top of page
  • Telegram
  • Pinterest
  • قناة واتساب - الكاتب رياض بدر
  • Facebook
  • Instagram
  • حسابي على منصة اكس

قطعة الجبن

ree


كل شيء مباح واي مكان مستباح فالهدف يبرر الوسيلة هذا ما رددته إسرائيل منذ قرابة سنتين. هناك امر مهما يجب اخذه بعين الاعتبار، هو ان قطر وهي برمتها قاعدة عسكرية لحلف الناتو بالأخص للولايات المتحدة الامريكية قد تم قصفها مرتين خلال فترة قصيرة, فمرة من قبل نظام الملالي رغم انها كانت ضربة استعراضية لا اكثر وهذه المرة من قبل إسرائيل ولم تكن استعراضية انما حقيقة ومؤلمة لكن قد لن تكون الأخيرة.


من عادة حلف الناتو بث مجسات نبض وهنا نتكلم عن قصف حقيقي لمنطقة لم تسمع دوي قنبلة منذ بداية عصر القنابل ومعروف عنها انها مناطق آمنة جدا.

في عدة مقالات سابقة ذكرت انه حلف الناتو قد حول قطر الى قاعدة عسكرية وهذا الامر قد لن يؤتي بالأمان للمنطقة على المدى الطويل فالولايات المتحدة لها أعداء بل واعداء يزدادون قوة مثل الصين وروسيا وهاتين الدولتين العظميتين لا يكنون لمناطق قواعد حلف الناتو باي احترام وان كان غير ظاهر وبكل تأكيد هي قواعد مدروسة ضمن خطط الصين وروسيا.


لنرى تداعيات هذه الضربات على منطقة الخليج لا سيما في قطر اخذين بعين الاعتبار انها قد تتكرر:


  1. رؤوس الأموال لا تذهب حيث اللاامان او ما يسمى في عالم الاستثمار The uncertainty territories  فرغم ان قطر غير جاذبة للاستثمار رفيع المستوى (تكنولوجيا او تصنيع دقيق او اختراعات) رغم التهويل الإعلامي فهذه الاستثمارات تتطلب قاعدة مهمة جدا وهي ايدي عاملة عالية الكفاءة كذلك الاستقرار الأمني وهذا لا يأتي الا بالتفوق السياسي والعسكري وبواسطة النفوذ لا بواسطة الاعلام وكلاهما معدوم في قطر ومناطق غرب الخليج.

2.   خرق أجواء تلك المنطقة وفي حالتنا هذه هي قطر صار كمثل عذرية الفتاة فبعد فضها صار تكرار الامر سهلا واكيد.

3.  قطر كانت تعتقد انها في آمان حيث علاقتها بإسرائيل قديمة مفترضة بطريقة ليست ذكية ان مسايرة إسرائيل يعني ان إسرائيل ستغض النظر عن أي شيء اخر وهذه طريقة عربية سمجة لا تمت للسياسة بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد فإسرائيل ليس لديها حليف ولم ولا ولن تحترم أي دولة أخرى سوى الولايات المتحدة حصرا.

4.  تم تدمير (سمعة قطر) كوسيط او ملجأ امن لكثير من المنظمات الإرهابية (طالبان وحماس وبعض الفصائل الشيعية العراقية) كذلك كوسيط خادم في بعض القضايا مثل عمليات تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا (ليست لاعب في الامر انما فقط أرضية تبادل لا أكثر فعادة يتم اتخاذ مناطق بعيدة عن مناطق الصراع لهذه الأمور وليس لأنها ذات نفوذ سياسي).

5.  قد تفقد قطر حياديتها، وهنا ليس بالضرورة ان ما حدث هو بتعمد قطري فهذه القبيلة أضعف من ذلك بكثير لكن سينظر اليها من قبل أي طرف ينوي اللعب على ارضها على انها ليست منطقة حياد او آمنة انما منطقة مستهدفة ومكشوفة لأبعد الحدود لسبب بسيط وهو أنها ضعيفة ومخترقة امنيا واستراتيجيا لأعلى المفاصل, وهذا الامر عادة في صلب تفكير أي طرف يود اتخاذ منطقة معينة كملعب له, أي ان مبدأ ان هذه المناطق تحت الحماية الامريكية ولا يمكن استهدافها قد اصبح ضربا من الماضي.

 


" سأفعل أي شيء من اجل إسرائيل " سيبني ليفني

 

لم تكن ليفني وزيرة خارجية إسرائيل سابقا الأولى التي انتهجت هذا النهج سواء بالكلام العلني او الفعل الخفي، فهذا ردها في مقابلة صحفية عن سؤال ما إذا كانت قد مارست علاقة جنسية مع نظراء لها او سياسيين لاستمالتهم لصالح إسرائيل، لكن الذي يهمني هنا هو المبدأ الأساس في صلب العقيدة الصهيونية.


إسرائيل ليس لديها حليف كما ذكرت وخطتها في المنطقة أصبحت واضحة للعيان ومن يظن ان إسرائيل ستقف عن حدود الضفة الغربية او سوريا او حتى العراق فعليه بالتخلي عن قراءة قصص كليلة ودمنة وكتب الدين العربية وتفسيرات أئمة القنوات الفضائية ومواقع التواصل خريجي محو الامية، فالخطة ليست لها نهاية وصولا الى اليمن أي السيطرة على جميع مرافئ المنطقة وذلك لهدف أكبر تطرقت له في مقالات سابقة قديمة جدا.

إذن فهي مراحل وليست مرحلة واحدة.


الامر الأهم والواقع هو ان الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل بضرب اهداف في مناطق تعتبر رسميا تحت حمايتها، صحيح ان الضرب لم يكن لحكومة قطر او شعبها لكن .... لسيادتها فالضربة الإسرائيلية وقعت على ارض قطر ولمنظمات تمولها وتتعاطف معها قطر تعمل على ارضها كذلك في غزة، أي ان الولايات المتحدة لا تضع امن هذه المناطق فوق مصالحها او مصالح حليفتها إسرائيل.

 

الاتفاقية الأمنية 1991

 

هل كانت عملية ضرب مقر لقادة حماس في قطر اول عملية لإسرائيل في المنطقة!

طبعا لا, فلا يجب ان ننسى عملية اغتيال المدعو محمود المبحوح أحد قيادي كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس في فندق البستان روتانا (مقابل المطار) في دبي عام 2010 من قبل الموساد وكانت كل الدلائل تشير الى ان العملية تمت بالتعاون بين الامارات والموساد فمحمود المبحوح لم يكن نزيل في الفندق باسمه الصريح وفريق الاغتيال حجز غرف مقابلة لغرفة المبحوح وهذا ليس صدفة ابدا بل كانوا في انتظاره قبل ان ينزل في الفندق فمن حجز له غرفته هذه! فقد وجد مقتولا في غرفته بعد ساعات قليلة من نزوله في الفندق.

 

نقطة مهمة يجب ان نعيها، قد يسال سائل "لما هذه المنظمات المصنفة إرهابية يسمح لها بالعمل والتواجد فوق أراضي مثل هذه المناطق وهي حليفة للغرب "

الجواب بسيط، ففي علم الاستخبارات والعسكرية فانت ان طاردت فأرا فلن تمسك به ابدا فالفأر أسرع منك واذكى للعلم، لكن ... ان تركت له قطع جبن قرب مخبأه ستتغلب غريزته عليه ويخرج بسهولة فتصطاده بسهولة أيضا.


كذلك يجب ان توفر له مكانا يظن انه آمن ليتنقل ويعمل فيه بوضوح وما عليك سوى مراقبته بسهولة أيضا. التعليمات الصادرة من الولايات المتحدة لحكومات المنطقة هي بالسماح لتلك المنظمات بالتواجد عليها وذلك وفق المبدأ الذي ذكرته وهو خلق قطعة جبن لمراقبتهم عن كثب ثم اصطيادهم إذا ما تطلب الامر.


دول منطقة غرب الخليج تربطها مع الولايات المتحدة ما يسمى الاتفاقية الأمنية وهي اتفاقية امنية فرضتها الولايات المتحدة عام 1991 على حكومات منطقة غرب الخليج بعد نهاية حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء) أي بعد تحرير الكويت مباشرة حيث قالت الولايات المتحدة لهم, كي ندافع عنكم يجب توقيع اتفاقية (ليست مجانية) لحمايتكم فور وقوع اعتداء عليكم بل حمايتكم حتى قبل وقوع الاعتداء من خلال تواجد كثيف في قواعد على أراضيها ووفق هذه الاتفاقية فرضت الولايات المتحدة (تعاون) كامل من قبل حكومات المنطقة بما فيها كشف كل ملفاتها الأمنية للولايات المتحدة كذلك تزويد الولايات المتحدة بكل شاردة وواردة عن أي شخص يتواجد على أراضي تلك الحكومات تطلب الولايات المتحدة معلومات عنه بل وعدم التصرف امنيا دون الرجوع للولايات المتحدة, أي انها مستباحة تماما ولا يوجد شيء اسمه سيادة لهم امام مصالح الولايات المتحدة وقد حدث هذه كثيرا لكن تم التعتيم عليه إعلاميا هو السائد, فمثلا حادثة اعتراض طائرة ركاب مدنية جوا (بعد احداث 11 سبتمبر 2001) قادمة من السعودية ومتجهة الى اسيا مرورا بالأجواء الإماراتية وبالضبط في اجواء مدينة دبي حيث تم اعتراضها من قبل متصديات أمريكية انطلقت من حاملة طائرات مرابطة في الخليج لإجبارها على الهبوط في قاعدة المنهاد الجوية في ضواحي دبي قرب ميناء جبل علي وتم انزال اشخاص مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة حينها وكانت تنتظرهم سيارات تابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي (له فرع وحيد في العالم خارج الولايات المتحدة في دبي) ثم نقلهم مباشرة الى خارج الامارات دون أي تدخل من الجهات الإماراتية.


لقد برز الان وضعا جديدا في منطقة غرب الخليج وهو بما ان المكان (الآمن) أصبح غير آمن لتلك المنظمات والشخصيات وحتى المستقبلية منهم، أي انها ورقة احترقت، فكيف سيصبح الوضع عليه في هذه الأماكن بمعنى؛ كيف ستنظر وتتصرف الولايات المتحدة مع هذه الأماكن بعد الان بعد ان فقدت الفئران الثقة والأمان فيها؟

 

 

تحيتي

 

 

 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page