تمر اليوم الذكرى الحادية والثلاثون ليوم النصر العظيم في الحرب العراقية - الايرانية الذي أصدر فيه العراق بيان كل البيانات معلنا نهاية أطول حرب شهدها
القرن العشرين إذا استمرت لثمان سنين طويلة كتب فيها العراقيين الغيارى اسطورة من دم ولحم ظلت ماثلة للتاريخ في الدفاع عن تربة بلد أصغر مساحة من إيران بأربع مرات ونفوسا اقل بأكثر من خمس مرات.
كانت إيران تملك سادس اقوى جيش في العالم آنذاك حيث انه مسلح بأسلحة أمريكية متطورة جدا وطائرات حديثة وجبهته أعمق واطول من الجبهة العراقية فكانت كل الدراسات والإحصاءات والتوقعات ترجح كفة الجيش الإيراني بلا أدنى شك ضد بلد لم يكن معروف دوليا حتى.
بعد استيلاء الخميني الدجال على السلطة وبدأ تحرشاته ضد العراق عام 1979 أعطيت الأوامر الخمينية لقائد الجيش الإيراني يوم 4 أيلول 1980 بشن تعرض واسع على الجبهة العراقية وبدء الحرب امسك قائد الجيش الإيراني قلمه وأشار الى بغداد على خريطة تحت يده ثم اسكب الحبر عليها من قلمه فغطى الحبر موقع بغداد فقال بالحرف الواحد "هذه بغداد" اي بهذه السهولة سأسقط بغداد، فرد العراقيون يديه الى نحره خاسئا والى الابد خلال أيام معدودة فقط.
اجتاح الجيش العراقي الصغير وبأربع فيالق فقط الحدود الإيرانية وأردوا جحافلهم وفرقهم وفرق الحرس الثوري ما بين قتيل وجريح واسير ومزقوهم شر ممزق في أروع ملاحم البطولة التي ما زالت تذكر وتقرأ في كل المناسبات والمجالس ويتغنى بها الاصلاء من العراقيين فقط وستظل خالدة بأبطالها من قادة وجنود بواسل.
في اقل من 6 أشهر احتل الجيش العراقي مساحة داخل الحدود الإيرانية تقدر بمساحة بلد كلبنان وسيطر عليها سيطرة تامة برغم فارق العدة والعتاد عن الجيش الإيراني فكانت المغانم كبيرة وثمينة وفضيحة ما بعدها فضيحة لسادس اقوى جيوش العالم وبالفعل تم إخراجه من المعادلة بل تم إخراجه من التفوق في الحرب الى نهايتها في مثل هذا اليوم.
كانت طائرات القوة الجوية الإيرانية تسقط بالعشرات يوميا من سماء بغداد وبسهولة متناهية بل كنا صغارا ونحن نستمتع بمشهد قدوم طائرة إيرانية وخلال ثواني يتم إطلاق صواريخ سام ضدها فتتناثر في السماء مع من فيها ومن يحالفه الحظ يسقط اسيرا.
لقد روى أحد الطيارين الاسرى القصة الحقيقية التالية:
كان الجيش الإيراني يعاني من نقص شديد في الطيارين لسقوط اكثرهم في العراق فصاروا يدربون الطيار بسرعة فائقة وبطريقة بدائية حيث لم يبقى لديهم حتى مدربين فقد هرب اكثرهم او تم إعدامه من قبل الخميني فيدربون الطيار على الإقلاع فقط وكيف يضغط زر إطلاق القنابل والصواريخ بلا أي تهديف فسالهم أحد المتدربين
- كيف سأهبط بعد ان اتم مهمتي؟
فرد عليه أحد المدربين:
- العراقيون هم يعرفون كيف يُنزِلوكَ فلا تقلق
هكذا كانت معنوياتهم وفي اول شهور الحرب التي جاء الخميني فقط للسلطة لإشعالها لوقف تقدم وتفوق العراق والعرب على إسرائيل التي كانت تعاني ما تعانيه من اقتصاد مزري وتفكك اجتماعي وبُغضٍ دولي مُستتر، فكانت تريد متسع من الوقت كي تبني نفسها ولو قليلا من خلال عرقلة العراق وإنهاكه فزرعت الخميني بدل الشاه حليف الغرب وشرطي الخليج الذي لم يكن أحد يتجرأ في العالم ان يطبع خريطة مكتوب عليها الخليج العربي بل فقط الخليج الفارسي لكن تم استبداله بشرير خبيث ليتم المهمة.
بنى العراق جيشه بل ضاعفه تقريبا 3 مرات خلال الحرب وزادت خبرته من خلال المعارك الشرسة وهذا نادرا ما يحدث في جيوش العالم واعتقد انه لم يحدث أصلا ان يخرج جيشا من معركة طويلة مرهقة غير متكافئة ان يخرج اقوى وأكثر عددا وتفوقا من كل الجوانب بل ومنتصرا في رد عدوان ضخم.
بل خرج العراق أكثر قوة ليس على الصعيد العسكري بل الصناعي والزراعي والأمني مع سمعة دولية لم يصلها بلد عربي من قبل او شرق اوسطي.
صُنف الجيش العراقي بعد نهاية الحرب وبالضبط عام 1989 بسادس اقوى جيش في العالم وكانت هذه المرة الوحيدة في التاريخ يصنف فيها جيش عربي في المراكز الأولى عالميا بعد جيوش الدول العظمى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وعن استحقاق فعلي فالتقييم جرى بعد حرب فعلية طويلة جدا.
انه يوم كل الايام
وبيان كل البيانات
يوم النصر العظيم
هذا يوم انتصف فيه العراقيون
من الخمينيين المجوس
يوم دمروا اسطورة سادس اقوى جيوش العالم
الذي كان أكثر عددا واقوى سلاحا من الجيش العراقي بل ومن جيوش الشرق الأوسط بأجمعها
لكنه لم يكن على حق
ولَم يُنازل عراقي قبل ذلك
انه يوم السُم العراقي
في الحلق الخميني
لقد كتب التاريخ يوم الثامن من أب سنة 1988 ان العراق انتصر على الفرس بعد مرور 600 عام من اخر انتصار عربي عليهم. فدخلوا العراقيين مرة أخرى التاريخ بعد معركة القادسية الأولى والتي كسر فيها عرش كسرى (خسرو انوشيروان دادگر) ملك ملوك فارس على يد الخليفة عمر بن الخطاب وجنود مراهقين وشباب لكنهم اطاحوا بالإمبراطورية الفارسية في ثلاثة أيام فقط.
قدرُ العراق ان يكون مقبرة لبلاد فارس دائما وابدا والتاريخ لم ينتهي بعد.
طوبى لشهداء العراق الخالدون ولضباط وجنود الجيش العراقي الوطني السابق مبروك ذكرى انتصاركم التاريخي.
Comments