top of page

ترامب دعا ماكرون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي مقابل مزايا تجارية


ترامب في اجتماع مجموعة الدول السبع الكبار

الرأسمالية ومن ثم وليدتها الطبيعية العولمة تقوم على أساس الانتشار من خلال التضامن والتعاون الاقتصادي في كل أصقاع الأرض لذلك فإن عدوها الطبيعي هو الاتحادات الإقليمية أو القارية أو حتى المحلية أي بين دولتين أو خمس فهي تمنع انتشار العولمة تماما بل قد تؤذي مستقبلها.

فالرأسمالية تقوم على مبدأ اقتصادي بحت والاقتصاد لا يعترف بالحدود إطلاقا فهو يرمي إلى جعل اقتصادات العالم هي المحرك الأساس بل الوحيد لكل شيء وهي الآمر الناهي أي أنه اقتصاد عابر للحدود لذلك تقوم منظمة التجارة العالمية على تذويب الحدود والقوانين التي من شأنها عرقلة أي انتشار أو توسع مدى التجارة بين دول العالم بحجة اتحادات مسبقة بين عدة دول في قارة واحدة أو حتى بين عدة دول متجاورة أو من قارات متباعدة لذلك لن تقبل الولايات المتحدة بوجود شيء اسمه الاتحاد الأوروبي أو أي اتحادات فرعية تجارية كانت أم سياسية إطلاقا وها هي الولايات المتحدة تلغي الاتفاقات التجارية السابقة الواحدة تلو الأخرى التي هي عضوة فيها إن لم يجري تعديلها ولعل أكبر خطوة وأهمها هي اعتراضها على ما يسمى مجموعة السبعة الكبار وهي تجمع لأكبر سبع اقتصادات عالمية بعد استبعاد روسيا حيث كانت تسمى الثمانية العظماء G8 .

العرض الأمريكي لفرنسا إذا كان قد رفض اليوم فقد لا يرفض غدا لا سيما أنه عرض سار المفعول إلى فترة طويلة وقد يكون الإفصاح عنه الآن هو كالطُعم لغير فرنسا أو ترغيب لدول أخرى من داخل الاتحاد الأوروبي بتشجيعها للخروج مقابل مزايا تجارية أمريكية ومن ترضى عنه أمريكا أو ينضم لحلف اقتصادي معها سيكون بمعيتها دوليا ويتمتع بحمايتها مجانا أيضا وهذه خطوة قد تكون اكبر خطوة علنية تقوم بها الولايات المتحدة في تاريخها ضد أقرب حلفائها وهو الاتحاد الأوروبي فهل ستمضي الولايات المتحدة قدما في هذه السياسة حتى بعد فترة ترامب!

 

يورو نيوز اقترح الرئيس الأمريكي ترامب على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مقابل أن توقع الولايات المتحدة اتفاقا تجاريا ثنائيا مع فرنسا.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست في مقالة نُشر الخميس 28 يونيو / حزيران، فإن ترامب قدم اقتراحه أثناء زيارة ماكرون للبيت الأبيض في إبريل / نيسان الماضي.

وذكرت الصحيفة أن المُقتَرح تضمن وعدا بأن تحتوي الاتفاقية التجارية شروطا أفضل من تلك الموقع عليها مع الاتحاد الأوروبي، وقد رفض البيت الأبيض التعليق على التقرير المنشور، دون ان ينفيه.

فرنسا هي عضو مركزي في الاتحاد، وماكرون على الأرجح لن ينسحب، لكن الهدف من المقالة هو إظهار مدى تشكيك ترامب بالمنظمات الدولية والتحالفات بشكل عام، وكان واضح منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية، حيث صرح عن نيته الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، ومن اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية.

ويستمر ترامب بالعمل وفق مبدأ أمريكا أولا، بعد أن كانت الولايات المتحدة تفضل العمل وفق منظومة جماعية وتحالفات كبيرة.

في قمة السبع الكبار بكندا هذا الشهر، حذر ترامب حلفاء واشنطن المقربين بإمكانية خسارتهم السوق الأمريكية في حال لم يخففوا العراقيل أمام الشركات والسلع والخدمات الأمريكية.

١٤ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page