مصادر إعلامية دولية منها موقع قناة الحرة الأمريكي ووكالة الاسوشيتد برس تتكلم عن سيناريوهات ما بعد إعلان موت السستاني المرجع الشيعي لغالبية الشيعة في العالم والذي يسكن مدينة النجف.
بلا شك ان إعلان وفاة السستاني الذي لا يظهر ابدا في الإعلام الا في بعض المرات النادرة وبواسطة صور تشابهت لمدة تزيد على 10 سنوات وكانه لا يكبر ابدا ولا حتى يغير أي شيء من ملبسه او وضعية جلوسه بلا شك انها سوف تخلق وضعا غير مسبوق في العراق، فالأحزاب والمليشيات والطائفة الشيعية في العراق تستمد قوتها المعنوية والوجودية من وجوده رغم ان موته سيتم مع إعلان خليفته لكن لا احد يعلم من هو المرشح لخلافته أي ان خليفته ليس له شعبية او مقلدين بعد.
من ناحية أخرى فان موته قد يسهل لإيران فرصة السيطرة على المشهد الديني والحوزة بطريقة أوسع فالخليفة غير معروف أي انه قد يكون بلا شعبية وسيكون ضعيفا بما فيه الكفاية للسيطرة عليه رغم انها متغلغلة في الحوزة ومصدر القرار الشيعي لدرجة غير مسبوقة تاريخيا فمنذ احتلال العراق عام 2003 وتأييد المرجعية في الحوزة للاحتلال على خلاف موقف إيران حينها الرافض للاحتلال وعدم تأييدها له إطلاقا بدأت إيران بالتغلغل وفرض نفوذها على المشهد في الحوزة.
الشارع العراقي جله يعتقد ان السستاني ميت منذ سنين لكن لم يتم إعلان عن هذا خشية انفراط العقد الشيعي وانهياره بطريقة غير مسبوقة وكأن السستاني هو رئيس الدولة والحاكم الأوحد! لكن التأكيدات الرسمية واقصد التصرفات الصادرة عن الحوزة ومكتب السستاني تنفي هذا ولو بصورة غير مباشرة فهي ترفض التعليق على هكذا تكهنات.
مراجع دينية في الحوزة رفضت الكشف عن اسمها قالت في تصريح لأسوشيتد برس أن السيستاني "عندما يموت، قد تستخدم إيران شعاراتها الثورية سعيا لجذب أتباع لمرشدها الأعلى علي خامنئي".
فالشارع العراقي والحوزة في النجف تبتعد كثيرا عن التشيع الإيراني فهي لا تؤمن بموضوع ولاية الفقيه التي تجيز للمرجع المشاركة في الحكم كما في إيران فخامنئي هو المرشد الأعلى للثورة وقرارات الحكم تعود اليه وبموافقته حصرا ونلاحظ ان ايران تسمي المرجع الأعلى بالمرشد الأعلى للثورة وليس للدين او الحوزة او أي منصب روحي أي انه منصب سياسي لا اكثر.
ذكر موقع الحرة بان "الصد الإيراني يشكل قلقا للكثيرين في حوزة النجف، وهي مؤسسة تعليمية شيعية تحظى بالاحترام، ومنها سيخرج خلف السستاني". ونلاحظ هنا حسب تعبير القناة حتمية خروج خليفة للسستاني من الحوزة في النجف وكأنه امر قريب قد يحدث في أي لحظة او انه فعلا قد حدث وتجري الترتيبات للإعلان عنه.
الشيوخ الذين تحدثوا الى الاسوشيتد برس طلبوا عدم ذكر أسمائهم فهم نادروا الظهور والتصريح في الإعلام لا سيما فيما يخص موضوع صحة وخلافة السستاني لكن السؤال يطرح نفسه وهو" لماذا تحدثوا الأن وبهذه الطريقة خلاف ما كان يحدث قبل موضوع العملية الجراحية التي خضع لها المرجع الأعلى والتي قيل انها ناتجة عن كسر جاء نتيجة سقوطه في الحمام"؟
فهل هذا تمهيد لإعلان الوفاة ثم الخلافة الجديدة ام انها مجرد تحليلات تسبق خلافة السستاني الذي يكمل عامه الـ 90 هذه السنة في بلد ممزق ومتهاوي لدرجة غير مسبوقة في تاريخه جراء تحكم المرجعية في السياسة وطرق الحكم فيه.
Opmerkingen