top of page

خبير دولي: إزالة وصف "إسلامية" قد يفتح للمصارف أبوابا جديدة


المصارف والبنوك الاسلامية

لا يوجد في الإسلام شيء اسمه صيرفة إسلامية اطلاقا، فالإسلام وشريعته ظهرا في وقت لم يكن للبنوك ولا للتعاملات المصرفية أي وجود. لكن تم خلق هذه المعلومة من خلال وعاظ السلاطين الذين يؤدون دور الإيهام ليُسيروا القطيع حيثما يريد السلطان. من ناحية موضوع الربا فهو قصة مختلفة تماما استغلها هؤلاء الوعاظ لإخافة الناس وترويعهم وفي نفس الوقت توفير مخرج لها وهذا المخرج هو من تصميم السلطان ووعاظه كي تدخل الناس إليه افواجا. المتمعن في طريقة عمل البنوك الدولية والإسلامية سيرى ان الإسلامية تفرض شروط وفوائد (يسمونها مرابحة) أثقل بكثير من البنوك الغير إسلامية بل إن بعض (إن لم يكن أغلبها) هذه البنوك الإسلامية لها تعاملات مع البنوك الدولية الغير إسلامية وبشكل واسع بل يكاد مطلق. فإذا أخذنا منطق الإسلام سنجد ان التحريم يطال حتى التعامل وانشاء علاقة مع (الحرام) أليس كذلك! والبنوك الإسلامية لا تستطيع قطع علاقاتها مع تلك البنوك اطلاقا فهي بنوك مُراسلة أحيانا كثيرة إن لم تكن أيضا تقترض تلك البنوك من البنك الإسلامي نفسه وتتعامل معه. يبقى ان نعلم ان فكرة المصارف الإسلامية او ما يسمى التعاملات الإسلامية لم تنشأ في دولة عربية او إسلامية إنما في دول غير إسلامية بل ومَنْ عَمل عليها وأسسها ونشرها غير مسلم أيضا والحليم تكفيه الإشارة.

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)

قال ماركو ليكتفوس، الخبير المالي والشريك في ديلويت للاستشارات والضرائب بلوكسمبورغ، إن المصارف الإسلامية قد تكون بحاجة لمراجعة جذرية لعلاماتها التجارية، بما في ذلك استخدامها لوصف "إسلامية" بحال رغبت في الوصول إلى العالمية وتجاوز أسواق الدول المسلمة، مضيفا أنه معجب بهذا النوع من التمويل بسبب القيم الحقيقية التي يختزنها.

وحول أهمية قيام المصارف الإسلامية بعملية إعادة النظر بعلاماتها التجارية قال ليكتفوس: "الأمر مهم جداً. المصارف الإسلامية اليوم تعاني جراء كونها جديدة على الساحة المصرفية نسبيا، لذا أحد الأمور التي نحن بحاجة لإنجازها هي جعلها موجهة نحو أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين وتثقيف العملاء سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين. يجب إرضاء احتياجاتهم. ولكن علينا تذكر أن لديهم نفس احتياجات العملاء في البنوك التقليدية، ويجب امتلاك قدرة التوسع والوصول إلى عدد أكبر من العملاء الذي لديهم مصادر دخل أكبر، وأن تكون قادر على بناء نماذج أعمال ناجحة تعوض بعض الشيء عن ارتفاع كلفة التمويل الإسلامي."

وتابع ليكتفوس بالقول: "إذن من المهم جداً الوصول الى شريحة أكبر من الناس. ومن أجل تحقيق كل ذلك يجب التصدي للعوائق التي تتمثل في توعية العملاء أن هذه المنتجات موجهة للمسلمين وغير المسلمين من العملاء، ولذلك فإن هنالك حاجة لإعادة تصنيف ووسم العلامة التجارية لتحقيق ذلك."

وحول إمكانية أن تشمل عملية مراجعة العلامات التجارية إزالة ما يربط المصارف بالإسلام قال ليكتفوس: "كلمة ’الإسلامية‘ قد يكون لها نتائج عكسية بعض الشيء، بعضها أوتوماتيكي، فإذا أردت أن أعلن عن علامتي التجارية لنوع معين من الناس فسيكون عملائي من تلك الفئة حصرا وسأكون كمن يقصر خدماته على فئة محدودة من المستفيدين، إلا إذا كنا في دولة ذات غالبية مسلمة."

وتابع بالقول: "لكننا نحاول ان نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وبالتالي علينا الابتعاد عن تحديد الفئة المستفيدة. الامر الثاني، يتمثل بوجوب التوجه إلى العميل الدولي ما يعني أنه إذا كان لديك شعار يؤدي إلى تحديدك جغرافيا ويعمق ذلك في الذاكرة فهذا سيحد من عملك ويصعّب مهمة توعية عملائك، وعليه يجب التخلص من هذا التأطير والذهاب نحو استقطاب جمهور أكبر متعدد."

وحض ليكتفوس على تغيير النظرة العامة للمصارف الإسلامية والتأكيد على طابعها التجاري ووجودها لتلبية أهداف العملاء والزبائن وليس القيام بالأعمال الخيرية بالضرورة، معتبرا أن هناك حاجة لترويج تلك المصارف بالاعتماد على الجانب الأخلاقي فيها بما يبرر ارتفاع تكلفة نشاطاتها.

واعتبر الخبير المالي الدولي أن هذا النوع من الترويج يفيد المصارف الإسلامية بالانتقال إلى العالمية قائلا: "يجب أن نتقدم باندفاع نحو العالمية، ومن أجل القيام بذلك علينا إعادة رسم علامتنا التجارية وأن نعيد التفكير بما نعرضه من خدمات، وعلينا التخلص من تلك المخاوف حيال الذهاب إلى السوق الأوروبية إذا كان حاجة أو طلب على ذلك. الناس يريدون الجانب الأخلاقي والمسلمون يريدون هذا النوع من المعاملات ونحن في موقع مناسب لتقديم ذلك."

وشرح ليكتفوس عن سبب إعجابه بالمصرفية الإسلامية رغم سنوات عمله الطويلة في المصرفية التقليدية بالأسواق الغربية قائلا: "ببساطة سأعطيك مثالا استخدمه عندما أتكلم مع الأهل والأصدقاء عندما كانوا يسألونني عن سبب إعجابي بالمصرفية الإسلامية رغم أني لست مسلما. أنا معجب بها لما تنطوي عليه من قيم أخلاقية وخيرية، ودعمها للاقتصاد الحقيقي."

وتابع الخبير المالي الدولي بالقول: "الموجودات الحقيقية في المصارف الإسلامية تأتي من استثمار اخلاقي بحيث أننا لا نستثمر في الأسلحة والدعارة أو الكحول أو القمار أو أي شيء من هذا القبيل، وإنما نستثمر بأسلوب مستدام ويتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة اليوم.. وأيضاً خلق فرص عمل ومنح تمويلات للمشاريع الصغيرة، وهذه هفوة سقطت فيها البنوك التقليدية."

وختم ليكتفوس بالقول: "مؤسسات التمويل الإسلامي تتمتع بالثبات أثناء الأزمات المالية وأثبتوا ذلك، لانهم يقدمون موجودات حقيقية، لا يعتمدون على المضاربات، لا يعرضون أموالك للمخاطر، يستثمرونها ويشاركونك المخاطر.. ولهذا أنا معجب بالصيرفة الإسلامية وكمشرع سابق، انا معجب بها بسبب القيمة التي تمثل وما تقوم به. ولأنها تعالج القصور لدى البنوك التقليدية والتي لم تعالجها تلك المصارف بنفسها بل اضطر المشروعون للتدخل وإرغامها على معالجتها."

٨ مشاهدات٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page