حكام السودان الجدد والمؤقتين يؤكدون ويعلنون منذ اليوم الاول لاستيلائهم على السلطة (انا لست ضد الثورة الحقيقة لكن الحُكام الجدد لم ياتوا بطرق انتخابية ويخططون للاستيلاء على السلطة لفترة طويلة وليس لديهم خبرات والتخبط والتبعية للخارج هو سمة قراراتهم وسياساتهم) يعلنون ويصرحون ويركزون على موضوع رفع السودان من قائمة الارهاب الامريكية, هل هذا مايريده فعلا الشعب السوداني!
هل قامت الثورة لرفع السودان من قائمة الارهاب الامريكية؟
هل كان موضوع وجود السودان في قائمة الارهاب الامريكية هو شغل السوداني الشاغل؟
بالتاكيد لا, فالسوداني يريد لقمة عيش كريمة من خلال انعاش الاقتصاد اولا واخيرا كي يلبي ولو الحد الادنى من الطموحات لكن رفع السودان من قائمة الارهاب سيلبي طموحات دول خارج السودان.
المجلس العسكري شغله الشاغل محاكمة ميت وكأن كل مشاكل السودان ستُحل بعد اصدار قرار المحكمة ضد عمر البشير ولم يتعظوا من مسرحيات محاكمة صدام حسين وحسني مبارك ومرسي السخيفة التي افضت الى اهداف ليس لها علاقة ببناء الوطن بعدهم !
حُكام السودان الجدد الذين جاؤوا من وراء الشعب مرتدين لباس الثورة يطبلون على دف ان رفع السودان من هذه القائمة سيفتح عليهم ابواب الحظ ويفتح لهم كنوز مغارة علي بابا ولا ادري اي كنوز هذه من عالم يمر في ازمة اقتصادية ستطيح به عاجلا ام آجلا, الم يقرأوا او يطلعوا على التقارير الاقتصادية الدولية ام ان صندوق النقد الدولي لن يسمح لهم بقراءة مابين السطور والتوقيع فقط على الشروط؟
هل الولايات المتحدة في وضع اقتصادي جيد! هل نعلم ان امريكا على سبيل المثال وعدت وبتصريح رسمي مساعدة العراق على مكافحة وباء كورونا ثم تنصلت كالعادة بالرغم من انها كانت وعود لمساعدات خجولة تقدر بعدة الآف من الدولارات فقط والعراق ثاني اكبر احتياطي معلن من النفط ومن الدول الخمسة الكبرى المصدرة للنفط, فكيف تساعد امريكا دول وهي نفسها تصارع من اجل البقاء تحت وقع وباء اشد عليها من حرب عالمية ياكل باقتصادها سريعا بل صارت تطبع النقود كي تستمر؟
هل الاتحاد الأوروبي في حالة اقتصادية جيدة تجعله يضخ المليارات والتقنيات لبناء سودان على مقاس أحلام حُكامه الجدد او على مقاس احلام الشعب السوداني؟
مؤتمر البائسين كما احب ان اسميه ويسمونه المانحين في برلين ماهو إلا لعبة قذرة لتحويل السودان من قائمة ألإرهاب الى قائمة العبودية فهذه (المُنح) رغم فشل المؤتمر في حصدها وخرج المؤتمر بوعود بلا ضمانات ليست دون مقابل فأوروبا والدول الصناعية ليست جمعيات خيرية ولا صندوق النقد الدولي منظمة إنسانية عفيفة ولن ترفع الولايات المتحدة السودان من قائمة الارهاب لأجل عيون الحكومة الجديدة ولا لأجل عيون وطموحات الشعب السوداني فمنذ متى كانت الولايات المتحدة نادل طيب لتلبية تطلعات الشعوب التي تدمرها؟
لن ترفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمتها الإرهابية القذرة دون مقابل ما لم يكن لأمريكا نصيب في السودان بل ونصيب الأسد من الفريسة
هل السودان دولة فقيرة كي يستجدي المعونات والمساعدات من دول هي اقل منه ثراء؟
هل السودان لا يملك ثروات طبيعية سواء معدنية او زراعية او حيوانية او مائية والاهم من هذا كله الثروة البشرية ؟
نلاحظ تنوع وتعدد الثروات يعطينا صورة واضحة عن الحكومة الحالية والى اين ستأخذ السودان في القريب العاجل كما حدث في العراق فالعصابة هي نفسها (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي الذي تتزعمه اكبر دول حلف الناتو حصرا)
السودان من الدول التي تعتبر تربتها ما زالت بكراً ومن له اطلاع دقيق او اختصاص بما تعني ارض بكر سيعلم ان الأرض البكر حاليا وفي المستقبل ايضا هي اغلى من النفط بل اغلى ثروة ممكنة على وجه الأرض, فهل يحتاج السودان قروضاً ومنحاً ؟
هل نعلم ان السودان أُدرجَ على قائمة الإرهاب لان أسامة بن لادن اضطلع وخطط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا في تسعينيات القرن الماضي في حين ان بن لادن ليس سودانيا وكان وجوده في السودان بعلم امريكا بل وموافقتها.
بن لادن كان يتلقى العلاج في مستشفى في دبي وهو على لائحة الإرهابيين المطلوبين عام 1998.
وبن لادن خرج منذ عقدين من السودان وتم قتله فلما بقي السودان على قائمة الإرهاب ولم يثبت أبدا ولا بأي دليل مهما كان صغيرا ان السودان ضلع بتمويل او تنفيذ اعمال إرهابية دولية!
هل سمعنا ان هناك إرهابيين سودانيين نفذوا أعمال إرهابية وما زالوا يعيشون داخل السودان يأويهم نظام عمر البشير؟
هل التهم الموجه للسودان (وهنا يجب التفريق بين نظام وبين شعب) فيما يخص جنوب السودان أثبتت صحتها !
الم يتم الضغط دوليا على السودان لإجراء انتخابات انفصالية ووافق السودان عليها بل دعمها مُرغما وتم الانفصال فعلا!
ثم ماذا, هل وقف العالم مع ما يسمى دولة جنوب السودان ؟
لم يقف معها بل نبذها لأنها كانت أصلا خطة فاشلة حيث التوقعات كانت ان الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير سيرفض هذا الضغط ولن يعطي جنوب السودان اي استقلال.
اللاجئين من جنوب السودان لأوروبا والدول المجاورة لها ما زالوا يتوافدون بضخامة والمجاعة ما زالت تضربهم والاضطرابات على اشدها فما الذي تغير؟
هل إدراج السودان على قائمة الإرهاب كان بسبب الشعب السوداني ام بسبب نظام عمر البشير؟
فإذا كان بسبب نظام عمر البشير فها هو قد سقط وانتهى الأمر فلما إبقاء السودان ضمن القائمة إن لم يكن لامر هام مغرض غير مُعلن يتضمن مصالح امريكية واوروبية غير شريفة ليس من بينها مصلحة الشعب السوداني إطلاقا فهي ليست قائمة معونات أنما قائمة عقوبات!
هل بدأت ثورة تصحيح!
تظاهرات التصحيح التي ستخرج يوم 30 من حزيران / يونيو هي خير دليل بل دليل ناصع البياض ان الشعب لم يعجبه سير العملية السياسية التي انفرد بها مجلس عسكري اقل ما قيل فيه انه امتداد لنظام البشير.
دليل على ان الشعب بدأ يرفض هذه الزمرة التي جيء بها في جنح الظلام لتنفيذ أوامر صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وليس بين أهدافه تحقيق اي شيء للشعب ولو كسرة حُلُم كريم ينام عليه السوداني.
عندما نتابع التحرك الإسرائيلي في أفريقيا في السنوات الثلاثة الأخيرة سنعي الكثير.
عندما نتابع ونبحث عن أرقام الاستثمار الصيني في أفريقيا لا سيما القرن الأفريقي عندها سنعلم الكثير.
عندما نشاهد كيف ان دولة بالكاد موجودة على الخريطة كانت اكبر ثروة تصدرها هي خادمات لدول الخليج اسمها أثيوبيا تتمتع بدعم إسرائيلي وأوروبي وأمريكي في مهزلة ملء سد النهضة المشؤوم ضاربة كل المواثيق الدولية حول حقوق المياه المشتركة للإضرار بحقوق مصر والسودان المائية وبتعمد وتجاسر واضح, سنعلم عندها الكثير ومَن يقف خلف هذه الدولة المريبة التي لم تكن الاحترام يوما للعرب !
عندما نعلم ان أثيوبيا كانت اكبر مصدر لليهود الفلاشا لقلب التوازن الديموغرافي في إسرائيل سنعلم من يقف وراءها ضد السودان ومصر!
أتمنى الخير للشعب السوداني فهو من الشعوب الودودة حقا ولم يذكر التاريخ لا البعيد ولا القريب بان السودان اضر يوماً ولو بقليل بمصالح دولة جارة او بمصالح العرب وهذا هو الأهم بل لا ننسى مؤتمر اللاءات الثلاثة الشهير في الخرطوم والذي حدد مسار السياسة العربية تجاه الحركة الصهيونية ودولتها في إسرائيل وجعلتهم فعلا يعيشون في رعب لنصف قرن او اكثر, لكن ليس كل ما يتمناه المرأ يُدركه ولا الإنجازات تكون بالأماني واختم بقول احمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا
تحيتي
コメント