top of page
  • Telegram
  • Pinterest
  • قناة واتساب - الكاتب رياض بدر
  • Facebook
  • Instagram
  • حسابي على منصة اكس

طقوس الفاتيكان اللامسيحية



في كل مرة اشاهد طقوس الفاتيكان في شتى المناسبات لاسيما بالأمس في طقوس تنصيب البابا الجديد, تقفز الى بالي الطقوس الوثنية القديمة (اليونانية والاغريقية المستمدة من الطقوس البودية والهندوسية القديمة) فمع ربطها بالطقوس الوثنية الطاعنة في القدم اراها متشابهة جدا بل هي نفسها تماما مع إضافات او تعديلات بسبب التناقل عبر الزمن وهذه سمة التاريخ وانبعاثاته على مختلف الحوادث, أي ان أي عادة تتبعها الشعوب او مجموعة من رجال الدين لفترة طويلة من الزمن ستكون بعد عدة أجيال بل حتى اقل من جيلين, ستتحول الى طقس سماوي مقدس لا يجوز تفنيده او انتقاده او تحريمه او حتى النقاش فيه, بل يجب اتباعه حرفيا, وهنا تبرز عبارة بل هي حكمة تقول " عادات قُلبتْ إلى عبادات".


عندما شاهدت جزء من طقوس تنصيب البابا الامريكي الجديد ليو الرابع عشر في الفاتيكان، وجدت ان كلها مستوحاة من الاغريقية والهندوسية مضاف عليها كما ذكرت طقوس مستحدثة جراء التناقل التاريخي اي فكل عصر يتم إضافة شيء على المنقول (لأسباب مختلفة كان تكون سياسية او اجتماعية الخ) إذن لما التقديس وهنا اقصد لما الإيحاء او حتى الإشارة إلى انها طقوس دينية!


فمثلا موضوع المفتاح ويسمى Conclave وهي عندما يدخل كل الكرادلة في غرفة فتقفل عليهم الباب ويمنعون من الاتصال بالعالم الخارجي على الاطلاق لتبدأ طقوس الاختيار وليس الانتخابات فهذا أيضا خطأ مقصود يراد به أمور أخرى فالأديان او الجماعات الدينية او الطائفية لا تعترف بالانتخابات انما بالاختيار المغلق فقط. هذا الطقس واقصد المفتاح Conclave ليس من الدين ولا من أصول المسيحية في شيء بل اخترعه أحد الكهان الذين كانوا يرأسون الكنسية وهو البابا جورج الخامس عام 1274 أي انه اجتهاد ليس إلا, لكن. . من إين استقاه وعلى أي أسس؟

 

لا يحتاج الامر الى الحصول على شهادة دكتوراه في التاريخ او الفلسفة او اللاهوت كما تفعل الكنيسة (اللاهوت من اغبى الدراسات ويطلقون عليها علم وهي ليست من العلم بشيء لا من قريب ولا من بعيد انما هي عبارة عن اطفئ سراج عقلك واتبعني وفق تعاليم لا يمكن تغييرها مهما تطلبت الحياة ولا تعترف بالعلم).


فبمجرد الاطلاع على الطقوس الاسيوية الطاعنة في القِدم لاسيما شرق اسيا سنرى التشابه الدقيق بينهما كذلك إذا أردنا الرجوع الى العصور الوسطى سنجد هذه الطقوس أيضا في الاغريقية واليونانية بل حتى حضارات وادي الرافدين. (اخذت طقوس الأعياد مثلا من طقوس حضارات وادي الرافدين حصرا).


كذلك طقس غرفة الدموع وهي غرفة يدخل اليها البابا المختار ليذرف الدموع وهو طقوس يسمى في الهندوسية والبودية الخلاص او The salvation  وهي نوع من تعذيب الذات لتنقيتها من الذنوب تدعي الكنيسة انها لبيان المهمة الكبيرة التي انيطت بالبابا، لكن علم النفس يقول غير هذا بكل تأكيد بل يؤكد موضوع الخلاص كذلك موضوع الهياج العاطفي عند الحصول على جائزة او منجز كبير.


من القدس الى ايطاليا


المسيح (ان صحت الروايات) شخص ولد في الشرق الاوسط في منطقة قريبة من مدينة القدس اي انه يتكلم الآرامية وعاش ومات في المنطقة ولم يكن سوى معارض لرجال دين في ذلك الوقت وكان يدين بدينهم لكن مع تغييرات او اعتراضات نادى بها هو لإصلاح الشأن كما يدعي, اكرر هذا ان صحت قصة المسيح فلم يستدل حتى الان على أي اثر دامغ ملموس ولو صغير على وجوده, أي قد يكون مجرد معارض وتم التخلص منه ثم أراد اتباعه او من صدقه ان يحمل هذه الأفكار فتصادف مع فترات تاريخية (تظهر هذه الفترات تقريبا كل 200 سنة) فيعتنقها شخص معين يكون سيد قومه ولأسباب شخصية توسعية فينشرها فرضا بالسيف لا بالإقناع او التبشير. (حدثت مع المسيحية ومع الإسلام)


الطقوس كلها باللغة اللاتينية كذلك الايحاءات والحركات الخ كلها ليس لها أصل في منطقة الشرق الأوسط على الاطلاق ولا في الديانات الابراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلامية لكن كما ذكرت لو درسنا بعمق طقوس مثل البودية والهندوسية واليونانية او الاغريقية  سنجد ان هناك تشابه يصل الى 100% سواء من حيث الفكرة او الحركات الجسدية والفسيولوجية, اخذين بنظر الاعتبار ما اسميته التناقل التاريخي الذي يضفي او يعدل على الطقس الأصلي فيتم تجييرها لتخليد أصحابها أي من ابتدع هذا الطقس او ذاك وهذا الامر لم يخلوا منه أي دين سواء دين وضعي أو سماوي. اود الاشارة هنا الى موضوع اختيار البابا, لو تتبعنا تاريخ كل مَن تسنم هذا المنصب نراه يسير جنبا الى جنب مع السياسة الاوروبية دون نقاش, رغم ان الفاتيكان يُصّر على انه مستقل. هناك تسريبات متعددة وعلى مدى عقود, ان اوروبا هي من تحدد الذي يتولى رئاسة الفاتيكان, فهل البابا الجديد ليو الرابع عشر الامريكي الذي لطالما انتقد ترمب, هو جزء من الرد الاوروبي على سياسات ترمب!

سؤال يطرح نفسه، كيف حدثت هذه الصدفة والمستمرة منذ قرون بان لا يرأس الكنيسة كاردينال أسود او امرأة !

 

تحيتي


ملاحظة: لم ادخل في تفاصيل أوجه التشابه في الطقوس بين الأديان والعبادات حيث ان هذا الموضوع الفت فيه مئات الكتب بل الاف ولعقود طويلة وهناك محاضرات على الانترنيت لباحثين في هذا المجال ويستطيع المهتم ان يسبر غور هذا الامر بنفسه, فالمقالة هذه فقط للإشارة الى التشابه كذلك الى بيان انها طقوس ليست من الأديان الابراهيمية في شيء على الاطلاق.

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page