top of page
صورة الكاتبرياض بدر

هل بدأت فرنسا بضرب مصالح قصر باكنغهام على الفور !


وإيهامهم


اتصل وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بنظيره الهندي سوبرا مانيام قالت وزارة الخارجية الفرنسية انه للعمل على برنامج لترسيخ " نظام دولي تعددي جدي" على حد وصف الخارجية الفرنسية.


بريطانيا تعتبر الهند مستعمرة قديمة مهمة جدا بل تعتبرها مازالت مستعمرة لها في اسيا فهي اقرب حليف يسير الى حد الان تحت عباءة قصر باكنغهام ومناوئ للصين بل ان العلاقات بينهما شهدت صدامات عسكرية حدودية وتلاسن سياسي منذ عقود, اي بمعنى اخر, ان الهند هي عمق استراتيجي لبريطانيا في اسيا والمحيط الهندي واكبر ثقلا من جزيرة استراليا النائية.


الصين في اخر صِدام حصل مع الهند احتوت الحدث بحنكة ولم تدعه يخرج عن حجمه بل تم تحجيمه فالصين تعلم ان وراء التصعيد هي بريطانيا وليس الهند جوهريا وهي تهدف لكسب الهند باي ثمن وهذا هو اكبر مخاوف قصر باكنغهام قد يكون السبب في الهرولة تجاه خلق حلف امني مع استراليا بعد شعورها ان الهند ستبحر بعيدا عنها.


الهند عبرت بشدة عن استيائها من تهميشها في الحلف الامني الجديد بل قد تكون تعتبره استهزاءا بها الامر الذي جعل فرنسا تقفز فورا بل خلال اقل من 48 ساعة لاحتظان الهند واضعين نصب اعيننا بان هناك اتفاق بين الهند والاتحاد الاوروبي كان معلقا لاكثر من 5 سنوات بسبب رفض الهند التوقيع عليه طالبة تعديلات كثير من بنوده بضغط بريطاني, قد قامت الهند بالموفقة عليه فعلا قبل اشهر وهذا قد يضيف تعزيزا لتفسير ان بريطانيا فعلا تاكدت بان الهند قد خرجت عن سيطرتها, حدث هذا بعد ان ضربت الهند موجة ما يسمى المتحور دلتا من فايروس كورونا فجأة ثم اختفت الموجة دون سبب واضح.


الامور بين فرنسا وبريطانيا وصلت لتوتر غير مسبوق في علاقتهم منذ عهد نابوليون بونابرت رغم ان باريس لم تستدعي سفيرها في لندن وقللت من اهمية هذا على عكس ما فعلته مع واشنطن وجزيرة استراليا لدرجة ان جان ايف لودريان وصف الانگليز في مقابلة تلفزيونية امس على قناة فرانس 2 بأسوأ وصف ممكن حيث قال " نعلم انتهازيتهم الدائمة" فهو يستذكر ماضٍ وتاريخ طويل عفن, وهذا معروف عن قصر باكنغهام الذي يصارع الفضائح والانتكاسات داخليا وخارجيا ولم يعد لديه اي سلاح غير توظيف مهاجرين من أصول هندية وباكستانية في مناصب مهمة في خطوة غير مسبوقة تاريخياً في عنصرية قصر باكغنهام المعروفة في محاولة لإسكات الشارع الملتهب ضد قصر الفضائح وإيهامهم بالشراكة على أساس المواطنة لكن الخيبة هي الحصيلة, فلم تجدي هذه المسرحية الفاشلة نفعاً بكل تأكيد.


التحركات الفرنسية الأخيرة مع الهند بدأت تزعج قصر باكنغهام بالفعل فهي اخر معقل لهم خارج أراضيهم واضعين بعين الاعتبار ان الهند التي تستقوي وتستلهم الدعم من التاج البريطاني على مدى عقود طويلة قد تكون بدأت ترى او على اقل تقدير تفكر بان هذا التاج قد انتهت صلاحيته وآن النظر لمصالحها المستقبلية مع الدولة او الدول لتي ستقود العالم او بالفعل بدأت تقود العالم.


فالاقتصاد الهندي يشجعها على عقد شراكات وأسواق كبيرة واعدة وضمان رحمة المنافسة الخارجية مثل سوق الاتحاد الأوروبي والسوق الصيني والروسي بالإضافة إلى أسواق أفزيفيا, فسوق بريطانيا يلفظ أنفاسه الأخيرة وسوق الولايات المتحدة اصبح مثقل بالديون والتضخم يضرب أطنابه فيه ومستقبل الدولار في مهب الريح ولا يرجى منه اي رجاء فالهند الان هي احد الاقتصادات الخمسة الأقوى فعليا في العالم وليس حسب تصنيفات القرن الماضي (الاقتصاد الأمريكي هو اكبر اقتصاد مديون ويعاني من تضخم بين اقتصاد الدول المتقدمة بل التضخم فيه سيصل حتما إلى مستويات دول العالم الفقيرة خلال اقل من 3 سنوات بأقصى حد)


الطعنة في الظهر حسب ما تصفها فرنسا من قبل بريطانيا والولايات المتحدة لن تكون زوبعة في فنجان فنحن نتكلم عن سياسات دول (عظمى) ولم يفعل حتى ترمب مثل هذه الخطوة رغم المعروف عن تصرفاته الهوجاء كالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ (ولم يرتمي باحظان اتفاقية مناوئة او معادية ) وهذا ما ألمحت إليه فرنسا بانه يبدو ان فترة ترمب كانت اكثر عقلانية مما عليه الولايات المتخبطة الأمريكية الان, الإشارة التي صدمت البيت الأبيض لدرجة لجم شفاه الإدارة الأمريكية ولم ترد.


الخيوط الاقتصادية ما زالت بيد أطراف او دول ليس من بينهم لا بريطانيا ولا الولايات المتحدة فالاثنين يخوضان في مستنقع الخروج منه أشبه بالاستيقاظ من حلم وردي ومشاهدة تكملته على تطبيق تيك توك.



تحيتي

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page