top of page

هذا ما يريده إردوغان من سوريا !

صورة الكاتب: رياض بـدررياض بـدر


بدأت المعارك بين الفصائل بعد ساعات فقط من سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد رغم محاولة الإعلام عدم توضيح هذه المعارك او الدخول في تفاصيلها التي باتت واضحة ناهيك عن التعتيم كل حسب توجهاتهم، أي قناة الجزيرة تعتم على أفعال المليشيات التي تمولها قبيلة قطر وقناة العربية تعتم على أفعال المليشيات التي تؤيدها وتمولها وهكذا دواليك بالنسبة للإعلام الغربي لاسيما الأمريكي.


الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدأ هجومه على القوات الكردية واصفا أيها بالإرهاب ليبرر دعمه للجماعات الإسلامية السنية المتشددة كي تقتص منهم وعلى سبيل المثال لا الحصر رأينا اليوم كيف تم الهجوم على مناطق كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (لا أدري ما الديمقراطية هنا) والمعروفة باسم قسد لا سيما في سد تشرين وطردها منها بسهولة تثير تساؤلات عن كيف ان هذه القوات كانت بالفعل تخوض معارك عنيفة ضد الجيش السوري سابقا!

 

لماذا سد تشرين!

 

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم ولا يخفي اطماعه تجاه الأراضي العربية ابدا فهو يعتبر كل الدول العربية هي عثمانية المرجع حسب اهوائه العنصرية التي لم تعد دفينة، فيحاول إرجاع عقارب الساعة باي طريقة متجاهلا ان اجداده العثمانيين هم اول من قسموا فلسطين لطوائف وسهلوا لليهود الكثير مما لم يحلموا به آنذاك.


موّلت تركيا غالبية الجماعات الإرهابية الإسلامية سواء القاعدة او داعش وسهلت عمليات التجنيد فيها ودخولها بسلاسة الى العراق وسوريا ولبنان بل حتى الأردن وهو مازال يحاول تلويث مناطق دول المغرب العربي لكن يبدو انه فشل فشلا ذريعا فتلك مستعمرات فرنسية لا يمكن المساس بها كذلك ليس للإسلام المتطرف قاعدة قوية فيها رغم تواجد تيارات التطرف هناك لكنها ضعيف جدا ومرفوضة وقد تختفي مستقبلا.


السيطرة على مناطق تشكل عصب حياة لسوريا كذلك للعراق والأردن هو هدف اردوغان الأهم منذ تدخله في سوريا ولغاية اليوم ولن يهدأ له بال حتى يحقق هذا، فالسيطرة مثلا على سد تشرين أي انه السيطرة على نهر الفرات ومصبه الذي يتواجد في العراق بل يعتاش عليه أكثر من 15 مليون عراقي من لحظة دخوله الأراضي العراقية في محافظة الانبار مرورا بمناطق الفرات الأوسط وصولا الى شمال البصرة في منطقة القرنة حيث يلتقي بنهر دجلة ليشكلان شط العرب.


مَن يتحكم بالماء سيتحكم بكل شيء، فالإنسان لا يستطيع البقاء على قيد الحياة بلا ماء ولا يستطيع الزراعة بلا ماء بالإضافة الى الصناعة والنقل وحتى البيئة، إذن الفرات شريان حيوي بل إستراتيجي اخر بعد ان سيطر اردوغان على نهر دجلة الذي لم تستطع تركيا انشاء سد أسو عليه في زمن النظام العراقي الأسبق بل هدد صدام حسين تركيا آنذاك بقصف السد ان هم انشأوه وبالفعل بقي المشروع حلما حتى جاء سقوط نظام صدام حسين ليخرج اردوغان أحلامه التوسعية.


هكذا يفكر اردوغان وهذا ما يضمره للمنطقة، يريد السيطرة على الماء وطبعا هذه سيطرة منقوصة وقد لا تتم ابدا فالأمر يمس إسرائيل أيضا فإسرائيل لا تريد قلاقل في دول من حولها مستقبلا رغم ان تركيا من أكبر حلفاء إسرائيل في المنطقة بعد إن لم تكن هي الحليف الوحيد في الشرق الاوسط.


لم يكن اتهام المرشد الإيراني الأعلى خامنئي لتركيا صراحة بإسقاط الأسد من فراغ, فالصراع على المنطقة كان الطرفين يراهنون عليه ويدعموه بكل ما استطاعوا لتحقيق نفوذ تاريخي للاثنين لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الأولى وتقسيم المنطقة حسب اتفاقية سايكس – بيكو.


كان مناحيم بيغن في ذلك الزمن يكرر، ان حرب المستقبل ستكون على ... ويشير على حلقومه بأصبعه كناية على الماء ثم يقول انها حرب المياه.

 

تحيتي


 

٩٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page