
تراشق كثيف اعاد الامور لنصابها الحقيقي فالهدوء او التطبيع لس هو حقيقة السياسة بين الاتراك والايرانيين اطلاقا. فعلاقات تركيا مع روسيا تسير بما لاتشتهي إيران ووصول ترمب وفريقه للبيت الابيض والذي بدأ صفحة جديدة مع روسيا وتركيا ينذر بما لا يحمد عقباه. وزير خارجية النظام الايراني يوجه تهم لتركيا تفعلها ايران بنفسها بل هي محور سياستها فهل وصل التخبط والهلع لدرجة ان مقاليد الحرب ضد داعش تم طلائها بطلاء امريكي - بريطاني - تركي - روسي وهو الطلاء الذي لا تحبذه ايران قط فباتت بنفق اوله القبول بالواقع المرير او المطالبة بارض اكبر للاكراد او المعارضة الكردية التي لها اجنحة تقاتل الحرس الثوري الايراني في شمال ايران وخير الامور هنا ليس اوسطها فالعقوبات هي الوسط الوحيد المتوفر جراء دعمها لبشار الاسد ورعايتها لـ ماعش.
بعد تبادل مكثف للزيارات بين مسؤولي البلدين في الأشهر الأخيرة وتصريحات عن التنسيق والتعاون ودعم العلاقات، سادت مؤخرا حالة من التوتر بين إيران وتركيا وصلت إلى حد استدعاء طهران للسفير التركي. التوتر الحالي في العلاقات بين البلدين، ظهر في أعقاب تصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو الذي اتهم فيه إيران بالعمل على نشر التشيع في سوريا والعراق، واصفاً الدور الإيراني في المنطقة بأنه عامل زعزعة لا استقرار. ودعا طهران إلى الكف عن الممارسات، التي من شأنها زعزعة استقرار وتقويض أمن المنطقة. وأعلن رفض بلاده للسياسات الطائفية، التي تتبعها إيران. وجاء الرد الإيراني سريعاً، فقد وجهت طهران تهديداً شديد اللهجة إلى تركيا، على لسان الناطق الرسمي، باسم الخارجية برهام قاسمي، حين قال، إن صبر إيران له حدود، مضيفا أن بلاده لا ترغب في مثل هذه التصريحات التي وصفها بالمهاترات. ولم يكتف قاسمي بذلك بل أكد أن الأوضاع غير المستقرة في تركيا، تسببت في سلوك غير طبيعي لمسؤوليها، نتج عن الخوف من الوقوع في مأزق ما، بسبب ما وصفها بالمشكلات الداخلية والخارجية التي تعانيها تركيا. وليست هذه الحلقة من الخلافات بين تركيا وإيران الأولى، فإيران وهي الحليف الأول للنظام السوري ليست مرتاحة لوجود القوات التركية في شمال سوريا والتي تهدف حاليا للسيطرة على مدينة الباب في مسعى لتحقيق هدف إقامة منطقة آمنة. وتقول تركيا إن الهدف من المناطق الآمنة تبديد حلم الأكراد في السيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية لتركيا، لكن إيران وإن كانت لا تبدي قلقا كبيرا بشأن الأكراد فإنها بلا شك لا تريد من أي تحركات تركية أن تؤثر على النظام السوري. وتحاول روسيا التي تشارك الطرفين التركي والإيراني في متابعة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا طبقا لنتائج اجتماعات أستانة، لعب دور رمانة الميزان لكن تصاعد الخلاف بين البلدين قد يصل، حسب مراقبين، إلى تطورات قد تخرج عن سيطرة موسكو. وتستضيف أنقرة المعارضة السورية ولها قوات داخل سوريا. في المقابل تدعم طهران حكومة الرئيس بشار الأسد.