top of page

هل يتفاوض المُنتصر !


دونالد ترامب

فيما يتعلق بما يتداوله الكثيرين بان هناك مفاوضات بين الولايات المتحدة وايران وما يسوقه معتنقي نظرية المؤامرة المصنفة كمرض نفسي أساسه الايمان بالغيب فيجب العودة لقواعد التفاوض البسيطة ومجريات الأمور على ارض الواقع.

التفاوض لا يكون بين رابح وخاسر اطلاقا فالمنتصر لا يفاوض على شيء كسبه ابدا وهذا له علاقة بقانون الخسارة الذي اشرت له في مقالات سابقة.

إيران تتلاشى فهي ترزح تحت عقوبات دولية غير مسبوقة لا يود أحد اسعافها فالدول الكبرى تعلم علم اليقين ان نظام الملالي قد انتهى فقد انتفت الحاجة التي تم خلقه لأجلها وهي اضعاف وتهديد الدول العربية الغنية القريبة من إسرائيل الدولة الضعيفة الى فترة قريبة.

الاقتصاد الإيراني في اسوء حالاته منذ 40 عاما وباعتراف اعلى الهرم السلطوي في إيران وهو المرشد الأعلى للثورة الخمينية علي خامنئي وأيضا اعترف بها حسن روحاني الرئيس الإيراني ناهيك عن باقي المسؤولين واقطاب النظام الذين بدأ التناحر بينهم يصل للعلن بل وفي جلسات البرلمان العامة والخاصة.

مظاهرات في كل مدينة ومحافظة وقرية على امتداد إيران لسوء الأوضاع الاقتصادية والفساد المستشري في كل مفاصل الدولة.

اقطاب النظام يبدو عليهم جليا انهم يقطعون ما تصل اليه ايدهم لعلمهم ان النظام الى انهيار يمنون النفس بأنهم قد يكونون بمعزل عن الحساب ان هم هربوا او تعاونوا مع القادمين الجديد هذا ان كان هناك قادمين فإيران سائرة الى تفتيت حتمي.

نرجع الى المفاوضات المزعومة، فالعرض الأمريكي لم يكن بمعنى تفاوض أي نسمعكم ونناقشكم كما حدث ابان فترة حكم اسوء رئيس امريكي في تاريخها باراك أوباما وهذا ما كرره ترمب مرارا بل هو جلسة فرض الشروط الاثنتي عشر التي وضعتها إدارة ترمب والتي يجب ان يكون منها منطلق أي جلسة تفاوض مفترضة وطبعا لا تستطيع إيران تلبية هذه الشروط وقد رفضت فكرة التفاوض رسميا بالأمس بتصريح من المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية.

سأذكر فقط 5 شروط من الاثنتي عشر شرطا التي اشترطتها الولايات المتحدة على إيران لتطبيقها عندها سيتم رفع العقوبات الاقتصادية عن النظام وايران.

1 - وقف دعم الإرهاب وخاصة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي.

2 - وقف دعم الميليشيات الشيعية في المنطقة والحوثيين.

3 - سحب قواتها من سوريا.

4 - وقف دعم طالبان وجماعات إرهابية في أفغانستان.

5 - وقف استضافة قيادات القاعدة.

6 - وقف تهديد دول جوارها.

هذه الشروط ان طبقتها ايران فلن يكون لوجودها أي داعي وستفشل امام شعبها الذي وعدته بتصدير الثورة لخارج ايران عندها ستفقد قاعدتها التي استندت عليها طيلة 40 عاما وسيقتل الشعب الملالي في الشارع رغم انهم سيقتلونهم قريبا فالشعب قال كلمته وطفح به الكيل.

التوسع هو دم ثورة الخميني الإرهابية التي انتشرت بالكاسيت كالسرطان وكادت تفشل حينها لكن تم دعمها من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل دعما لا مثيل له ولتغطية هذا الدعم تم افتعال مسرحية الرهائن الامريكان موظفي السفارة الامريكية في طهران والتي انكشفت فضيحتها بانها كانت لعبة انتخابات بين كارتر وريغن لا أكثر فالخميني كان مدعوما من الغرب بقوة واضحة ضد العراق.

وبدون التوسع ستموت هذه الثورة لذا فالإيرانيون لن يوافقوا على أي شرط من هذه الشروط فهي انتحار بالنسبة لهم وهم في طريقهم الى الموت وقد علموا هذا لكن . .

نظام الملالي يعلم ان المفتاح أصبح بيد السعودية لذلك عرض معاهدة عدم اعتداء على السعودية ودول الخليج لكنه رفض التفاوض مع الولايات المتحدة وذلك لعلمه بان القرار بإزالتهم هو قرار سعودي بحت حليفة الولايات المتحدة والسعودية لها لوبي قوي في واشنطن ومقرب جدا من اللوبي اليهودي الذي يمتلك سلطة عالية على قرارات البيت الأبيض بل والكونغرس.

السعودية طبعا لن تتنازل عن إزالة هذا النظام اطلاقا وقد بدأت بالعمل على ازالته منذ عام 2006 حين أطلق الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ال سعود المبادرة العربية للمصالحة مع إسرائيل.

العرب للأسف علموا متأخرا ان نظام المقبور الخميني قد تم زرعه كخنجر خاصرة فقط لإضعافهم حيث كانت الشعارات العربية المرعبة تهدد وجود إسرائيل فعلا وهي دولة ضعيفة جدا ومنخورة اجتماعيا واقتصاديا بالإضافة الى وجود قيادات شعبية قوية مثل صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا رغم بعده لكن كان لا يؤتمن بمواقفه تجاه إسرائيل.

فتم خلق هذا النظام الإرهابي الذي ليس لديه شعار حقيقي على ارض الواقع سوى تصدير الثورة وتدمير العراق والعرب، اما شعاراته الأخرى فهي فقط مصممة للسُذج مثل شعار الموت لأمريكا وإسرائيل وتسمية الشيطان الأكبر والاصغر وها هو الحاضر والتاريخ اثبت لنا بان إيران لم تطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل او أمريكا ولن تفعل.

فقطع العرب بعد عام 2006 طريقا مختصرا ومدوا يد المصالحة لإسرائيل مقابل إزالة شر نظام العمامة نهائيا وكان لهم هذا طبعا.

لا يوجد ما يستوجب التفاوض عليه من قبل الولايات المتحدة مع إيران فالكل يعلم ان إيران الى انهيار ثم تفتت وقد ذكر هذا ضمنا حتى الرئيس الروسي بوتين فقصد إيران بقوله " انه لن يدافع عن شاة نافقة ".

وبالفعل فان إسرائيل سحقت إيران تماما بغارات منتظمة في سوريا ولم تتحرك روسيا قيد انملة لحماية الحليف المفترض والذي افترضه العاديين والسذج بان روسيا ستدعم إيران والوقائع على الأرض اثبتت ان هذا مجرد امنيات واحلام عصافير.

ترمب سيف مجرب في أقواله التي حولها لأفعال وقد توعد إيران برد موجع أكثر من مرة ان أقدمت على التحرش او مهاجمة حلفاء أمريكا من دول الخليج وهذه ليست سياسة من يريد التفاوض انما فقط من يريد فرض الشروط فوصلت الرسالة واضحة للعمائم في قم وطهران بان ما تبقى لكم من أيام ليس كثيرا.

التفاوض قد يكون هو فقط توفير ملجأ لبعض رموز النظام ولو وقتيا للإسراع بإسقاط النظام وتسليمه للشعب الإيراني وهذا ما حدث بالضبط قبل أيام من غزو العراق عام 2003 والذي أيضا رفضته القيادة العراقية فما اشبه اليوم بالبارحة.

فهل ستكون النتائج متشابهة!

٤٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page