت بالفعل فضيحة لأن من الثوابت أن أسيا ليست موطنا، ولا مربعا شعبيا للعبة كرة القدم، ولن تكون للعلم، وسوّغ الفيفا اختياره لهذه الأماكن بأنه تشجيع للعبة أي استثمار ثم اعترفت الفيفا بأنها فشلت ليس هذا فقط بل وردت عدة تصريحات من جوزيف بلاتر حينها بأن الفيفا لن يمنح حق التنظيم في أسيا مرة أخرى مع أنه أعطاها مرة أخرى لقطر وطبعا تكرر الفشل لكن طرق التغطية اختلفت واستيعاب الشعوب للحقائق والتصرف حيالها تغير كذلك.


في عام 2022 تقدمت مايكروسوفت بعرض لشراء شركة اكتيفيشن Activision مقابل مبلغ خرافي لم يحدث في تاريخ لا الاستحواذ على شركات، ولا على أي صفقة تجارية فوق سطح الأرض، لماذا؟


التوسع في مجال الألعاب الإلكترونية يلاحظه القاصي والداني، وكيف أنها أصبحت الإدمان القانوني، وكلما حاولت بعض الحكومات سن قوانين تحد من هذا الأمر يتم إغلاق الأمر بطرق غامضة جدا، ولا أتكلم عن نظريات مؤامرة بل حقيقة فمع أن علم النفس اثبت علميا وبالأدلة القاطعة أن ألعاب الفيديو Video games تسبب الإدمان السلبي، وذلك بفضل أساليب التصميم لهذه اللعبات المبنية على أسس علم النفس الأسود من خلال كيفية جعل المستخدمين يدمنون استخدام هذه الألعاب على نحو مفرط دون شعورهم.


تمت صفقة شراء اكتيفيشن في النهاية رغم اعتراضات من جهات تنظيمية في الولايات المتحدة والصين وبريطانيا، وحتى من قبل شركة سوني Sony مالكة البلايستيشن Play Station التي بدأت عائداتها بالثبات بعد أن كانت تتسيد السوق تاركة التفوق لذراع مايكروسوفت للألعاب، وهي شركة اكس بوكس Xbox التي استحوذت على اكتيفيشن, الاعتراضات تمحورت حول شبهة احتكار Monopoly ضد مايكروسوفت فهي تملك أحد اكبر شركات إنتاج ألعاب الفيديو فأصبحت بعد الاستحواذ على اكتيفيشن Activision بالفعل اكبر شركة ألعاب فيديو في العالم دون منافس.


إدمان الألعاب أصبح ليس أمرا واقعا فحسب بل خرج الجيل الأول بالفعل، والأرقام تثبت ذلك وبمقارنة بسيطة سنرى أن فقط عائدات اكتيفيشن Activision لعام 2021 بلغت أكثر من 8 مليار دولار مع زيادات سنوية عالية في، حين أن عائدات الفيفا من كأس العالم 2018 بلغت فقط 5.2 مليار دولار، ونتكلم عن حدث يعود لثلاثينيات القرن الماضي، وينظم فقط كل 4 سنوات في دولة مختلفة في العالم، ويشارك فيه لاعبين محترفين وصلت أثمانهم لمستويات تاريخية لم يسبقها مثيل بالإضافة إلى أن عائدات الفيفا من جميع فعالياتها السنوية لا يأتيها بأكثر من 1.5 مليار دولار في السنة والأمر الأهم ... أن هذه العائدات في انخفاض مستمر.

العالم يتجه نحو ألعاب الفيديو Video Games، وليس نحو حضور ألعاب كرة أو ألعاب رياضية حية والمتابع للألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس يكون قد شاهد بأم عينيه كيف أن نسبة الإقبال كانت متدنية بل حتى متابعتها على شاشات التلفزيون كانت خجولة جدا قياس بالإقبال على الألعاب الفيديو أو قياسا بما كان عليه الأمر لهذه البطولات منذ بداية القرن الماضي، وحتى بداية الألفية حينما بدأت كفة الميزان تميل إلى صالح ألعاب الفيديو.

مايكروسوفت لم تستثمر أكثر من 70 مليار دولار في شركة لن تعود عليها ROI بهذا المبلغ خلال 5 سنوات (قيمة الصفقة عند التوقيع مع الرسوم وغيرها بلغت 72 مليار دولار) فبحساب بسيط سنرى بأن ما يجري فعليا فوق سطح الأرض أنه غالبية الشباب من فئات ما بين 13 سنة إلى 45 سنة مندمجون بألعاب الفيديو يوميا، وليس كل 4 سنوات أو كل سنة مرة وكلفة ممارسة مثل هذه الألعاب قياسا بألعاب رياضية يعد متدني جدا بل لا مقارنة حتى بدليل آخر هو هبوط مبيعات كبرى شركات إنتاج الملابس والمعدات الرياضية العتيدة على نحو ملحوظ لدرجة طرد قمم رئاسية لهذه الشركات في السنة الأخيرة.

ماكينة تطبع نقوداً، وليس دجاجة مسكينة تبيض ذهبا فحتى الدجاجة لن تحصد هذا الربح وان باضت ذهبا، هذا هو واقع سوق ألعاب الفيديو.

أقولها بحسرة, نعم لكن هذا هو الحال، جميع ألعاب الرياضة بكل فئاتها إلى انقراض فجيل اليوم وجيل الغد والأجيال القادمة سيكون بكل تأكيد هواها إلكتروني، وليس رياضي، وهذا الأمر تعيه جيدا الفيفا لكن ما عساها أن تفعل، فها هي تحاول البقاء على قيد الحياة في الدول التي تستطيع أن تدفع أكثر دون مقابل مثل العرض السعودي المضحك الذي فاز بتنظيم كاس العالم 2034 لأن الملف لم يتضمن أي منافس "أنت ناجح في صف تعداده أنت فقط"، ولا ننسى كاس العالم في قطر الذي تبين أن قطر حصلت عليه بعد دفع رشى بعشرات ملايين الدولارات مباشرة إلى رأس الفيفا مثل السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشيل البلاتيني وبالفعل أُثْبِتت التهم ضدهم (لم يتم اعتقالهم حيث إنَّ الفيفا منظمة ضبابية لها سطوة على القانون في أوروبا، ولها محكمة داخلية).

مرة أخرى تميل كفة الدقة وسبر غور المستقبل لمن له نظرة ثاقبة، وليس لمن له جيب مثقوب يظن أن الذين يضحكون منه إنهم يصفقون له والكارثة .... إنه فخور بذلك!


تحيتي

٥٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page