top of page

لماذا لا يُسقط بوتين زيلينسكي!



إحدى السيناريوهات التي اختلقتها أبواق حلف الشر (الناتو) في بداية العمليات الروسية الخاصة في أوكرانيا افتراضية " اغتيال زيلينسكي" وسطرت هذه القنوات الافتراضات والتمثيليات والمعلومات المفبركة منها تعّرض زيلينسكي لخمس محاولات اغتيال وقصص اخرى لا يُصدقها إلا ساذج, لكن هذه المحاولات توقفت فجأة, فهل كانت فعلا محاولات لكنها من المحيطين به اي أوكرانيين ام بوتين فشل في اغتياله فقرر التوقف عن المحاولة!

بوتين والمعارضين


بوتين استطاع القضاء على معارضين مدعومين من الغرب بسهولة متناهية, فعلى سبيل المثال, المدعو نفالني الذي جاء به بمحض إرادته من ألمانيا بعد ان هرب إليها وادعى ان روسيا حاولت اغتياله وهو امر لم يستطع إثباته إطلاقا فأودع في السجن, كذلك قضى على سيرغي سكريبال احد الجواسيس الروس المزدوجين وهو في عقر دار اسطبل بكنغهام بعد ان جندته الاستخبارات البريطانية Mi6 ايضا يجب ان لا ننسى كيف اودع خدروفسكي الذي نسي مَن الذي سهل له ان يكون ثريا فكانت نهايته السجن رغم انه هرب الى الغرب لكن بوتين اعاده بكل سهولة ليقضي حكما بالسجن (2004 - 2013) حتى توسط له السياسي الالماني المخضرم هانز ديتريخ جينشر ليقنع بوتين بالعفو عنه وتم نفيه مع مصادرة غالبية ثروته التي بلغت حينها اكثر من 10 مليار دولار لا ياتي اسمه الان ضمن الاوليغارشيين في أبواق حلف الناتو رغم ان كان مصنفا اثرى روسي في تاريخها!


أوكرانيا بكل حدودها تحت سيطرة وإستمكان القوات الروسية فلما لا يمطر الجيش الروسي على سبيل المثال كييف بوابل من القصف لم يشهده التاريخ فيكون اجتياح سهل او يرسل القوات الخاصة الروسية التي هي من أقوى الفئات المدربة في العالم ولا يتم مقارنة قوتها باي قوة خاصة اخرى يرسلها لإسقاط زيلينسكي وهي مهمة ممكنة جدا !



أهداف العمليات الخاصة

منذ الساعات الأولى لبداية العمليات العسكرية صرحت روسيا بان لها أهدافاً مُحددة ستحققها بكل تأكيد (لقد فهم حلف الناتو ماهو مقصد بوتين فقواعد الناتو هي المقصد الرئيس وليس قرقوز) ثم تنسحب ولم تشر تصريحات روسيا الى موضوع إسقاط الحكومة الأوكرانية او رئيسها او احتلال وضم اوكرانيا إطلاقا (رغم ان أوكرانيا هي ارض روسية اصلا لينين صنع منها دولة حينها) وروسيا لا تخشى قول هذا أبدا ولو شاء بوتين لبطش بقرقوز الناتو الضعيف هذا في الساعات الأولى من بدء العمليات العسكرية وانه لامر في غاية السهولة نظرا للقوة العسكرية والتكتيكية التي يتمتع بها الجيش الروسي (احد الأهداف كان السيطرة على مراكز الأبحاث الجرثومية ومختبرات اسلحة بيولوجية وقم تم بالفعل السيطرة ومصادرة كل شيء فيها لاستخدامها سياسيا ضد حلف الناتو) بالإضافة إلى قوته الاستخبارية التي ثبت سابقا ولاحقا الآن في المعارك أنها قوة صدمت حلف الشر فعلا لذا هم في حالة هستيرية فقد وصل الإستمكان (اي السيطرة الاستخبارية على الأرض) لدرجة اصطياد قتلة ماجورين ومرتزقة اي افراد محددين بسهولة متناهية وسط الأزقة والشوارع في ماريوبل وغيرها وهي طريقة غير مسبوقة في العالم (فشل فيها حلف الناتو في العراق والمناطق التي احتلها) لا يتكلم عنها حلف الشر لكنه لمسها ومازال مصدوما حيال دقتها فالتكنولوجيا والاستخبارات الروسية أثبتت دقتها وفعاليتها.

بوتين لن يقضي على زيلينسكي حسب مزاج حلف الناتو وأبواقه لان روسيا صرحت مرارا وطبقتها بالفعل انها ترحب بالتفاوض مع الحكومة الأوكرانية وفعلا جلست في عدة جولات لكن في كل مرة ينقض الجانب الأوكراني الاتفاق المبدئي المتفق عليه خطيا بعد ان يرجع الى أسيادهم في حلف الناتو, بل لشدة وثوق زيلينسكي نفسه ببوتين انه مازال يطلب منه لقاءا شخصيا لإنهاء الحرب.


سيادة أوكرانيا


إسقاط حكومة زيلينسكي معناها ان روسيا لن تجد من تتفاوض معه وسيكون عليها احتلال أوكرانيا بالكامل والبقاء فيها إلى اجل غير مسمى بل وطويل و إذا أنشأت حكومة تحت ظل الاحتلال سوف لن تحظى بأي شرعية دولية وهذه من ابسط مبادئ الدبلوماسية في العالم رغم خرقها بشكل سافر من قبل الولايات المتخبطة الأمريكية عندما نصبت قرقوزات في العراق لا تملك شهادة مدرسية حتى اسمتها حكومة قال عنهم ترمب عندما كان رئيساً انهم عصابة فاسدة وبالفعل انتجت بلداً فاشلا تماماً ليومنا هذا.


فمن مصلحة بوتين الإبقاء على الحكومة الأوكرانية كي يضمن التالي:

1. التوقيع على تعديل الدستور نهائيا والذي يتضمن تحويل أوكرانيا إلى دولة حياد منزوعة السلاح وهذا اهم هدف للعمليات العسكرية الروسية ويقلب طاولة حلف الناتو على راسهم.

2. اعتراف أوكرانيا بشبه جزيرة القرم ارض روسية كذلك إقليم الدونباس اي تفعيل اتفاقية منسك, وهذا الأمر لن يفيد حلف الناتو بكل تأكيد.

3. بعد توقيع الاتفاق من قبل الحكومة الأوكرانية حتما سيُسقط الانقسام الحاد الموجود أصلا داخل البرلمان الأوكراني سيُسقط زيلينسكي فهو بات بلا مستقبل أصلا وهذا أمر سيصب في مصلحة روسيا بعد وقف إطلاق النار وستظل هي دولة اي أوكرانيا ذات سيادة وقراراتها معترف بها دوليا وان كانت ضد إرادة حلف الناتو, وكذلك هذا ما لن يقبل به حلف الناتو ايضا.


العواقب


إسقاط او اغتيال زيلينسكي من قبل بوتين سيحوله إلى بطل وهذه هدية للحلف وأبواقه لو فعلها بوتين, لكن روسيا لن تحرق غابة لاصطياد أرنب او إسقاط قرقوز لا يتقن تشكيل جملة مفيدة حتى, فهذه أفعال يتقنها حلف الناتو حصريا فالتاريخ يخبرنا كم من قرقوز جاؤوا به بعد إسقاط دول وحكومات شعبية لا تواليهم ثم صفقوا للقرقوز إعلاميا ونفخوه حتى صدق نفسه انه بطل فهذه سياستهم منذ اكثر من 100 سنة لكن لم يشهد التاريخ ان روسيا خلقت قرقوز او أسقطت حكومة منتخبة او شعبية لتأتي بنعجة نافقة كما يفعل حلف الناتو الذي إحدى كوارثه التي ستودي به حتما قريبا ان كل النعاج التي خلقها لتصفق له وتسهل سياساته هي نعاج نافقة لفضتها شعوبها بل لا تتمتع بقبول شعبي وسينتهون قريبا مثلما حدث في أفغانستان واليمن ومصر والعراق الذي اصبح خرابة وخردة بكل معنى الكلمة وبالتالي اصبح المشهد الآن ان حلف الناتو يتكأ على عكاز مهلهل و (اُسودُه) المنفوخة إعلامياً هي في الحقيقة نعاج نافقة لا اكثر لا تقوى على حماية انفسها وتتطلب مساعدات مالية واقتصادية باهظة لبقائها على قيد الحياة مما يضيف متاعب اخرى للحلف المهترئ أصلا فصارت تجلب له المشاكل بكل أنواعها بالإضافة إلى السمعة الدولية السيئة التي يحاول تغطيتها بافتعال تقارير "حقوق إنسان" من منظمات مشبوهة تدعي حماية حقوق الإنسان وهي أبعد ما يكون عن الإنسان.


بوتين لن يُسقط زيلينسكي إلا إذا اضطر اضطرارا شديدا او حتمي وهذا قد يحدث عندما يتخلى حلف الناتو نهائيا او يعجز عن مجاراة روسيا (المهلكة الاقتصادية التي دخلوها بأرجلهم قد تجبرهم على الجلوس والتفاهم مع بوتين) لا سيما عندما ستبدأ شوارع الغرب بالخروج عن الطاعة عندها سيسقط زيلينسكي ذاتيا او لغرض إنهاء العمليات العسكرية الروسية بعد سحب حلف الناتو يده من أوكرانيا فعندها لن يكن هناك بد من إسقاطه وبلمح البصر حيث حينها لن يبكي عليه احد لا حلف الناتو ولا حلف بائعي خضراوات حتى فكما ذكرت انه أصلا نعجة نافقة ومَن هذا الذي ينفق المال على نعجة نافقة!

اي بمعنى اخر, سيجعل بوتين زيلينسكي يشهد عليهم لا لهم.


لا استبعد ان يقوم حلف الناتو بأسقاطه عندما تنتفي الحاجة إليه واستغلال إسقاطه كتهمة ضد روسيا فهذه إحدى الطرق المافيوية التي يتقنها الغرب لكن ليس الآن مع زمن الإنترنيت حيث كل شيء مفتضح (يفسر لما الغرب ولأول مرة في تاريخه يحجب الإعلام الروسي).


الغرب سيصل إلى مرحلة التفاوض مع روسيا وهذا أمر لا يقبل القسمة على اثنين لكن . . سيحدث عندما لن يكون زيلينسكي على قيد الحياة.



تحيتي

٤٧١ مشاهدةتعليق واحد (١)

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page