top of page

مَن يحمي غسيل أموال الحرس الثوري الإيراني!


بريان هوك ممثل الادارة الامريكية للشؤون الايرانية

واشنطن تعرض 15 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تكشف انظمة تمويل الحرس الثوري الايراني او الواجهات المالية والمؤسسات الاقتصادية التي تبيض اموال الحرس الثوري الارهابي او الافراد الذين يعملون في هذا المنوال وكأن الحرس الثوري الارهابي يعمل فعليا في الخفاء، هكذا أعلن بريان هوك الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الايرانية والمستشار الأعلى لوزير الخارجية الامريكي!

عجبي!


لنستعرض المعلومات التالية والتي ليست سرية ابدا:


أولا، التحويلات المالية حول العالم لا يمكن ان تتم يدويا اي لا يوجد من يحمل اموال ضخمة في حقيبة ويعبر بها الى دولة اخرى لدفعها للحرس الثوري فهذا مُحال المحال وفيه خطورة تكاد تكون شبه محتومة لذلك لن يجازف الحرس الثوري بفعل هذا.


ثانيا، المال المدفوع للحرس الثوري الايراني يجب ان يكون بواسطة عملات عالمية كي تسهل له شراء حاجياته مثل الاسلحة والمعدات والتكنولوجيا وتمويل لأنشطته في المناطق التي يعمل بها وعندها سيطرح السؤال نفسه، من اين اتت هذه الاموال الضخمة؟

لأننا نتكلم عن مليارات وليس عن الآفات يمكن حملها في الجيب!


ثالثا، ينشط الحرس الثوري في تبييض امواله في شركات تتداول مبالغ ضخمة كي تسهل عملية التبييض فغسيل الاموال لا يكون ببيع سكائر في كشك على الرصيف او مطعم او شركة صغيرة ابدا فهذه عمليات غير مجدية بل قد تشكل خسائر.


فإذن, ينحسر البحث فقط في شركات ضخمة في اماكن تعتبر امنة للحرس الثوري بان يزاول نشاطه هناك ضامنا عدم الكشف عنها.

فلنسال أنفسنا, ومن هي تلك الدول (الخربانة) التي ليس فيها ابسط مقومات الامن والرقابة المالية على عمليات غسيل الاموال ويسرح ويمرح بها الحرس الثوري واذرعه الاقتصادية؟

ليس مفاجئا ان نعلم ان من بين هذه الدول هي دول حليفة او تعتبر حليفة لأمريكا مثل الكويت والامارات وقطر وتركيا.


هذه الدول اقتصادها قائم اساسا على غسيل الاموال بصورة سوق عقارية وشركات ضخمة ومصانع لمنتجات سريعة الاستهلاك على الاقل محليا في حين ان من يدخل هذه الشركات ويعيش فعليا في هذه الدول ويحلل هذه الاعمال اقتصاديا ومهنيا سيجدها انها مشاريع فاشلة لا أكثر فكيف اذن مستمرة وابوابها مشرعة حتى للتوظيف؟


ناتي الى دول منفلت فيها كل شيء وذلك بفعل السياسات الامريكية, فالعراق مسرح كبير وعلني لعمليات الحرس الثوري الارهابي الاقتصادية وامام اعين الامريكان بل في كثير من الحالات حدث تعامل بين شركات تابعة للحرس الثوري الايراني والقواعد الامريكية كأن تكون شركات مقاولات وان قد ينكر الامريكان بانه قد لا يكون للجهات الامريكية احاطة كاملة بحقيقة هذه الشركات او من يقف خلفها وهذا ادعاء مضحك بكل تأكيد. سوريا ولبنان مرتع ضخم لعمليات الحرس الثوري سواء المالية او العسكرية او الاستخباراتية.

من ناحية اخرى يجب ان نعلم ان العملة الامريكية عملة مُسيطر عليها تماما من قبل الولايات المتحدة ولا يوجد دولار امريكي واحد على وجه الارض لا يمكن تتبعه فمن البلاهة والسذاجة ان نعتقد ولو لدقيقة ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعلم اين تذهب وتسير عملتها في العالم اضف الى ذلك استخبارات الولايات المتحدة الامريكية الي تباهي بها العالم بانها تعلم الامر قبل حدوثه ناهيك عن تدبير الامر اصلا فكيف لا تدري بامور علنية!


فهل هذه الاغراءات التي يعرضها برنامج المكافأة مقابل العدالة الذي تديره الحكومة الامريكية هي اغراءات لذر الرماد في العيون لكسب الوقت الذي يمر ليس بصالح نظام الملالي! ام انها فقط لكشف فعليا عن مَن هذا الذي يعلم أكثر مما يجب!

من الجدير بالذكر ان المكافأة التي رُصدت عام 2003 لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والتي بلغت حينها 30 مليون دولار لم تمنح للذي ساعد في الكشف عن مكان صدام حسين والقبض عليه بل تم القاء القبض على الدليل نفسه وحبسه دون اي محاكمة ولازال في السجن وسيقبع به الى الابد إن لم تجري عملية تصفيته فعليا.

١٦١ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page