top of page

فشل الرهان الإيراني على البصرة


احراق صور الخميني في البصرة

للمرة الثانية في تاريخ البصرة يُحرق البصريين الأبطال صور من قتل أبنائهم يوما في الثمانينات الخميني الدجال وكذلك بعد عام 2003 وسلط عليهم ميليشياته القذرة وحرق صورة الدجال خير دليل على أن لا مكانة له في قلوبهم أبدا.

الانتفاضة الأخيرة للشعب العراقي والتي بدأها العراقيون في البصرة بعد أن طفح بهم الكيل في كل شيء فلا حكومة تحكم بالبصرة ولا امل في الأفق بعد أن أصبحت البصرة جبهة اقتتال وسيطرة تامة للمليشيات التابعة لنظام طهران على مقدرات هذه المدينة الغنية التي تطفوا على 70% من احتياطي النفط العراقي المؤكد وثغره الوحيد في تصدير النفط عبر المنفذ البحري على الخليج العربي إلى العالم.

هذه المدينة التي يعاني أهلها من انعدام تام لأبسط الخدمات سواء ماء صالح للشرب أو طعام نظيف أو كهرباء أو علاج ولو بسيط مرورا بعطالة تكاد تكون تشمل كل فئات الشباب في هذه المدينة المنكوبة التي ابتليت بأطماع نظام الملالي في طهران وسكوت القوى العظمى الحاكمة في العراق وهي أمريكا ومعها روسيا.

الشركات المسيطرة على استخراج النفط في الجنوب هي شركات أمريكية وروسيا بالدرجة الأولى ثم تأتي من بعدها شركات أوروبية وصينية وما يجمع هذه الشركات أنها شركات تصنع القرار العالمي برمته لذا نشاهد ا ناول ما فعلته الولايات المتحدة هي تعتيم كامل عما يجري من انتفاضة لأبناء البصرة ثم باقي المحافظات ولم ينشر أي شيء عنها في الإعلام الأمريكي إطلاقا بل قامت المخابرات الأمريكية من خلال وصايتها على العراق بقطع خدمة الأنترنيت لضمان عدم انتشار أي فيديوهات وصور وأخبار توثق أي شيء إلى العالم الخارجي لكن هيهات.

التخبط واضح في العراق من خلال الإجراءات التي تقوم بها الحكومة فهي عديمة الجدوى وليس لديها غير الوعود التي هي أصلا كانت شرارة الانتفاضة فحبل الكذب قصير وان طال و15 عاما من الكذب كافية بان تعطي التأكيد للعراقيين بان كل الوعود كاذبة وان الحكومة هي حكومة لصوص بكل ما اوتيت الكلمة من معنى. بدأت الحكومة والمرجعية بطريقة الـ "تقية" المعروفة لدى العقيدة الاثني عشرية والجعفرية وغيرها من المذاهب الشيعية بان تظهر غير ما تبطن للحفاظ على حياتك فصار الحكومة وعلى راسها المدعو حيدر العبادي والمرجعية في النجف من اطلاق الوعود للمتظاهرين وإيهامهم بانهم معهم لتهدئة الأمر. فلا العبادي يملك المليارات التي وعدهم بها ولا المرجعية لديها أي نية بإصلاح الحال فهي تأتمر بأمر نظام الملالي في طهران ولن تستطيع أن تخرج عن هذا إطلاقا وإلا فالعصا.

اللاعب الأكبر هم الولايات المتحدة التي أعطت الضوء الأخضر للاثنين أي العبادي والمرجعية بانها تقف معهم كما حدث قبل سنتين عندما حملت الحكومة أغراضها وهربت لكن من أرجعهم هم الأمريكان وهذه المرة أيضا تلعب الولايات المتحدة نفس الدور القذر كعادتها تاريخيا ضد الشعوب وإرادتها وضد أي عمل ديمقراطية فتغيرت نبرة العبادي في الكلام بعد اقل من 72 ساعة من توسلاته للمتظاهرين ومحاولة استمالتهم ثم هروبه المخزي من الباب الخلفي لفندق شيراتون البصرة بعد أن دخله المتظاهرون رغم أن نيتهم كانت المفاوضات لكن اللص لا يثق بأحد فتغيرت نبرته الأن إلى نبرة التهديد والاتهام والإصلاحات التي وعد بها باتت إرسال قوات عسكرية ضخمة لإخماد الانتفاضة وهذه التحركات لم تتم إلا بأوامر وغطاء أمريكي بحت وإلا فان هذه الحكومة هي اضعف من أن تعطي امر بإطلاق ولو رصاصة في الهواء.

فقد خشيت الولايات المتحدة إن أي مهادنة لهذه التظاهرات سيفتح شهية باقي المحافظات وخصوصا العاصمة بغداد بالخروج عن الطاعة ومن ثم دخول المنطقة الخضراء بلا أدنى شك التي تحتوي على وكر الجريمة والتدمير والآمر الناهي في العراق وهي السفارة الأمريكية.

 

سكاي نيوز عربية عكست الصور التي نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للمظاهرات التي اجتاحت الجنوب العراقي، حالة النقمة الشعبية إزاء الحكومة والطبقة السياسية بالإضافة إلى رفض النفوذ الإيراني المتنامي في البلاد. ومن أبرز اللقطات التي تجسد الاعتراض الشعبي الجارف على محاولة نظام طهران إحكام قبضته على العراق ونهب ثرواته، فيديو لمتظاهرين وهم يحرقون صور المرشد الإيراني الخميني.

وهتف المتظاهرون، خلال حرق الصورة الضخمة وسط مدينة البصرة، "احترق الخميني احترق" و"احترق الحشد احترق"، في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران.

والشارع الذي شهد هذه الخطوة الرمزية هو شارع الزهراء الذي غيرت السلطات العراقية اسمه قبل نحو عامين لشارع الخميني، الأمر الذي أثار حينها موجة من الغضب الشعبي على اعتبار أن الخطوة مثلت انتهاكا لسيادة العراق.

وتأتي المظاهرات الحالية التي انطلقت قبل أسبوع من البصرة قبل أن تمتد إلى معظم المحافظات الجنوبية، لتؤكد مرة أخرى حالة التدهور التي وصلت إليها البلاد من جراء الفساد المستشري في ظل الهيمنة الإيرانية.

وفجر انقطاع الكهرباء وشح المياه وتفشي البطالة، أحدث موجة من الغضب في البصرة التي تعد من أغنى المحافظات فهي منفذ لتصدير النفط، في حين قابلت السلطات ذلك بالقمع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى برصاص الأمن.

وتضم البصرة نحو 70 بالمائة من احتياطيات العراق المؤكدة من النفط وتبلغ 153.1 مليار برميل، وتقع على الخليج العربي المتاخم للكويت وإيران، وتمثل مركز العراق الوحيد هذه الأيام بالنسبة لجميع صادرات النفط إلى السوق الدولية.

واقتحم المحتجون في معظم المحافظات الجنوبية مبان حكومية بالإضافة إلى مراكز للأحزاب المهيمنة على المشهد السياسي منذ سنوات، ومقار لميليشيات الحشد الشعبي التي تعتبر الذراع الرئيسي لإيران في العراق.

وهرعت الحكومة لاحتواء الاحتجاجات بإطلاق وعود تتعلق بتوفير آلاف الوظائف، لا سيما في قطاع النفط، وتخصيص 3.5 ترليون دينار عراقي (3 مليارات دولار) لمشروعات كهرباء ومياه.

إلا أنه بموازاة الوعود الحكومية، شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات طالت، وفق ناشطين، عشرات الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع للمطالبة بتوفير فرص عمل وخدمات أفضل.

وشنت القوات الأمنية، مساء الأحد، حملة اعتقالات واسعة في البصرة، حيث طاردت المتظاهرين على الطرق الرئيسية والأزقة، بالتزامن مع إغلاق الشوارع المحيطة بمبنى المحافظة بالأسلاك الشائكة.

٢٣ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page