top of page
  • Telegram
  • Pinterest
  • قناة واتساب - الكاتب رياض بدر
  • Facebook
  • Instagram
  • حسابي على منصة اكس

فيتنام بودا وفيتنام رامبو


اشهر صور حرب فيتنام في عام 1975 وهي عملية هروب المتعاونين مع امريكا من على سطح السفارة بواسطة مروحية امريكية
اشهر صور حرب فيتنام في عام 1975 وهي عملية هروب المتعاونين مع امريكا من على سطح السفارة بواسطة مروحية امريكية

قبل 50 عاما بالضبط وفي الثلاثين من نيسان / ابريل 1975 وضعت حرب فيتنام اوزارها بانتصار قوات شمال فيتنام على قوات جنوب فيتنام المدعومة من قبل الولايات المتحدة متكبدة خسائر تاريخية مازال شبحها يخيم على العقلية والنفسية الامريكية ليومنا هذا وستستمر لقرون قادمة دون شك.


دعم آنذاك الاتحاد السوفيتي والصين قوات شمال فيتنام بقيادة الجنرال فو نويان جياب Vo Nguyen Giap  (استطاع هزيمة 4 دول عظمى خلال فترة قصيرة) ضد تحالف فيتنام الجنوب المدعومين من الولايات المتحدة الامريكية ودول معاداة الشيوعية، حيث كان شمال فيتنام يحكمه الحزب الشيوعي الفيتنامي.


نصف قرن على نهاية أبشع حرب تلقت دعما دوليا مباشرا بل تدخل مباشر ورسمي من قبل اكبر قوتين عظميين وهما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة اللذان اعتبراها معركة كسر عظم استمرت 20 عاما خلفت مئات الالاف من القتلى والمعوقين بل اثارها مازالت شاخصة ليوما هذا. لكن .......!


هل مازال الفيتناميين منقسمين وكل يحن ويآن على داعميه؟

هل مازال الفيتناميين يبكون ويلطمون الوجوه حزنا على قتلاهم او على من هو أحق بحكم الوطن؟

هل يتكلم الفيتناميين بمن انتصر ومن خان ومن يجب ان يبقى في الوطن ومن يجب ان يُهجّر؟

هل مازال الفيتناميين منقسمين حول أي رئيس كان أفضل لهم الشمالي ام الجنوبي رغم انهم توحدوا تحت حكم زعيمهم الخالد هوشي منة!


اثبت الفيتناميين ان الانتصار كان لكل الفيتناميين رغم محاولة تقسيمهم من قبل دول عظمى، ونهضوا دون مساعدات دولية او اممية كبيرة, بل لملموا جراحهم وازالوا شظايا الحرب من الدرب والاهم من العقل وبثوا النور الى العقول واضعين ما حدث عبرة ودرس تاريخي عظيم يستمدوا منه شكل المستقبل الذي يجب ان يكونوا عليه ولأجيال قادمة.


فيتنام اليوم بل ليس اليوم انما منذ أكثر من ربع قرن هي أحد وجهات عمالقة الصناعة في العالم لا سيما الشركات الامريكية بالإضافة الى الشركات الصينية والأوروبية.


الشعوب التي تمر عبر درس بليغ وغليظ وتتعظ هي فقط الشعوب التي ستبني وتجعل ما حدث لها منجم لا ينضب من الثقافة والخبرة لتنضيدها كدروس ووصفات نجاح لا تتبدد بمرور الوقت.


الفيتناميين شعب بودي، يؤمن بتعاليم بودا وبودا (ترجمة بوذا غير صحيحة) مُعّلم حكيم، ليس نبيا وليس تاجر دين ولا مدعي خرافات، فقد سُئل بودا، هل انت نبي؛ فأجاب بالنفي.


بودا (عاش تقريبا في القرن الخامس او السادس قبل الميلاد في آسيا ضمن مناطق مايسمى الهند) المعلم يتبع تعاليمه شعوب متقدمة تقود اقتصاد العالم وتشكل أكثر من ثلث سكان كوكب الأرض مثل الصين (بضمنها هونك كونك وتايوان) كوريا الجنوبية، فيتنام، اليابان، تايلند، سنغافورة، سري لانكا، واقسام واسعة من الهند.


دول لاتعتنق ديانات سماوية وتُعتبر (حسب الاديان الابراهيمية) غير موَحِدة أي لا تؤمن باله خفي واحد في السماء كما الأديان الابراهيمية، لا تؤمن البودية بمصير الجنة ولا النار انما تؤمن بانها يجب ان تعيش بسلام وامان واطمئنان وتريده للمقابل ايضا، فالحكمة ان تعيش جنبا الى جنبا مع اخيك الانسان لا ان تعيش سيفا مسلطا على الغير لأنك تظن بان عقيدتك وحدها على حق.

 

الانتصار بالأرقام لا بالاوهام


احصائيات البنك الدولي تثبت ان الاقتصاد الفيتنامي ينمو بتسارع مستقر ليصل الى قرابة 7% لعام 2025 في حين على سبيل المثال, اقتصادات قبائل النفط مثل السعودية ومنطقة غرب الخليج  التي تصدر اكثر من 70% من نفط العالم لم يرتفع فيها النمو الاقتصادي اكثر من 2% بأفضل الأحوال كما الحال في السعودية, اما العراق احد اكبر 5 مصدرين للنفط الخام في العالم فيتمتع باقتصاد اقل ما قيل فيه انه في مهب الريح معدل النمو فيه يعتمد على أسعار النفط حصرا لانه من ضمن الاقتصادات الريعية (التي تعتمد على منتج واحد فقط) والاقتصادات هذه تعتبر اقتصادات هشة جدا ولا يُعتد بها عالميا بل ليست ضمن مقياس القوة الاقتصادية مثلما هو الحال في الصين وفيتنام موضوع مقالتي هذه التي تؤخذ بالاعتبار في المقاييس الاقتصادية الدولية لما حققوه من نجاح في مختلف المجالات.


تجربة فيتنام من أرقى التجارب في العصر الحديث امتدت من منتصف القرن العشرين والى يومنا هذا في القرن الواحد والعشرين, التجربة التي يجب على البشرية اجمعها التعلم منها فهي تجربة محاولة قتل شعب بالكامل من قبل عصابات الولايات المتحدة الامريكية والمتحالفين معها بشتى الأسلحة التقليدية والقذرة لكنهم لم انهزموا شر هزيمة ولم يستطيعوا القضاء على العقيدة الانسانية المتجذرة فيهم, ما دامت عقيدة صحيحة تؤمن بوطنها بانه الأرض الوحيدة التي يجب ان يعيشوا عليها سوية وبتقرير مصير مستقل وليس عبدا او مطية لاحد خارج حدود الوطن.


ذهبت الشيوعية والرأسمالية وبقي الفيتناميين وأصبحت فيتنام رائدة في مجالات يحسدهم عليها من حاربوهم ورموا عليهم قنابل النابالم وعامل البرتقال السام يوما بدم بارد (القت الطائرات الامريكية 76 مليون لتر منه على فيتنام) وأنتج أفلام هوليوودية ليقنع فيها شعوبا بائسة بانه انتصر في معركة كلفته سمعته واقتصاده وتاريخيه والى الابد مع أكثر من 55 الف قتيل وعشرات الالاف من المعوقين جسديا ونفسيا.

 


تحيتي

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page