هل كان يجب ان تموت !
- رياض بـدر
- قبل 31 دقيقة
- 5 دقيقة قراءة

قتلت في مثل هذا اليوم قبل 34 سنة (1997) اميرة ويلز الاميرة ديانا سبنسر طليقة ملك إنكلترا الحالي الملك تشارلز الثالث في حادث سيارة في باريس بعد خروجها بصحبة صديقها عماد الدين محمد الفايد المعروف بدودي الفايد ابن الملياردير المصري محمد الفايد.
أثيرت الكثير من نظريات المؤامرة حول مقتل الاميرة ديانا لان حياتها ارتبط بفضائح وسجالات مع العائلة الملكية البريطانية لدرجة احراجهم في عدة مناسبات منها اعترافها بإقامة علاقة خارج نطاق الزواج اثناء زواجها من الأمير حينها تشارلز الذي أيضا ثبت انه يقيم علاقة مع صديقته القديمة كاميلا باركر (زوجته الرسمية حاليا).
حياة عاصفة كانت الراحلة تصف نفسها بها وسط العائلة الملكية بانها الخروف الأسود The Black sheep وهي كناية عن انها الشخص المختلف وسط هذه العائلة وهي كناية سلبية اكثر منها إيجابية لان الخروف ذي الصوف الأسود صوفه غير مرغوب به لانه غير قابل للصبغ.
كانت معركة حقيقة بينها وبين العائلة المالكة لا سيما مع الأمير تشارلز حينها ففارق السن بدأ يلقي تبعاته على حياتهما بعد زواجهم بخمس سنوات فقط ورغم انجابها لولدين لكن لم يشفع هذا لرأب الصدع, حتى وصل الامر الى ان اجتمعت الملكة بالزوجين بحضور الأمير فيليب حينها في محاولة لتجنب الاسوأ ووفق التقارير فان الملكة طلبت من الاثنين ان يستقيما وان ينهيا أي علاقة خارج الزواج لكن المحاولة بائت بالفشل.
بعض التسريبات اكدت ان الأمور ساءت بدرجة كبيرة فمن جهة بينها وبين تشارلز ذو الشخصية المتعنتة وبين الأمير فيليب فالعلاقة بينهما لم تكن ودية ابدا منذ البداية, فذكرت بعض التسريبات حادث تبادل للشتائم بين الاميرة ديانا والأمير فيلب لكن قصر باكنغهام نفى رسميا هذه الاخبار في بيان أصدره الأمير فيليب.
الامير فيليب زوج الملكة اليزابيث قال لها يوما " ان لم تتأدبي يا فتاة سنأخذ منك اللقب" فردت عليه ديانا " لقبي أقدم من لقبك فيليب "
المقابلة القنبلة
في العشرين من تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1995 قام مقدم البرامج البريطاني في بي بي سي مارتن بشير حينها بتزوير كشوفات بنكية وبعض الوثائق للتقرب من ديانا وأخيها للحصول على مقابلة حصرية معها وكان التحضير لهذه المقابلة يشوبه الكثير من الغموض والغير منطقية في كيفية حدوثه وكأنه امر دبر بليل وبموافقة ديانا.
في المقابلة المشؤومة هذه وصفت ديانا العلاقة الزوجية مع تشارلز بأنهم كانوا 3 وتقصد علاقة تشارلز مع كاميلا باركر التي كانت صديقة تشارلز السابقة قبل الزواج وارجع علاقته معها بعد الزواج بسنين قليلة. وأضافت " كان الامر مزدحما بعض الشيء " ثم اتهمت مساعدة تشارلز الشخصية تيغي بورك بإجهاض طفلة من علاقة سرية مع الأمير تشارلز لكن هذه القصة تم تفنيدها عبر تصريحات رسمية فقط. هنا برايي وتحليلي الشخصي ان شخصية كالأميرة ديانا لا يمكن ان تكذب بأمر كهذا لان تلفيق كذبة بهذا الحجم على الأمير تشارلز لن يكون محمود التبعات كذلك لن تجني منه شيئا على الاطلاق فتشويه سمعة تشارلز لم يكن ابدا هدفها فهو اب ولديها. لكن هل حسبت التبعات الفعلية لإفشاء هكذا سر وهي المؤتمنة على الاسرار العائلية الملكية وهي تعلم انها خط احمر؟
المقابلة كانت وكأنها تنفيس نفسي عالي الصوت من ديانا ضد العائلة الملكية لا سيما الأمير تشارلز حيث لم تكتفي بالحديث عما يحدث في وقت كان الجمهور متعطش لمعلومات اكيدة من أحد الطرفين للتميز بين الشائعات والحقيقة، فراحت الاميرة ديانا تشكك حتى بقدرات تشارلز ان يكون ملكا.
كان وقع هذه المقابلة كالصاعقة على قصر باكنغهام الذي دخل في نقاشات عائلية مكثفة استمرت لأسبوعين بالإضافة الى الشارع البريطاني بل تعدى الامر الى الراي العام العالمي، امير خائن واميرة خائنة في قصر باكنغهام وعلاقات مشينة وغير قانونية خدشت بقوة البهرج الذي يحافظ عليه دائما قصر باكنغهام والعائلة الملكية منذ قرون.
بعد قرابة شهر من بث المقابلة، أرسلت الملكة اليزابيث بخطاب علني لكلا الزوجين تنصحهما بالطلاق ونصائح الملكة كالأوامر, فوافق الأمير تشارلز على البدء بإجراءات الطلاق وبعد مداولات ومباحثات بين الطرفين بحضور ممثل عن الملكة لم تدم طويلا تمت الموافقة بين الطرفين على اتفاقية الطلاق الذي تم التوقيع عليه في تموز / يوليو عام 1996.
حصلت الاميرة ديانا بموجب اتفاق الطلاق على 17 مليون باون بالإضافة الى 400 الف باون سنويا كنفقة مع حضانة مشتركة للطفلين وليم وهاري كما فقدت ديانا لقب "صاحبة السمو الملكي" ولقبت بدلاً منه بـ "أميرة ويلز" ولأن الملكة تعلم ان ابني ديانا امراء وسيعتلي احدهم عرش إنكلترا يومًا ما، فقد ظلت الاميرة ديانا تُعتبر فردًا من العائلة المالكة، ومُنحت نفس الأولوية التي تمتعت بها خلال زواجها هذا بالإضافة الى بعض المزايا كانت تتمتع بها مثل الحماية الامنية وتمثيل بعض الفعاليات الخيرية كذلك دخولها لاماكن ملكية ورسمية كذلك وقع الطرفان على اتفاقية بعدم افشاء أي طرف اسرار الطلاق كذلك الاسرار الزوجية ابدا.
أصر تشارلز اثناء إجراءات الطلاق على نزع لقبها كاميرة ويلز الامر الذي يبدو ان لم يهُم الاميرة كثيرا لكنه يبدو انه أثر بها الامر الذي انتبه له بعفوية ابنها الأمير وليم ليقول لها " لا تهتمي يا امي، سأرجعهُ لكِ يوماَ عندما أُصبح ملكا "
العلاقة المشؤومة
دخلت الاميرة ديانا في علاقة غريبة مع ابن الملياردير المصري محمد الفايد (محمد الفايد كان مغضوبا عليه من الحكومة البريطانية لدرجة منعه من الحصول على الجنسية البريطانية لغاية موته في اسبانيا بعد ان ترك بريطانيا نهائيا) عماد الدين محمد الفايد المعروف بدودي الفايد الشاب المغمور رغم المليارات ظهر فجأة كعاشق لأميرة القلوب اميرة ويلز فلا ننسى انها مازالت تحمل اللقب وأنها ام اميرين سيصبح أحدهما ملك عرش بريطانيا.
وفي غمرة العلاقة المثيرة المريبة والصاخبة التي جعلت مبيعات مجلات وجرائد التابلويد تنتعش بفضل صور العاشقين سواء العلنية او المختلسة من البباراتزي لتلك العلاقة الحميمة ظهرت ديانا في تصريح مثير " سأفجر مفاجأة خلال شهر"
لم تكن الاميرة ديانا شخصية سياسية او اقتصادية لتفجر مفاجأة بل في تلك الفترة كانت فتاة غلاف كبرى الجرائد والمجلات عن علاقتها بدودي الفايد، فما عسى الخبر ان يكون سوى ..... !
بعد منتصف ليلة الثلاثين على الواحد وثلاثين من شهر آب/ أغسطس 1997 واثناء خروجها مع دودي الفايد من اشهر فنادق باريس بل والعالم الرتزكارلتون الذي كان محاطا بالبابراتزي ينتظرون العاشقين استقل الاثنان سيارة مارسيدس وراحت تنهب الشارع مسرعة لتفادي المصورين (لا ادري لما يتفادون التصوير وبهذه الطريقة الخطيرة وهما على علاقة علنية فهل السائق قرر هذا ام بأوامر منهما) واثناء دخول السيارة نفق Pont de l'Alma فقد السائق السيطرة على السيارة (التقرير رجح ان فلاشات التصوير اثرت على الرؤية للسائق) لترتطم بجدران النفق بشدة وتنقلب عدة مرات قبل ان تستقر مهشما بالكامل (لكن لم تصب أي مصور من البباراتزي رغم كثيرتهم وقربهم من السيارة) وتقتل الاميرة ديانا وصديقها دودي الفايد والسائق (اعلن عن مقتلهم في المستشفى بعد نقلهما من مكان الحادث) ولم ينجو الا حماية دودي الفايد بعد ان أصيب بجروح خطيرة جدا ارقدته في المستشفى لفترة طويلة جدا.
أثيرت الكثير من نظريات المؤامرة بان الحادث مدبر بطريقة ذكية ومعقدة جدا، وبعض النظريات قالت ان نتائج التشريح تم السيطرة عليها لأنها كشفت أمور لم تشأ بعض الأطراف ان تُكشف الخ من تكهنات جعلت التحقيق في الحادث يفتح عدة مرات ويغلق وصولا الى عام 2008 عندما اعلن محمد الفايد أنه سيُنهي حملته التي استمرت عشر سنوات لإثبات أن المأساة كانت جريمة قتل.
الاغلاق النهائي
اغلق ملف مقتل الاميرة ديانا الى الابد ثم في عام 2020 حكمت محكمة فرنسية بوضع ملفات التحقيق حول حادث مقتل الاميرة ديانا وعماد الفايد البالغة أكثر من 16 ألف وثيقة تحت السرية لغاية عام 2082.
لماذا حادث سيارة فيه أكثر من 16 ألف وثيقة من التحقيقات ومعلومات جمعها 30 ضابط تحقيق خلال 3 سنوات!
لماذا صنف الملف بالسرية ووضع في ارشيف في قبو خاص تحت الحراسة المشددة بحسب الخبر الرسمي!
لما قررت هذه المحكمة الفرنسية هذا القرار الغامض الغير مسبوق بكل تلك الاجراءات إذا كان مُجرد حادث سيارة!
تحيتي
تعليقات