أجرت الصين وروسيا والحرس الثوري الإيراني مناورات عسكرية مشتركة هي الثالثة من نوعها خلال سنة تقريبا تهدف إلى تعزيز التفاهم بين جيوش الدول الثلاثة (اثنان منهم عظمى) في حالة اندلاع عمل عسكري يتطلب اشتراك الدول التي تقع على نفس الجبهة.
مبادرة الصين التاريخية " مبادرة الطريق والحزام" التي هي اكبر مشروع في التاريخ وصلت لمرحلة من النجاح أنها باتت تتعرض لخطر كبير داهم, حيث بات جليا لحلف الناتو ان كل المحاولات لإفشال وعرقلة هذا المشروع قد بائت بالفشل فلم يتبقى سوى ان يتم قرصنة الطريق (خلق قراصنة على غرار المليشيات التي يخلقها الناتو في الدول التي يسعى لتدميرها) لا سيما الطريق البحري (مبادرة الحزام والطريق ذات خطين بري وبحري) والذي تعتمد عليه الصين وروسيا بشكل كبير فجل صادراتهم تتم عن طريق الشحن البحري وبالأخص الصين التي يشكل النقل البحري شريان الطاقة الذي تحتاجه لاستمرار هيمنتها الاقتصادية على العالم.
تواردت معلومات لدى الروس (اكبر دولة استخباراتية في العالم) بان حلف الناتو قد وضع خطة اعتراضية وقد تمثل أخر ما يملكه الحلف من خيارات لضرب هذا المشروع العملاق, وهذه الخطة قد تنفذ عن طريق البحر, لذا نرى تركيز المناورات المشتركة المتكررة بين هذه الدول لتامين الطريق البحري لهذا المشروع العملاق من قبل قوات الدول الثلاثة المعنية وهي روسيا والصين وإيران كأكبر دولة مستفيدة من مبادرة الحزام والطريق والدولة القوية الوحيدة التي لديها ما يعرقل مساعي حلف الناتو في السيطرة التامة على المنطقة دون الركوع لحلف الناتو مثل الباقين على طول الخط الذي يمر في مياه الخليج.
لا يجب أن ننسى إطلاقاً حلم روسيا القديم وهو الوصول إلى المياه الدافئة في الخليج وقد بات هذا الحلم أخيرا قيد التحقيق بل اعتبره تحقق فالولايات المتخبطة الأمريكية انتهى دورها في المنطقة وباقي دول حلف الناتو يصارعون من اجل البقاء على قيد الحياة فقد شلهم وباء كورونا شللاً تاماً ولمدة لن تكون بالقصيرة جراء هذا التخبط في القرارات الداخلية لمعالجة الوباء في حين ان علاج ومحاصرة انتشار الوباء أمسى أسهل من حادث سيارة في الصين وروسيا.
استدعاء بوتين للملا إبراهيم رئيسي الذي وصل إلى السلطة في إيران مؤخرا يبين ان هناك مرحلة جديدة قد بدأت فعلا فقد كانت زيارته في نفس الوقت الذي بدأت اذرع إيران بضرب عمق قبائل غرب الخليج وهذه المرة قبيلة أبو ظبي حيث تم مهاجمة مطار أبو ظبي بهجوم نوعي اشتركت فيه صواريخ بالستية وطائرات مسيرة بعيدة المدى وكلها تكنولوجيات روسية لم تستطع التكنولوجيا الأمريكية من صدها ( يبقى السؤال أين استطلاع الأقمار الصناعية الأمريكية) فقد سحبتها أمريكا من المنطقة تاركة تلك القبائل تواجه مصيرها المحتوم الذي بدأوا يدركون انه آتٍ لا ريب فيه.
المناورات هذه ماهي إلا إشارة أخرى ومتكررة بل علامة مؤكدة على تكّون حلف مناوئ لإسطبلات قصر بكنغهام المتعفنة في غرب الخليج معلنة بزوغ عهد جديد لن يكون فيه لذلك الإسطبل أي سطوة لا في المنطقة ولا في أي مكان في العالم رغم انه هو من أوجدها فقصر باكنغهام يصارع التفكك هو الأخر مابين فضائح العائلة المالكة المستمرة بلا هوادة وبين فضائح الحكومة المشغولة بإقامة حفلات سهر صاخبة والشعب محجور في البيوت جراء وباء كورونا.
بنظرة شاملة وسريعة لحال حلف الناتو سنرى انه يشبه حال الدولة العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر فسُمي الرجل المريض.
فالفساد قد نخر حلف الناتو والاتحاد الأوروبي (تقرير الشفافية في الاتحاد الأوروبي قدر الفساد في الاتحاد بأكثر من 600 مليار يورو سنويا وهي كلفة تكفي للقضاء على الفقر فوق سطح كوكب الأرض للعلم) وحكومات الاتحاد هذا منشغلة بمطاردة شعوبها على ارتداء الكمامات وإجبارهم على أخذ لقاحات فاسدة تنتجها شركات أدوية مولت الحملات الانتخابية للسياسين هؤلاء الذين وصلوا للسلطة بطرق ملتوية ويا ويل من لا ينفذ شروط هذه الشركات بعد ان يجلس على الكرسي.
سيكتُب التاريخ, ان بعد طول فترة نقاهة أوروبية - أمريكية belle époque بل اسميها فترة إفساد امتدت من بعد الحرب العالمية الثانية إلى بداية اندلاع حرب كورونا (1945 – 2020 ) أصبحت هذه الدول مترهلة عاطفيا وفكريا واجتماعيا ظنا منها ان الرفاهية الاجتماعية لوحدها أساس في بناء مجتمعات قوية تستطيع فيه السيطرة على العالم للابد والدفاع عن مكتسباتها الأمر الذي اثبت فشله بكل تأكيد فباتت لاتقوى على رفع يدها إلا لاستعمال الهاتف النقال او لشرب نخب الهزيمة.
تحيتي
コメント