top of page
صورة الكاتبرياض بـدر

ما الذي جعل المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا مسألة وقت؟


إسرائيل وإيران

" أن طهران تبني مصانع للصواريخ الدقيقة في سوريا ولبنان وهذا ما لن تسمح به إسرائيل" هذا ما صرح به نتنياهو الذي التقى بوتين قبل فترة وركز على نفس الموضوع عندما التقاه على عجل في سوتشي بروسيا، وأعلن في نهاية اللقاء الذي استمر لمدة ثلاث ساعات أن إيران تسعى إلى لبننة سوريا.


المتابع للوضع في المنطقة وما آلت اليه التغييرات من رسائل واضحة عن إمكانية الحديث عن بقاء الأسد في مرحلة انتقالية من قبل كل دول التحالف سيعتقد في الوهلة الأولى انه انتصار للأسد. لكن السياسة هي فن الممكن، أي التفكير خارج الصندوق ايضا ويا كُثر صناديق عالمنا المُتنطعُ للجهلِ والطائفية في الشرق الأوسط بعد ان كان يصرخ "مُثقفيه" عطشاً للديمقراطية وعندما حانت الفرصة كانوا هم اول من حمل الخنجر لوأدها أسوة بقطيع الجهلة.


إيران تضغط ودفعت الغالي والنفيس كي تسيطر على سوريا بحجة الدفاع عن الأسد وهي مدعومة دوليا من قبل الروس الذين رفضوا اقتراحات ومطالبات إسرائيل بكبح جماحها حيث ان موضوع تقلص دور تنظيم داعش مقبول لدى الجميع لكن ليس استبدال داعش بماعش (المليشيات الإيرانية في العراق والشام) ففي العراق من له الكلمة الفصل على الأرض هي الميليشيات فقط حيث ما يسمى الجيش العراقي او الشرطة الاتحادية يجب ان لا ننسى انها مؤلفة أصلا من دمج الميليشيات وليست جيش عقائدي وطني او شرطة وطنية اطلاقاً وكلها متهمة بالجرم المشهود بجرائم عنصرية وطائفية ضد أهالي المناطق التي تم استعادة السيطرة عليها وغالبية هذه الميليشيات هي إيرانية التمويل والتبعية ومنفلته تماما بعيدا عن سيطرة الحكومة العراقية.


نقلت بعض وسائل الإعلام أن الإسرائيليين أبلغوا الروس خلال لقاء نتنياهو وبوتين أنهم سيقصفون قصور الرئيس السوري بشار الأسد إذا لم يلجم التوسع الايراني في سوريا. كما هددت إسرائيل بوقف العمل باتفاقية "منطقة وقف التصعيد" التي تم التوصل إليها مؤخرا في جنوب سوريا بين الولايات المتحدة والأردن وروسيا والتي تشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء إذا لم تتوقف طهران عن توسيع نفوذها في سوريا.


وأعلن ليبرمان أن إسرائيل لا تعترض على الهدن واتفاقيات وقف إطلاق النار التي يتم التوصل إليها في سوريا شريطة ألا تكون إيران أو حزب الله أطرافا فيها. لكن روسيا ليست بصدد تغيير نهجها في سوريا وستستمر في التعاون مع إيران في سوريا والسماح لها بتأسيس قواعد على بعد 20 كم فقط من حدود اسرائيل مع امكانية اقامة قاعدة جوية وميناء بحري بجوار إسرائيل وهذا ما لن تسمح به إسرائيل اطلاقا كما صرح به ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي.


المشكلة ليست في سوريا فقط على ما يبدو لإسرائيل انما في الـ 150 صاروخ إيراني الصنع التي لدى حزب الله في لبنان والتي بعضها دقيق جدا ويصل لأبعد نقطة في إسرائيل رغم ان حزب الله لم يطلق صاروخا واحدا منها ضد إسرائيل لكن الحوثيين وهي ميليشيا تابعة لإيران ايضا أطلقوا الصواريخ الإيرانية الصنع ضد السعودية لضرب اهداف مدنية ومنها مدينة مكة قبلة المليار ونصف المليار مسلم في العالم.


لو أخذنا جانب آخر وهو التغييرات التي تحدث متسارعة في العراق بضغط بل بأوامر مباشرة من الإدارة الأمريكية، فالبساط بدأ يُسحب من تحت القدم الإيرانية فالخليج بقيادة السعودية بدأت تستقطب من يتحكم في الشارع العراقي مثل زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر الذي بلا منازع هو من يتحكم بالشارع بل استقطب حتى التيار المدني وهذا الأخير بدوره لم يجد من يحتضنه سوى التيار الصدري فانضوى تحت قيادته. وفي نفس الوقت تسارعت خطى الامريكان بإرسال قواتها وإرساء قواعد جديدة في العراق لا سيما في المناطق السنية مثل شمال الموصل والانبار في منحنى واضح لعودة القوات الأمريكية للعراق خصوصا بعد تسنم دونالد ترمب دفة الحكم في البيت الأبيض والذي لا يكن الود لإيران اطلاقا بل وعقد الاتفاقات الضخمة والتصريحات المشفوعة بخطوات فعلية لتحجيم بل لتفتيت إيران على المدى الطويل غير متناسين التقارب بين السعودية وإسرائيل التي كللها ترمب بزيارته لإسرائيل قادما من الرياض قائلا للرئيس الإسرائيلي " أن هناك أناس كانوا بالأمس أعداءً قد تبدلت رؤيتهم نحوكم بشكل كبير".


فهل دخلت إيران المستنقع السوري وسط أكبر فخ تاريخي نُصبَ لها في سوريا والذي كان العراق هو بدايته! فالمليشيات التابعة لإيران خسرت الكثير خصوصا خيرة مقاتليها في العراق وسوريا وهذا له تأثير بدى واضحا على سير المعارك التي لو لا التدخل الروسي فيها لكان الحديث الان يكون حول سوريا بلا اسد رغم ان سوريا ليست سائرة إلى تقسيم بل تم تقسيمها بالفعل فالرحم الذي وأد الوطنية أصابه عقم التاريخ.


كما اسلفت ان واقع الأمور في العراق وعلى ارض الواقع ان النفوذ الإيراني الى زوال. فإذا ما آلت الأوضاع داخل العراق الى حكومة لا تكن الود لإيران لدرجة القطيعة فان إيران ستجد نفسها محاصرة في سوريا فهي لا تستطيع ان تتخلى عنها ولا روسيا تستطيع الانسحاب أيضا ففي كلا الحالتين سيكون الوضع كارثيا على الوضع الداخلي في هذين البلدين والخارجي على حد سواء. فحُلم روسيا هو ان يكون لها ذئب قريبٌ من الحليف الأمريكي الرئيسي وهي إسرائيل وهذا ما لن تسمح به لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ابدا وهذا ما يفسر التقارب التركي الإيراني الذي بات واضحا انه بدفع ودعم من المطرقة الروسية التي أصبحت على وفاق مع الاتراك واسعافا لإيران من المستنقع الذي قد يسع الاثنين معا أي إيران وروسيا ولا مخلص لهما إلا الاتراك الذين قد يكونوا اول من تنبه لهذا المستنقع وبدأوا بالابتعاد عن المستنقع السوري.


قبل أيام انتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بعثة اليونيفيل بشدة بانها لا تعمل على منع تسلح حزب الله وتخزينه الضخم للأسلحة بالشكل المطلوب وان هناك قصور في هذا المجال وهذا التصريح والاتهام لا يمكن المرور عليه مرور الكرام فهو يحمل مدلولات خطيرة جدا وقد تكون رسالة واضحة بان قد يكون هناك تدخل او حتى ضربات جوية ضد عمليات تهريب الأسلحة لحزب الله حيث سبق لإسرائيل ان اعترفت بانها قامت بشن اكثر من مائة غارة ضد حزب الله خلال سنة واحدة فقط أي غارتين في الأسبوع تقريبا وهذا أيضا ليس بالأمر العادي بل لم يرد عليه حزب الله إلا بهتافات كعادته.


تاريخيا عودتنا الولايات المتحدة وإسرائيل بالتصرف فرديا أن لم يقم مجلس الامن او الأمم المتحدة بواجباتهما على أكمل وجه وهذا ما يفسر مهاجمة نيكي هيلي لبعثة الأمم المتحدة اليونيفيل التي مهمتها الفصل بين حزب الله وإسرائيل ومنع حزب الله من التسلح لكن يبدو ان الأمور تسير باتجاه المواجهة الحتمية فعلا، الم تقصف إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 فقط لأنها شعرت ان يشكل خطر على توازن القوى في المنطقة وان الكفة قد تصير إلى صالح العراق رغم ان المفاعل كان مدعوما بشدة من قبل فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن!

تحيتي



*المقالة مبنية على مصادر صحفية عدة وعنوان المقالة مقتبس من مقالة على موقع بي بي سي عربي مع تصرف


٨ مشاهدات٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page